اونغ سان سو تشي، أنثى.. والدبابة أنثى.. ولا تفل الدبابة إلا الدبابة، ولا تفل دبابة الجنرالات في بورما، إلا.. سو تشي!
ظللتُ أراهن عليها، وهى من إقامة جبرية إلى إقامة جبرية لمدة خمسة عشر عاما، والجنرالات يرمقونني من بعيد، ولأعين الجنرالات في كل مكان كلام أجش!
كذب من قال إن التغيير، مذكر، ( وما التأنيث لاسم الشمس عيب .. ولا التذكير فخر للهلال).. وكذب الزمان من كذبني يوم قلتُ إن سان سو تشي- المرأة الدبابة- في بورما، ستصنعُ التغيير.
صناعة التغيير، جسارة.. وهى صناعة مكلفة.. وتكلفتها في زمان الجنرالات، الحرية الشخصية، لكن ماذا تعني هذه التكلفة بالنسبة إلى هذه المرأة- ذات الوجه الطويل- وشعب بورما كله يرزح في الأغلال، ويستصرخها: سان سو تشي.. سان سو تشي!
يفتر أصحاب الملامح الأجش، ولا تفتر صاحبة الوجه الطويل. يقدمون التنازلات، ولا تتنازل، وفي فمها" لا بد من الديمقراطية، وإن طال العذاب"!
طال.. وماطال قامة هذه المرأة الرمح... هذه المرأة التي تستعذبُ أجمل عذاب في التاريخ!
وبالامس، بدأ الجنرالات يحزمون أشياءهم للعودة إلى الثكنات، وحزب المرأة الدبابة، يحصد النتائج، وأنصارها في كل بورما يهللون.
سان سو، إمرأة لا تخيبُ ظنا..
وشعب بورما الذي يهلل، كان ذات تاريخ، ظنه من ظن إمرأة، ظلت تورث الجنرالات الظنون، لعدة عقود!
كتبتٌ ذات يوم بعيد، أن ميانامار كان اسمها بورما، وهذه الدولة ستأخذ اسم سان سو تشي، ذات يوم، حين تنتصر هذه المرأة الحديدية، على الدبابة، وتكتب فصلا جديدا، بعد فصل تعسفي عتيد، في وطنها!
يوم ذاك، كذبني الجنرالات، وهم يسوقون المرأة التي لا تخيّب ظنا، إلى إقامة جبرية، ويمدون لي من البعيد، لسانا، هو لسان السجان!
سان شو، قطعت اللسان.
شكرا ياصاحبة الوجه الطويل.. لا خيبتي فيني ظنا، ولا أظهرتيني كمن يضرب في الرمل، أو يرجم في الغيب.
أيها الناس.. افتحوا الأطلس، وأنظروا إلى جمهوربة سان سو تشي!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة