|
إلى الشاعر إدوارد لينو وار.. دمع عتابك أخجلنا
|
( إلى الشاعر إدوارد لينو وار.. دمع عتابك أخجلنا!!)
أيها القادم من ليل المنايا تحمل الورود.. وفي خطوك زهْوُ الانتصارْ سر على مهلك واذرف مطر الدمع لميلاد النّهارْ ! هذه الأرض التي نعشقها والتي تحملها نبضاً وشعرا تزدري الموت وتأبى الانكسارْ ! هي فينا.. وطنٌ يسبح في دمعك ينداحُ شجونا ثمّ يرتدُّ إلينا: دمعةٌ تفضحنا دمعةٌ تجرحنا دمعةٌ تمنحنا عمراً.. وورداً وفرحْ ! دمعةٌ من قلبك العامر بالحبِّ تماهت.. وتداعتْ جدولاً يسقي روابينا.. وأقواسَ قزحْ ! دمعةٌ.. والأرضُ قالت لفتاها: نمْ بحضني واسترحْ ! أنت منيِّ.. وأنا منك فهيّا.. نبذر الضوء ونشتار النجومْ ! وكفانا ما دهانا ! وكفانا من رخيص الموتِ ما سالت له أمْسِ دمانا !! أيها القادمُ من جرحي وفي يمناك وردهْ ! هرب التاريخ من ثقبِ المراراتِ ولن يندملَ الجرحُ.. ولن يبرأ حتى نستردَّهْ ! أيها القادم من سوْرةِ أحزاني.. ومن جوعي ونبضي ! أنت منّي.. وانأ منك.. فهيّا نشهدُ الدنيا على ميلادِنا نضفر العشب بساطاً ونزفّ الأنجم الزُّهْرَ.. وباقاتِ الرياحينِ إلى أحفادِنا ! نحن دوّخنا الشموسَ الاستوائياتِ.. حطّمنا التوابيتَ.. سخِرْنا.. من سجون ووعيدْ ! دمعة والأرض قالت لفتاها: دمعك المدرارُ دمع الكبرياءْ ! فاض نيلاً.. ضاء ليلاً.. حل قربانا وعيدْ ! إنه الرمز الذي يسكننا: وطنٌ حرٌّ.. وسودان جديدْ !!
فضيلي جماع لندن ـ ديسمبر (كانون الأول) 2003
|
|
|
|
|
|