أولا نعزي أسرة الشهيد ونسأل الله أن يصبرهم على هذا الفقد الجلل ونعزي جميع قيادات الحركة الشعبية ورفاقهم في الجيش الشعبي لتحرير السودان على هذه المصيبة التي المت بهم جراء الغدر والخيانة وبسبب تعند قلة قليلة من ممن نصبوا أنفسهم أولياء النضال بالميراث وعلى رأسهم مالك عقار وياسر عرمان الذين تركوا المؤسسية جانبا وأثروا استعمال القوة والسطوة في تحدي إرادة الشعوب في المنطقتين، لقد إغتيل الشهيد في الشهر مايو الماضي 2017م وعلى اثر اندلاع مواجهات مسلحة بين طرفي النزاع في قيادات الحركة الشعبية على خلفية اصدار مجلس التحرير النيل الأزرق بيانا اقالت فيه القائد مالك عقار من رئأسة قيادة الحركة الشعبية لأسباب ذكرت في فحوى البيان آنذاك وتناقلت الأخبار عن عملية إغتيال تمت للقائد بندر السيسي بطريقة بشعة يقشعر لها الأبدان حيث كان معتقلا ولا شك التصفيات الجسدية عمل إجرامي غير مبرر وغير مقبول ولا بد من ملاحقة الجناءة وفق الشرائع السائدة في التنظيم والاقتصاص منهم . لقد احتارت جماهير الحركة الشعبية بعد ان اكتشفت الخدعة التي كانوا فيها ويا للغفلة التي كنا نعيش فيها زمنا طويلا منذ 2011م هل هكذا كانت تدار الحركة الشعبية وتقودها هكذا عقول بهذا الشر المتطائر ؟ أين كنا سنصل بهذه العقلية الأنتهازية المتسلطة الدكتاتورية لو لا صحوة القيادات في مجلسي التحرير للمنطقتين ؟؟ وقراراتهما التي اوقفت الأنزلاق إلى الهاوية الظلماء كانت تلك القرارات التي اصدرها مجلس التحرير ومطالب مشروعة في إطار النهج الديمقراطي من قبل الأكثرية التي رأت أن هناك حاجة لتقويم الأداء وتصويب المسار النضالي وهذه الاغلبية تطالب بحقوقها في التعبير عن نفسها وذلك كان واجبا على الأقلية احترام رأيئها وهذا طبيعي لو كان التنظيم يتمتع بقيادة رشيدة ولو كان لدي قياداته الشعور بالمسئولية والأمانة الثورية ما كانت الأمور تصل إلى إراقة دماء المواطنين الأبرياء وأقتحام معسكرات اللجوء وقتلهم بدوافع عنصرية لتصفية حسابات الخصوم من القيادات الذين اختلفوا في الراي . شهد تاريخ الحركة الشعبية الأم العديد من النزاعات التي أدت إلى الانشقاقات في صفوفها ومازالت تعاني منها الحركة الأم حتى بعد ان حققت الإنفصال بدولة الجنوب فأن النزاعات والصراعات المسلحة داخل الحركة الشعبية أمر طبيعي واستمر معها منذ فترة طويلة وكانت هناك أحداث دامية اودت بحياة عدد كبير من المناضلين على يد رفاقهم في الخندق الواحد نتيجة لإختلافات الراي بين الزعماء وحدوث تكتلات في الصراع حول السلطة او المناصب القيادية أو الاختلاف في الرؤى ولكن ذلك لم يحدث في قطاع الشمال لأن التركيبة والفهم يختلفان عما قبل ذلك حيث تلاشت فيها القبلية والعصبية وركزت على وحدة الوجدان الوطني في تحقيق مشروع السودان الجديد لذلك لم نشهد مواجهات دموية بين الرفاق في الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان - شمال على الرغم من وجود خلافات عميقة بين القيادات تم على أثرها إنسحاب بعض القيادات من صفوف الحركة الشعبية والجيش لتحرير السودان - شمال بدون إحداث ضجة أوإرقة الدماء بين الفرقاء. هذه الحالة من المواجهات الدموية التي احدثتها قيادة الحركة المتسلطة بقيادة مالك عقار وياسر عرمان لم تكن مألوفة في صفوف الحركة الشعبية والجيش الشعبي - شمال بعد إنفصال الجنوب وذهاب الحركة الأم وحدث ما يسمى بفك الارتباط ولقد شهدنا وعلى يد قيادة الحركة المكلفة عمليات إقصاء عدد من القادة من مناصبهم بسبب خلافات واختلافات في الرؤى ولم يحدث مواجهات مسلحة بين الأطراف بل كل اخذ سبيله ومضى دون ان يحدث ما قام به مالك عقار وياسر عرمان من عصيان على شرعية الاغلبية ومحاولة اغتيال روح الديمقراطية في الحركة الشعبية بالرغم من إدراكهم هولاء الثنائي خطورة ما يقدمون إليه إلا انهم تمادوا في مواصلة تحدي الإرادة الشعبية مما يعني أن قيادة الحركة الشعبية تورطت في ارتكاب جرائم كبيرة ضد الثوار والثورة وأرادت أن تجهض قرارات مجلسي التحريرللمنطقتين وتلقائيا ينتهي المشروع الذي دفع الثوار دمائهم من إجله لذا يجب أن تدرج هذه الحالة الإجرامية المتعمدة في ملف التجاوزات المريعة وتوجب المساءلة والمحاسبة ولا يجوز السكوت عنها لما احدثته من ضرر عظيم في مسيرة الثورة والقت بظلالها على الروح المعنوية للثوار وشوشت الفهم لدي جماهير الحركة الشعبية . لا نغفل وجود خروقات في اي تنظيم ثوري لأسباب عدة ولأن الحركات الثورية تحكمها نظم تقوم على معايير قد لا تكون محكمة التفصيل في التوافق مع الذهنية الثورية للإنسان الذي قد تتشكل عنده مزاجية لا تتوافق من تلك المعايير والنظم وعندها يضمر الخلاف في صدره لحين إنفجاره عند اول فرصة مواتية وهذه حالة شائعة لدي جميع الحركات الثورية المدنية والمعسكرة إلا انها اشد الضراوة عند الثوار العسكريين لإحتكامهم إلى آلة الحرب ( البندقية ) وهناك إختلافا بين المزاجية الجندية التقليدية والمقاتل الثوري لأن المزاجية العسكرية لدي الثوري تحيطها عوامل شديدة التعقيد وهي تخضع إلى تحليل ما يختزنه الذهن الباطني له وتعامله من الظواهر من توترات وإنفعالات نتيجة لدوافعه كأنسان يحمل قضية وهدف وحمل من إجله السلاح للدفاع عنها وهنا الفرق بينهم وبين الجندي التقليدي الذي يعتبر موظف متعاقد مع الدولة ويتقاضي راتبا شهريا وامتيازات بينما الثوري مناضل يضحي بروحه مقابل قضية يؤمن بها حتى الموت لذلك تحتاج المجموعات الثورية المسلحة لقيادات حكيمة تلتزم بالدساتير والنظم التي تحكم عمل المؤسسة وتقوم بمعالجة الخلافات بحكمة وتروي بدون الأنزلاق في متاهات الفوضي والاقتتال . النزاعات التي كانت داخل الحركة الشعبية في عهد الزعيم الراحل جون قرنق معظمها كانت تتسم بالعنف والدماء ولكن كان للشركاء في النضال والذين اصبحوا فيما بعد قطاع الشمال دور ايجابي فيه التسامي والترفع وعدم الخوض في غمارها بتعميق شقة الخلاف بين الفرقاء بل عملوا على الدوام على سبر اغوارها وجعلوا التصالح والتسامح وكان لهم الفضل في تماسك الحركة الشعبية قوية حتى الوصول إلى اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا في 2005م وتلك سمة سائدة لدي الرفاق الحادبين على مصلحة الحركة الشعبية في تنفيذ مشروعها تلك هية ثقافة السودانيين الشرفاء فعلينا أن نكف عن المواجهات والولوج إلى المؤتمر الاستثنائي لبناء هياكل التنظيم وتصويب النضال لتحقيق مشروع السودان الجديد الذي ينشده كافة الشعب السوداني بعد الوعي الكبير الذي حدث في السنين الاخيرة وانكشاف عجز نظام عصابة المؤتمر الوطني في عدم مقدرته في حل مشاكل الوطن ولن يعد قادرا على الضحك على الشعب السوداني بخلق مبادرات مضروبة يصرف فيها اموالا طائلة ليسكت الناس بوازارات فارغة من مسئوليات وطنية كفانا حروب ودمار وكفانا اوجاع المرض وكفانا جهلا لقد دنت ساعة الثورة الشاملة لإزالة نظام الظلم وتحرير الوطن لشعبه . محمود جودات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة