|
إغتصاب ولايه (2) الأبيض ... ياسر قطيه
|
إغتصاب ولايه (2) الأبيض ... ياسر قطيه أي محاوله للتقليل من حجم التأثير الذى أحدثه نبأ إنسلاخ قيادات الحركه الإسلاميه وأعضاء الحزب الحاكم فى ولاية شمال كردفان بقيادة الأستاذ طارق عثمان السعيد وإعلانه الإلتحاق وصحبه بركب إصلاح غازى صلاح الدين ، اي محاوله كتلك المشار إليها تعتبر بمثابة محاوله ، لإنكار ضوء الشمس ( من رمدٍ ) . فقائد كتيبة المنشقين يعد من الحرس القديم فى التنظيمين الوطنى والحركه . و يكفى إنه قد شغل والى وقتٍ قريب منصب أمين الإتصال التنظيمى للحركه الإسلاميه بولاية شمال كردفان . وكان والى وقت مفاصلته يعد من القلائل الذين يمكنهم أحداث أي تحول أو إختراق ممكن فى مسار العديد من الخطوط العامه للحزب والحركه . وكان كذلك ، يتولى إدارة ملفات لا يمكن رميها سوى بين يدى رجل موثوق ورقم كبير فى التنظيم له وزنه وقراره وحضوره الفاعل على كل المستويات . فطارق السعيد كان ولربما لم يزل واحداً من كبار صناع القرار فى هذه الولايه . وهو أيضاً ، أحد الثقاة الذين يمكن الرجوع إليهم للتوثيق وكتابة تاريخ المؤتمر الوطنى والحركه الإسلاميه بوصفه أحد القلائل الذين شبوا وترعرعوا فى كنفها . فتاريخ الرجل لم يُسطر فى أضابير العمل السياسى بالأمس ، فهو قد نشأ فى كنف بيت إسلامى تنظيمى ضارب الجذور فى عمق تربة العمل الإسلامى الدعوى والتنظيمى والسياسى . وبوصفه النجل الأكبر لرجل الجبهة القوى الأستاذ عثمان السعيد يشكل له هذا الإنتماء أرضيه راسخه لا تتوفر لغيره فى الإنطلاق والمضى قدماً للأمام وبالنسبه لهذه الولايه التى تعد بوابة العبور للتمكين ومنصة القفز للسلطه بعدما كانت الحاضنه التى فرخت قيادات الحركه الإسلاميه على مستوى القطر السودانى كله بالنسبه لشخص نشأ فيها وسطر تاريخه الحزبى على رمالها الساخنه المتحركه تعد تلك ميزه إضافيه فى الصقل والموهبه والتفرد . لهذا جاء نبأ إنسلاخه داوياً . وكان فى ذلك يشبه كرة الجليد التى كلما تدحرجت كبرت وبات هذا الإنشقاق الذى أضحى ملموساً يفرض نفسه على مجالس المدينه ويشغل منتدياتها ويثير ما يثير من ردود أفعال . وبقدر ما حاول الحزب الحاكم فى الولايه تقليل اثر ذلك الحدث ومحاولة إفراغه من مضمونه والتقليل من حدة أثره بين صفوفه وكيانه التنظيمى وحتى على عضويته ولمسنا ذلك من خلال البيانات التى نشرناها للناطق الرسمى بإسمه فى الولايه بقدر ما جاهد الوطنى فى ذلك إلا أن الواقع الذى إنفتح على الكثير من المستجدات التى طرأت يقول غير ذلك . قراءة تلك المستجدات تشى بوضوح إن خطوة السعيد هذه تجئ خصماً على إستقرار الوطنى وتربعه على العرش السياسى فى ولاية شمال كردفان . وإنها قد أحدثت صدعاً كبيراً فى بنيته وبنيانه القاعدى ما أجبر قيادات الحزب التى كانت نائمه كأهل الكهف على الهروله وتنظيم عمل سياسى قاعدى وهرعت لتثبيت قواعدها فى كل محليات الولايه . الحزب الحاكم الذى هز الإنسلاخ الأرض من تحت أقدامه نظم طواف شامل متفقداً ومتحسساً جذوره فى المحليات خشية وصول العدوى إليها ، ذلك أمر لم ليكن ليحدث لولا تأثير الصدمه الذى نجم عن صفعة إنسلاخ طارق وصحبه . إنسلاخ السعيد حرك جمود الحزب الحاكم الذى دس نفسه فى غرفة تبريد جمدت مفاصله وأدت لسكون أعضاءه وموات همته وصمتت نواديه صمت القبور طيلة الفتره الماضيه ، فى الفتره الماضيه رفع رئيس الحزب ووالى الولايه مولانا أحمد محمد هارون رفع من وتيرة طبول النهضه وأخفض صوت الحزب . إرتفع شعار النهضه وتجاوزت رايته أعلام الحزب ، من المفترض أن يقود الحزب والتنظيم نفير النهضه لرفعه ذات الشعار فى الإنتخابات الماضيه ( معاً لإستكمال مشاريع النهضه ) ولكن حدث العكس ، باتت تفاصيل النهضه هى التى تقود الحزب والحركه وهذا الوضع مقلوب . بذلك وضع مولانا هارون العربه أمام الحصان . وفى هذا يعود الخلل لمولانا هارون نفسه وهو الرجل الذى أثر الإستعانه بأقصى اليسار المناوئ واليمين الراديكالى المتطرف ممثلاً فى أحزاب مصنفه كغريم أول للوطنى أثر التقرب منها وترضيتها بغية تأليف قلوبها وقربها من مراكز القرار والسلطه ووضع بذلك وفى هذه المره وضع مولانا الجذره أمام الحصان . أدرك هارون ذلك أم فاته الإدراك فمولانا هنا يقدم الحزب ومقود مفاصل الدوله ومفاتيح العمل السياسى لقمه سائغه أمام قوى سياسيه معظمها وللحقيقه والتاريخ لا وزن لها على الإطلاق ، لا وزن سياسى ولا بعد جماهيرى ولا تأثير على الشارع أو الرأي العام . قوى سياسيه فرديه معدومة التأثير وضعيفة القدرات . تلك القوى السياسيه التى سعى مولانا هارون لترضيتها على حساب مقدرات الدوله والولايه يمكنها الأن والأن فقط وبنفاذها لمطبخ القرار وقربها من السلطه والثروه يمكنها الأن فقط بناء قدراتها الخاصه ، بناء هذه القدرات الفرديه يتم على حساب هذه الولايه وعلى عاتق مواطنها وخصماً على موارده الشحيحه !!. وبمثل ما أثبتت سياسة الموالاة والترضيه وإحتضان الأخر الذى قد يكون ( بروتس ) .. بمثل ما فشلت تلك السياسات فى تأليف القلوب المتحجره والمتفجره والمكلومه المشحونه بالغبن والمأسى والضيم بمثل ما أثبتت فشلها فى جمع الفرقاء من قبل فهى حتماً ستفشل هنا ، هذا يسمى يا مولانا النفخ فى قربه مقدوده . وإذا شئت الدقه أكثر والوضوح فهذا المسلك يا مولانا هو محاوله يائسه لرفع مرمى الله ! ومرمى الله كان جيت ترفعوا برميك . تلك سياسه يستغرب المرء أن ينتهجها فى ولاية شمال كردفان رجل دوله حصيف مثل مولانا هارون . لشمال كردفان تفرد لا يشبه بقية البلدان ، هذه الولاية رمالها متحركه وشعبها مستنير ، وهذا النهج أو هذه السياسه ، سياسة العمل من الفسيخ شربات هى التى كلفت الحزب الحاكم فى ولاية شمال كردفان طواف رئاسى طارئ وفى غير موعده ، جاءت الفكره بعدما دفع الحزب ثمناً باهظاً فى بناءه التنظيمى . مولانا هارون وبمثل ماهو والياً وراعياً لكل أهل الولايه بمختلف ألوان طيفهم السياسى وتباينهم الحزبى والتنظيمى بما فى ذلك المستقلين والذين لا ناقه لهم ولا جمل فى مضمار العمل السياسى فهو رئيس للحزب الحاكم فى الولايه وأي عدم أستقرار أو هزه كتلك التى باغتت مولانا نفسه تحدث فى صفوف الوطنى هى هزه فى كل الصفوف . وبالأمس أوضحنا إن الحزب هو الدوله . فإستقرار البيئه السياسيه يمثل مناخ معافى وجو مثالى للتحليق فى سماء الأحلام بنهضه شامله وأمانى وارفه ووعد بغد مشرق لمواطنينا الأوفياء وبوصفه حادى ركب المسيره القاصده وربان سفينة النهضه التى إنطلقت بقوه مطلوب منه توخى الحيطه والحذر والتحسب لمطبات هوائيه أو جبال جليد كامنه تحت السطح قد تعيق أو تعرقل مسار النفير الذى إنتظم أرجاء الكره الأرضيه لنهضة ولاية شمال كردفان . ما من شك فى قدرة وكفاءة مولانا هارون ، فهو يقود حجافل النهضة كلها بضجها وضجيجها أي نعم ولكنه يفعل ذلك من هودج الوطنى . إذن ليلتفت مولانا للوطنى ويرتب شأنه . النهضه يا مولانا محموله على هودج الوطنى ، وأي ميلان فى ذلك الخِدر يشبه تماماً قول الشاعر ... (( وأذكر يوم دخلت الخدر خدر عُنيزةٍ قالت لك الويلات إنك مرجلِ ..... تقول حين يميل القبيط بنا معاً .... عقرت بعيرى يا إمرؤ القيس فأنزِلِ .. )) بذلك يتسنى لنا الفهم بإن هذه الولايه المنكوبه بأهلها إنما هى ولاية الوطنى وهى بعيره وإن قبيطها هذا أضحى كسفينة نوح بفضل مولانا فالرجل الذى تمكن وبقدره مذهله من حشر كل الأضداد إتنين إتنين فى هودج بعير الوطنى هذا نخشى له الزلل من الشطط الذى سيؤدى الى ميلان هودج ركاب النفير ويعقر عيره فيقول لنا الوطنى عقرتم بعيرى فأنزلوا ! هنا سيكون النفير نفسه هو القشه التى تقصم ظهر بعير النهضه .. ولما كنا نستشعر عوراض التململ ونترصد ذلك فى صفوف الوطنى وأصغنا وأرهفنا السمع لأصوات التذمر من جمود وسكون حالة الحراك فى الحزب والتراجع فى الأداء وفى الحضور أدركنا لحظتها وبحس المراقب والقارئ للأوضاع إن ما وراء الأكمة ما وراءها لذلك قصدنا كبير أهل مكه الذى هو أدرى بشعابها و نقلنا الأمر مباشرةً لمولانا هارون بوصفه الوالى فى المقام الأول وبوصفه الرئيس أيضاً وإلتمسنا منه برجاء المشفقين الإنصات لتلك الأصوات التى إستغاثت به عبرنا منطلقه من حوش الحزب الحاكم . إبلعنا مولانا ذلك فى جلسه مغلقه محددة الأجنده والأهداف ووعد الرجل مشكوراً وعدنا بالإتصال والإنصات وسبر غور الحال عبر الجلوس مع نفر حدنناهم له بالإسم وأبلغناه الأمانة التى حملوها لنا ، فعلنا ذلك إنطلاقاً من حسنا الوطنى والقومى وولاءنا للرجل هارون ، نقلنا له ذلك كرسل وجب علينا البلاغ وقمنا بذلك الواجب الذى نعده مقدساً ليتمكن قائد جحافل النهضه والتعمير من لملمة الأطراف التى بدأت تتخذ أوضاعاً قصيه من خط سير الجماعة والنفير ولكن أرتفاع وتيرة إيقاع النهضه وإنغماس الجميع فى المحفل على إعتبار إنه لا صوت يعلوا على صوت النفير أدى لأن يسبق السيف العزل . سبق السيف العزل وطار السعيد بسربه محلقاً فى سماء المفاصله ليمنحه المراقب الجوى ( العطار ! ) الإذن بالهبوط فى مطار الإصلاح .... هبطت طائرة السعيد بسلام بعدما أثار تحليقها فى أجواء الإنسلاخ ذعراً كبيراً فى صفوف الوطنى الذى يخشى نفاذ الوقود فى الجو ، طار السعيد فى خضم أجواء تعيسه وسيئه بالنسبه للطيران وهو ينوء تحت ثقل حموله ضخمه للغايه جراء ماضيه فى الوطنى وفى الحركه الإسلاميه ويحمل كذلك على متن طائرة إنشقاقه النفاثة هذه ركاب مثقلين بالأوزار وسقط المتاع وعفش الماضى التليد الذى يمثل حصيلة كسبهم وجهدهم طوال سنى إغترابهم فى الحزب الحاكم فهل سيسمح مسؤول جمارك الإصلاح بدخول أولئك الركاب بتلك البضاعه ؟ ام سيخضعهم للتفتيش والفحص الجمركى قبل السماح لهم بالدخول ؟ تظل هذه الأسئله معلقه ومشروعه ويظل حزب الإصلاح الأن هو البؤره التى ستسقط عليها عدساتنا لسبب بسيط ومفاده إن كل الراحلين الى منىً المستجيرين برمضاء الأصلاح من جمر الوطنى هم من أصحاب التركات الثقيله والسوابق فهل سينهض مشاطيب الأحزاب الأخرى بفريق غازى صلاح الدين ؟ هل سيصلح سيصلح غازى صلاح الدين ما افسده الدهر ؟ وهل سيصلح ( الإصلاح ) ما أفسده الوطنى ؟ الوطنى والإصلاح وجهان لعمله واحده . المؤتمر الوطنى وحزب الإصلاح الأن سهمان فى سماء السياسه السودانيه ينطلقان من قوسٍ واحد لأصابة هدف واحد وهو الشعب السودانى فى مقتل . فمحمد أحمد هو ودأحمد والشغله ناقصه البصيره أم حمد . ولحين أن نلف الى الباب الثالث المفضى لمعرفة الإجابات والعوده مره أخرى لتبيان كيفية إغتصاب ولايه وتلمس أثار إستباحة وطن ابقوا معنا . ودعونا الأن نقف لنردد جمعنا الرائع قولنا المأثور الذى نبرهن به على حبنا ورد جميلنا لهذا التراب الغالى ولأهلنا الأوفياء ولنهتف بصوت جهورى فكلنا سنذهب وستبقى كردفان إذن لندونها للتاريخ ولننشد معاً ...... مويه طريق والصحه النهضه خيار المرأه .... مويه طريق مستشفى مولانا خيار الشعب . هذا ، والله أكبر ولانامت أعين المخذلين والجبناء .... [email protected]
|
|
|
|
|
|