|
إصلاح النظام الصحي التشخيص والعلاج ( 2) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
|
03:06 AM Jun, 01 2015 سودانيز اون لاين سيد عبد القادر قنات-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم وجهة نظر
مواصلة لما إنقطع من حديث نحاول أن نسبر أغوار مشكلة تدني الخدمات الصحية تدريبا وبحثا ووقاية وعلاجا وتوزيعا ومجانية . دون أن نعترف بأن هنالك مشاكل وتدني في الخدمات الصحية لا يمكن وضع التصور والحلول لأن التشخيص السليم يبدأ وينطلق من هنا وصولا للعلاج الشافي . العالم من حولنا يتقدم في مجال الخدمات الصحية تعليما وبحثا وتدريبا وخدمة وصولا للسياحة الطبية ووطننا يتقهقر في هذا المجال حتي صار المواطن يصرف مئات الملايين من الدولارات للعلاج بالخارج ومن المفارقات أن أطبائنا وكوادرنا المساعدة هي العمود الفقري للخدمات الطبية في السعودية والخليج وغرب اوروبا وليس بعيد عن الأذهان عملية السيد رئيس الجمهورية في السودان وبواسطة أطباء سودانيين في الوقت الذي تجد فيه مسئولين آخرين بما فيهم وزير صحة يهاجرون للعلاج بالخارج وعلي حساب الشعب، نتعجب ونستغرب!!! مرجعيتنا في إصلاح النظام الصحي تشخيصا وعلاجا هي ولاية الخرطوم لأنها تمثل الثقل الخدمي والإقتصادي والسكاني والأمني والسيادي للوطن وإن صلحت حالها قطعا ستنصلح بقية الولايات. أولا:سكان ولاية الخرطوم حوالي 10 مليونمواطن وبها حوالي 48 مستشفي(منها 12 ريفي) اسرتها في حدود 6000 الف سرير، معمل تخصصي واحد ولا يوجد معمل ابحاث، أكثر من 200 مركز صحي بالحضر وحوالي 230 مركز صحي منظمات و153 بيزك هيلث سنتر وعدد الإختصاصيين بصحة الخرطوم في حدود 750 و300اسنان و400 صيدلي و 1000 طبيب عمومي، هذه صورة متشائمة ونقص رهيب تتقاصر عنه تقديم خدمات طبية بالحد الأدني وتناقض حديث قادة صحة الخرطوم قبل فترة أن هنالك 72 وظيفة إختصاصي ولايوجد من يشغلها واليوم يقول ان هنالك 42 إختصاصي ولا توجد لهم وظائف!!!؟؟؟ نتعجب ونتساءل سبحان مغير الأحوال؟؟ ثانيا: هجرة الكوادر ألقت بظلالها السالبة علي الخدمات الطبية كما ونوعا ، فبيئة ومناخ العمل أصبحت طاردة وتدرج ومسار الطبيب الوظيفي والعائد المادي والتدريب والبعثات وسبل البحث بل حتي التعيين للإختصاصيين أصبح مستحيلا وإن تخصصوا علي حساب الوطن و الأيلولة والخدمة الوطنية صارت خصما علي الصحة . 7 إلي 8 سنوات بعد تخرج الطبيب وإن تخصص تعتبر سنوات تيه وتوهان تقود للتشرد القانوني بأمر قادة الصحة ونهاية المطاف الهجرة. إنسانية الأطباء ووطنيتهم وتجردهم طغت علي مطالبهم الشخصية فآثر معظمهم الهجرة بعد أن إصطدموا بعقول متحجرة متكلسة لم تدرك معني الوطنية والتجرد والتضحية، هجرة تم فرضها عليهم وهم يعملون من أجل رد الجميل لهذا الوطن والمواطن ولكن آخرون يقولون أن الهجرة غير مقلقة ولا تزعجهم وخليهم يهاجرو بجو غيرم بل وصل أن قال أحد قادة الصحة أن الطبيب العمومي بيعمل لي حساسية، أفبعد كل هذا لا يهاجرون واضعين إنعكاساتها علي الوطن والمريض والطبيب متمثلا في تدهور الخدمات تدهور وتوقف عجلة التنمية، فقدان لثروة وطنية بهجرة الأطباء، عدم عدالة التوزيع لمن تبقي، ترييف المدن ،ظهور كثير من الأوبئة والأمراض بعد إندحارها( السل، البلهارسيا، الملاريا ، سوء التغذية ، وباء الكبد الفيروسي، الحصبة ، تدهور مستوي الرعاية الصحية الأولية وغيرها) هاجر الأطباء لأنهم لا يستطيعون أن يروا بأعينهم إغتيال صريح للصحة ليكونوا شهداء علي تدمير حتي المعمر الذي تشهد به الروشتات الحائمة في كل مكان جامع مدرسة داخلية صيدلية بصات و مواقفها وحكاية شريط واحد أبلغ دليل علي فشل سياسة صحة الخرطوم. ثالثا: سياسة صحة الخرطوم كلها غموض وما يقال عن نقل الخدمة للأطراف هو دعوة حق أريد بها باطل فالمريض الآن لا يجد خدمات في الأطراف والسنتر تم تدميره ليكون شارع ربط، والغموض يتمثل في تدمير كل ماهو معمر وإعادة إفتتاحات لشيء كان أصلا قائما يقدم خدمات جيدة و بدلا من ذلك كان يجب الإلتفات إلي المجمعات الجراحية بالخرطوم وأمدرمان وبحري ومستشفي الحوادث والطواريء بجبرة التي كلفت الوطن مليارات الجنيهات. ربما كان هذا بعض من مشاكل الخدمات الصحية وتعقيداتها ونضع ما نعتقد أنه جزء من الحلول عندما تتضافر الجهود وتكون الإرادة السياسية لها القول الفصل في أن تكون الصحة علي سلم الأولويات :. 1/الرجل المناسب كفاءة ومقدرة وخبرات وتجارب هو الأولي بالمسئولية 2/عدالة توزيع الخدمات الصحية كما ونوعا جغرافيا وديموقرافيا 3/ العودة للكشف الموحد لتنقلات الأطباء 4/أن تكون الصحة من أولويات الحكومة وميزانية لاتقل عن 15% من الناتج القومي الإجمالي(مؤتمر أبوجا) 5/الإهتمام بالرعاية الصحية الأولية 6/ عودة مركزية السلطات الصحية وفق رؤية قومية بما في ذلك تخصيص الأموال مباشرة من المركز للصحة 7/ مراجعة الأيلولة 8/الأطباء والكوادر المساعدة هم محور تقديم الخدمة والإصلاح والإرتقاء بها ولهذا لابد من إعطائهم حقوقهم كاملة وفق منهجية المهام والإختصاصات بما في ذلك خصوصية طبيعة عمل الطبيب والساعات التي يخدمها مقارنة بزملائه في الوزارات الأخري حتي تكون هي المعيار وليس الدرجة الوظيفية إضافة إلي عمل بعض الأطباء بمستشفيات بها طبيب واحد علي مدار العام. 9/ لابد من تحديد مسار الطبيب من التخرج وإلي المعاش مع التأهيل والتدريب والبعثات والتنقلات 10/ حقوق المرضي لأنهم هم الأساس 11/ إدارة الموارد البشرية والمالية بالكفاءة المطلوبة ووفق إحسان ترتيب الأولويات لكل الوطن 12/لابد من وجود إرادة سياسية تؤمن بأن الصحة هي من الأولويات لنهضة وتقدم الوطن وتنميته . 13/ خصوصية وضع التخصصات النادرة 14/ التوزيع العادل للخدمات في كل الوطن حسب التدرج والنظام الطبي الفاعل لتقديم خدمات متكاملة في شكل هرمي مع خصوصية بعض المناطق والأمراض المتوطنة فيها 15/ العمل علي تقنين نظام الإنتداب بدلا عن الهجرة خاتمة: السودان به أكثر من 30 كلية طب ولكنها كلها جميعا حتي الخاصة تستغل إمكانيات الدولة في تعليم وتدريب طلابها في المستشفيات العامة ومهما كانت الشراكة التي يتحدثون عنها فإنها من وجهة نظرنا أبشع أنواع الإستغلال لإمكانيات الوطن العامة لمصلحة خاصة علما بان بعض الكليات تستلم الرسوم الدراسية بالعملة الصعبة، ولهذا لماذا لا تتكرم تلك الكليات ببناء مستشفياتها التعليمية الخاصة بها ولهم قدوة حسنة في الجامعة الوطنية وبروف قرشي محمد علي؟ إعلان مدفوع القيمة من جيب الشعب السوداني وفي كثير من الصحف وعلي صفحاتها الأولي مشيرا إلي توقيع شراكة بين11 كلية الطب وصحة الخرطوم ونقول هل هذا الأمر جديد حتي يعلن عنه علي حساب الشعب؟ لماذا لم تظهر مستشفي الخرطوم التعليمي ضمن تلك المستشفيات؟ ثم إعلان آخر عن إفتتاح مراكز صحية ودا نسميهو علوق الشدة : أنا أعلن ، إذا أنا موجود يا متخذ القرار وما زلت في الساحة أعمل وأنجز من أجل هذا الشعب وصحته بغض النظر عن الغد، اللهم أستر فقرنا بعافيتنا...
أحدث المقالات
- ترتيبات لتغييب أهل الحق في استثمار أراضي النقع.. بيييييييع!! بقلم عثمان محمد حسن 05-31-15, 08:04 PM, عثمان محمد حسن
- إنتبهوا بدأ تنفيذ المخطط بقلم عمر الشريف 05-31-15, 07:59 PM, عمر الشريف
- يا وزير التعليم : أوقف فطور مراقبي الامتحانات بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 05-31-15, 07:54 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- قبل التنصيب بقلم *أ.علم الهدى أحمد عثمان 05-31-15, 07:51 PM, علم الهدى أحمد عثمان
- الفجيعة القادمة .... إهتمام بالتشكيل الوزاري وإهمال لقضايا السلام بقلم صلاح الباشا 05-31-15, 03:29 PM, صلاح الباشا
- الإنقاذ ويوم الزينة بقلم حسن احمد الحسن 05-31-15, 03:25 PM, حسن احمد الحسن
- ماذا يفعلون في أوربا؟ بقلم منعم سليمان عطرون 05-31-15, 03:13 PM, منعم سليمان عطرون
- اعادة اكتشاف الإنسان في الفكر الحديث (2) بقلم عماد البليك 05-31-15, 03:06 PM, عماد البليك
- فكرة الدمج ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-31-15, 03:02 PM, الطاهر ساتي
- مفكرة لندن (6): تيسير وأفكار وجدي ميرغني الألمعية بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 05-31-15, 07:44 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
- الامام علي ( ع ) والفقر بقلم صافي الياسري 05-31-15, 07:33 AM, صافي الياسري
- تراتبية الهندي بقلم محمد عبد الرحمن 05-31-15, 05:45 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- دموع في عيون (قاسية)!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-31-15, 05:26 AM, صلاح الدين عووضة
- دعم المقاومة الايرانية لجم للنفوذ الايراني في المنطقة بقلم منى سالم الجبوري 05-31-15, 05:24 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- إيران ومعركة الرمادي.. من أجل من؟! بقلم وائل حسن جعفر 05-31-15, 05:21 AM, وائل حسن جعفر
- سددوا وقاربوا وأبشروا بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 05-31-15, 05:20 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- الحق، لم يعد للصمت عُشاق بقلم من المغرب كتب : مصطفى منيغ 05-31-15, 05:19 AM, مصطفى منيغ
- دولة دارفور 2017 بقلم أدم محمد أدم، سان فرانسيسكو 05-31-15, 05:17 AM, أدم محمد أدم
- بماذا يكافئ المجرم عمر البشير زميله المجرم موسي هلال هذه المرة؟ بقلم محمد نور عودو 05-31-15, 04:35 AM, محمد نور عودو
- هذا عن الفيفا وماذا عن الإتحاد السوداني لكرة القدم !!! ؟ بقلم محمد بحرالدين إدريس 05-31-15, 04:33 AM, محمد بحر الدين ادريس
- عبد الخالق: حتى لو كان غضبة الهبباي عملاً سياسياً فهو لم يتخذ أبغض وسيلة له بقلم عبدالله علي إبرا 05-31-15, 04:31 AM, عبدالله علي إبراهيم
- التجارة العادلة Fair Traiding بقلم نورالدين مدني 05-31-15, 04:27 AM, نور الدين مدني
- محاكمة دونكيشوتية بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك 05-31-15, 04:25 AM, حسن العاصي
|
|
|
|
|
|