فاز نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد إسماعيل هنية على الرئيس محمود عباس في استطلاع الرأي الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، حيث حصل السيد إسماعيل هنية على نسبة 51% في الوقت الذي لم يحصل فيه الرئيس محمود عباس إلا على نسبة 41% فقط، وفي تقديري أن هذا الفوز لا يرجع إلى شخصية إسماعيل هنية فقط، والذي عرف بدماثته، وإنما يرجع إلى مواقف الرجل السياسية، ويرجع إلى رؤية الحركة الاستراتيجية في إدارة الصراع مع العدو الإسرائيلي.لا يمكن الاستهانة بنتائج استطلاع الرأي، وعلى حركة فتح أن تقرأ النتائج للاستطلاع التي توصل إليها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، لأنها تلامس أرض الواقع، ولاسيما أن نسبة 65% من المستطلعة آرائهم يريدون من الرئيس عباس الاستقالة، في الوقت الذي بلغت نسبة الذين يريدون بقاء عباس رئيساً 31% فقط، وهذه نتائج مقلقة بالنسبة لرئيس لما يزل على رأس عمله، ويمارس صلاحياته، وهي نتائج مرعبة لحركة فتح التي تعاني انقساماً داخل صفوفها أولاً، وتعاني انقساماً داخل الساحة الفلسطينية أثر على قدراتها القيادية ثانياً.نتائج استطلاع نفسها التي تفوق فيها إسماعيل هنية على عباس يمكن قراءتها من زاوية أخرى، ولاسيما إذا جرت المنافسة على الانتخابات الرئاسية بين الأسير مروان البرغوثي والقيادي إسماعيل هنية، لقد جاءت النتائج لصالح الأسير مروان البرغوثي الذي حصل على نسبة 56% بينما لم يحصل هنية إلا على 38%. وفي تقديري أن ذلك يرجع إلى عدة اعتبارات، أهمها: الاحترام الكبير الذي يوليه الشعب الفلسطيني للأسرى، فالأسير هو العطاء بلا حدود، وهو المقاومة المسلحة، وهذا ما أكدته نتائج استطلاع التي أشارت إلى أن نسبة 60% من الشعب الفلسطيني مع انتفاضة مسلحة، ومن المؤكد أن هذه النسبة ترى بالأسرى عنوان المقاومة.نتائج الاستطلاع الرأي تؤكد على دور الفرد في تماسك المجتمع، وهذه رسالة يجب أن تقرأها جميع التنظيمات بشكل دقيق، فلو كان على رأس تنظيم حركة فتح شخصية مثل مروان البرغوثي لتغير حال التنظيم، ولتمكن من انهاء الانقسام داخل الحركة نفسها، قبل أن ينهي الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية، وهنا أزعم أن بقاء السيد محمود عباس على رأس حركة فتح يعتبر أروع هدية تتلقفها حركة حماس من حركة فتح، وتستثمرها في تعزز مكانتها داخل المجتمع الفلسطيني، حيث جاء في استطلاع الرأي أن حركة حماس ستفوز بنسبة 33% من أصوات الشعب الفلسطيني، وهي النسبة نفسها التي ستحصل عليها حركة فتح، وهذا أمر خاضع للمتغيرات حتى اللحظة الأخيرة. وهنا أزعم ان تكافؤ التنظيمين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية يفرض على كل منهما عدم التفكير في إقصاء الآخر، لأنه سيفشل ويخيب رجاؤه، وعلى الطرفين أن يفكرا جدياً في العيش معاً، وتحت سقف وطني إسلامي واحد، لأن البديل عن ذلك هو خراب القدس، وضياع الأرض، ولاسيما أن قوة باقي التنظيمات الفلسطينية في الشارع لا تتعدى 11%، وهذه نسبة مرتفعة بمقدار 2% عن نتائج الاستطلاع السابق الذي أجراه المركز نفسه قبل ثلاثة أشهر.لقد لفت انتباهي في استطلاع الرأي أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل لا يحظى بنسبة التأييد التي يحظى فيها السيد إسماعيل هنية، ففي سؤال عن المرشح الأفضل في حالة عدم ترشح السيد عباس، حصل خالد مشعل على نسبة 6%، وهي النسبة ذاتها التي حصل عليها كل من رامي الحمد الله، ومحمد دحلان، ومصطفى البرغوثي، في الوقت الذي حصل فيه إسماعيل هنية على نسبة 21% ؛ وهذه ظاهرة تحتاج إلى دراسة مفصلة!.بشكل عام، تؤكد نتائج استطلاع الرأي أن الشعب الفلسطيني واعٍ لما يجري من حوله، وله قدرة ثاقبة على تلمس الواقع، وقراءته بشكل صحيح، وتؤكد نتائج الاستطلاع أن كل من يراهن على خداع الجماهير وتضليلها إنما يضلل نفسه، ويضلل زوجته التي أوهمها بقدرته على ممارسة حياته الطبيعية بلا مسكنات وبلا تدخلات خارجية. أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة