__________ :: ما تم التوقيع عليها بالرياض يوم الثلاثاء الفائت ليست مجرد مشاريع تنموية أو خدمية، بل هي بمثابة جزء من مشاريع إستراتيجية طال إنتظارها..فالأنظمة دائما ما تقترض للمشاريع الإستراتيجية أو الإقتصادية ذات العوائد التي تسدد القروض بلا متاعب ثم تفيض بالإنتاج والتصدير.. ولكن نهج النظام هنا أهدر الكثير من القروض في مشاريع يمكن وصفها بالفاشلة، وناهيك بأنك تكون إستراتيجية أو إقتصادية، وما المشاريع المصاحبة لسد مروي إلا مجرد نموذج لأموال لم يتم توظيفها كما يجب.. وكذلك قروض المباني أدهى و أمر ..وماخفي أعظم ..!! :: والمهم، بعيدا عن البكاء واللبن المسكوب .. بجانب المشروع الزراعي بشرق السودان ( مليون فدان)، لقد أحسنت وزارة المالية إختيار أهم مشاريع البنية التحتية للإقتصاد - والمتمثلة في الكهرباء - لتكون المشاريع المتفق عليها بين السودان والسعودية .. لا نهضة بلا كهرباء..وكهرباء كجبار والشريك و دال والبحر الأحمر - تم الإتفاق على تمويلها بالسعودية - من المشاريع الإستراتيجية القابعة في أدراج العجز منذ العام 2002.. في ذاك العام، بدأت شركة بريطانية دراسة لوضع خطة إنهاء أزمة الكهرباء في السودان.. وبعد خمس سنوات من الدراسة، أكملت الشركة دراستها وصاغت خطتها وسلمتها للدولة..!! :: والخطة تستوعب الطلب الكلي على الكهرباء لجميع القطاعات الصناعية، التجارية، الزراعية والسكنية حتى (العام 2030)..وهو العام المتوقع فيه بلوغ عدد سكان السودان ما يقارب ( الضعف تقريبا)، وليحظى 80% من سكان السودان بالكهرباء المسماة بالقومية، وما هي بقومية، إذ أكثر من ثلاثة أرباع البلد خارج التغطية .. وعليه، محطة كهرباء دال (340 ميقاواط)، محطة كهرباء كجبار (300 ميقاواط)، محطة كهرباء الشريك (315 ميقاواط)، ومحطة كهرباء البحر الأحمر (4136 ميقاواط) - ينفذ منها التمويل السعودي (1000 ميقاواط - وهناك محطات أخرى، وكل هذا جزء من الكل المطلوب في دراسة الشركة البريطانية .. وما لم تصبح هذه الدراسة واقعاً، فلن تصبح الكهرباء (قومية وشاملة)، ولن تتحقق النهضة الصناعية والزراعية..وهذا التمويل السعودي يُقرب بعض الحلم إلى الواقع ..!! :: وفي الخاطر ما يلي نصاً : (سد مروي لم يحقق الفائدة المرجوة منه، ولم يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي، ولم يقلل الصرف على القطاع الصناعي، وجهد سد مروي انصبّ فقط على توصيل الكهرباء للمواطنين، ولم يهتم بأولويات القطاعات الإنتاجية، ويجب ترتيب الأولويات)، هكذا كان حديث النائب صلاح عبد الله بالبرلمان قبل سنوات.. لم يقل سد مروي بلاجدى، بل قال لم يحقق جدواه ..ولا تزال تلك الحقائق ( كما هي)، بدليل سؤاله : ( كم أنفقنا في سد مروي؟، وكم شغّلنا من الخريجين؟)، وللأسف هي أسئلة موضوعية و (حرجة).. ولا حل لهذه الأزمة غير المزيد من الطاقة الكهربائية بحيث يتجاوز تيارها ثلاجات أهل المدينة وتلفازهم إلى الإنتاج في الأرياف، زرعاً وصناعة .. !! :: وعليه شكراً للسعودية، وكذلك للنهج الإقتصادي الذي وضع التمويل السعودي في المشاريع الإستراتيجية.. وعلى ذكر الإستراتيجيات، على سبيل المثال فقط لاغير، بجانب الطرق التي تربط ولايات دارفور ببعضها ثم بالخرطوم وكل السودان، هناك ولاية البحر الأحمر - بكل كثافتها السكانية وموقعها الحدودي - تنتظر منذ عقد ونيف اكتمال مشروع مدها بالمياه من النيل..مشروع خدمي واستراتيجي، متجمد منذ العام (2009)، و(515 مليون دولار) وهي تكلفة هذا المشروع الإستراتيجي ، وليس مجرد ( خدمي) ..لمثل هذا وغيره، وليس للحزب والحرب والفساد، كان يجب أن تذهب القروض والموارد ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة