:: لم يمض أسبوعاً على قرار وزير المالية، ومع ذلك خرج رئيس شعبة الصيدليات، الدكتور نصري مرقس يعقوب، وعكس ما يحدث حالياً..تصريح رئيس شعبة الصيدليات - باليوم التالي - يؤكد توقف شركات الأدوية عن البيع وإنعدام أدوية الصرع والأزمة والطب النفسي، ويؤكد بداية تصاعد أسعار الأدوية لحد الثلاثة أضعاف خلال الفترة القادمة.. وغير رئيس شعبة الصيدليات لم يطالب أي مسؤول نقابي أو اتحادي وزارة المالية بالتراجع عن قرار رفع الدعم عن الأدوية، وإلا سوف يدفع الفقير الثمن، على حد تعبيره ..!! :: لقد صدق رئيس شعبة الصيدليات، فان هذا القرار (خطأ فادح)، وعلى وزارة المالية مراجعته ثم مراجعة آداء الأجهزة التي تسببت في (القرار الخاطئ).. فالمالية لم ترفع الدعم عن الأدوية لعجزها عن الدعم، ولكن لعجزها - وكذلك السلطات الأخرى -عن ضبط وتوظيف (الدعم ).. نعم، لقد عجزت وزارات الصحة والمالية والعدل والبنك المركزي ومجلس الأدوية عن حماية ميزانية الأدوية بحيث تصرف في (الأدوية فقط)..وكانت قاصمة الظهر، أي التي أرغمت المالية على رفع الدعم ، هي فضيحة الشركات - 34 شركة - التي زورت و إستولت على بعض ميزانية الأدوية ..!! :: وأمام هذا الفساد وسوء الإدارة و العجز عن إدارة (ميزانية الأدوية)، لم تجد وزارة المالية حلاً غير أن ترفع يدها و دعمها عن تلك الميزانية ..وهذا ليس حلاً.. هناك وسائل لإخراج رأس الثور من الجرة وليس من بينها قطع رأس الثور، أو كما فعلت وزارة المالية ..إعفاء المسؤولين - في السلطات الرقابية، وهي مجلس الأدوية - بحيث يحل محلهم الأقوياء والأمناء كان حلاً لضعف المجلس وعجزه عن حماية (ميزانية الأدوية).. وكذلك ضرب شركات الأدوية الفاسدة - التي زورت ونهبت الدولارات - بقوة القانون كان حلاً لحسم الفساد وحماية (ميزانية الأدوية)..ولكن للأسف، لجأت وزارة المالية إلى نهج ( ياخ أنا مالي ؟)، ليدفع المواطن الثمن ..!! :: فالمجتمع السوداني لم يصل - إقتصادياً - لمستوى رفع الدعم عن أدوية مرضاه بحيث يكون قادراً على الشراء بثلاثة أضعاف أسعار ما قبل رفع الدعم ..وهذا المجتمع البائس قد يدع التعليم وقد يكتفي بوجبة في اليوم، ولكن ما هو البديل للدواء غير المزيد من المرض أو الموت؟.. على السادة وزارة المالية أو البرلمان مراجعة هذا (القرار المؤلم)، وكان عليهم دراسة مخاطره وآثاره قبل إصدار (القرار الصادم)، وقدظهر تأثيره السلبي في الصيدليات خلال أسبوع الصدور ( إرتفاعاً و إنعداماً)، أو كما قال رئيس شعبة الصيدليات ..!! :: ثم أن النسب التي تحت مظلة التأمين الصحي لا تتناسب مع حال الناس والبلد و( فقرهما)..وعلماً بأن سياسات إدارة التامين الصحي لاتزال ( متخلفة للغاية)..فالمظلة العلاجية لاتشمل الكثير من الأمراض..وكذلك لا تزال أدوية كثيرة خارج قوائم أدوية التأمين..ثم آفة الإحتكار، وليست من الحكمة أن تحتكر بعض المشافي والمراكز (علاج التأمين)، وليست من الحكمة أيضاً أن تحتكر بعض الصيدليات (أدوية التأمين)..وهكذا.. كثيرة هي المتاعب التي تواجه المرضى حتى وهم تحت ظل ( دعم الأدوية )، فكيف يكون الحال بعد رفع الدعم ؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة