يجب أن نتوقف قليلا أمام إدارة السودان لتفاعلاته الدولية .. هي فاشلة بكل المقاييس ؛ واتسمت بالرعونة ورد الفعل بدء بالعداء غير المبرر لروسيا وامريكا مرورا بوقوفه ضد الكويت مع صدام حسين ، وتبنيه لحكم متطرف وانتهاء بقطعه لعلاقاته مع ايران دون مقدمات منطقية سوى الخروج من أزمة اختناقه جراء الحصار الاقتصادي والوضع تحت لائحة الارهاب . في 13 سبتمبر 1993 وقع ياسر عرفات وشيمعون بيريز اتفاقية السلامةالمسماة باتفاقية اوسلو . وفي عام 1978 وعام 1979 تم الاتفاق بين مصر واسرائيل على اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة سلام .
واما بين الأردن واسرائيل فنجد معاهدة وادي عربة، وهي معاهدة سلام وقعت بين إسرائيل والأردن على الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر 1994 . وهناك علاقات دبلوماسية بين تونس واسرائيل منذ عام 1950. في عام 1999 اعترفت موريتانيا باسرائيل وأقامت علاقات دبلوماسية معها. في عام 1996 أقامت قطر علاقات تجارية بينها واسرائيل وتطورت العلاقة لتشمل التعاون الأمني والعسكري. ووفقا لاتفاقية التجارة الدولية فلن يكون مسموحا عرقلة هذه التجارة بين اسرائيل وماحولها من دول. لدينا مثل سوداني يقول بأن ناس البكاء غفروا والجيران كفروا.. هذا المثل ينطبق على حالة السودان في علاقاتها بالولايات المتحدة واسرائيل ؛ فأصحاب القضية أنفسهم أقاموا علاقات اقتصادية وأمنية مع اسرائيل . إدارة التفاعل الدولي تستدعي أن يتم التعامل مع الدول بعيدا عن العاطفية بل على أساس المصالح واجهزة الاستخبارات العربية كلها بلا استثناء تتعاون مع الموساد أمنيا ، فهل من مصلحة السودان أن يقيم علاقات اقتصادية مع اسرائيل؟؟؟ تتمتع اسرائيل بقدرات علمية عالية في مجال الزراعة وقد تعاونت مع مصر في مجالات الري عبر التكنولوجيا الحديثة التي صنعتها اسرائيل واصبحت مصر قادرة على تقليل فاقدها من الماء واستصلاح وزراعة الصحراء. إن الدول العربية كلها تقاعست عن أن تدعم السودان في مجال حيوي كالزراعة رغم أنه مجال كان بامكانه أن يوفر سلعا زراعية لجميع الدول العربية. وبما أن هناك تقاعس عربي فكان من الضروري أن يتجه السودان إلى إسرائيل . تعتبر اسرائيل من الدول الأولى في مجال التسلح بدء بالقنبلة النووية مرورا بالأسلحة الخفيفة وانتهاء بالاسلحة الثقيلة وتكونولوجيا الفضاء العسكرية. يعاني الجيش السوداني من ضعف شديد منعه من التفكير حتى في اتخاذ موقف جاد من الدول المحتلة لأجزاء منه بل وضعف قدرته حتى على القضاء على الحروب الأهلية وازداد الجيش ضعفا بفقدانه لقوميته ومنافسة المليشيات الموازية له .. هذا مع ضغط الحصار المضروب عليه في استيراد السلاح. ولو كانت هناك علاقات امريكية واسرائيلية وتعاون عسكري بين السودان وبينهما لكان الجيش السوداني الآن متربعا كأقوى جيش في القارة الأفريقية بعد مصر وجنوب أفريقيا . إذا فالعلاقات مع اسرائيل علاقات استراتيجية إذا نظرنا لها من كل الجوانب . لكن الآن لن تقبل اسرائيل إقامة هذه العلاقة نسبة لمواقف السودان السابقة من حرب الخليج ودعم الارهاب . بالاضافة الى سجله الأسود في مجال العلاقات الدولية. إنني هنا لا أدعو الى علاقات شعبية بل علاقات مصالح فقط . وهذا لن يحدث إلا بعد تغيير النظام القائم تغييرا جذريا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة