|
إحراز السودان للمرتبة 118 في قائمة أكثر الشعوب سعادة بقلم ندى أمين
|
10:36 PM Apr, 29 2015 سودانيز اون لاين ندى أمين-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عمود "بموضوعية" الإبتكار سعادة ما هي علاقة الإبتكار بالسعادة؟ ولماذا خلصت كل التقارير العالمية الحديثة إلى أن أكثر الدول ريادة وتميزا هي الدول التي تحتل شعوبها صدارة قائمة أكثر الشعوب سعادة؟ وبالتأكيد أن الجميع يرغب أن يعيش فترة زمنية أطول وفي بيئة صحية ومتطورة وسعيدة، ولكن هنالك العديد من العوامل التي تؤدي إلي ذلك. فالإقامة في بلد معين بكل ما يحويه هذا البلد من تنمية بشرية وعدالة إجتماعية وحريات عامة وأوضاع سياسية وإقتصادية تؤدي إلى التأثير على متوسط عمر الفرد ودخله وصحته الجسدية والنفسية سلبا أو إيجابا. هذه العوامل مجتمعة هي ما وضعها )التقرير العالمي للسعادة( لعام 2015 في الاعتبار عند تصنيفه للدول الأكثر سعادة والأكثر بؤسا عالميا. التقرير الذي شمل 158 دولة يعتبر الثالث من نوعه وتم إصداره يوم 23 من هذا الشهر بواسطة معهد الأرض بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية والتي على الرقم من أنها تعتبر القوة العظمى عالميا إحتل مواطنيها المرتبة ال 15 في قائمة السعادة! السعداء هم الأكثر إبتكارا سويسرا إحتل مواطنيها قائمة أكثر شعوب الأرض سعادة، تليها نيوزلاندا والدنمارك والنرويج وكندا. بينما صنف الإماراتيون والعمانيون بأنهم أسعد العرب حالا حيث إحتل الإماراتيون المرتبة الأولى عربيا وال 20 عالميا متفوقين بذلك على البريطانيين، الذين جاءوا بعدهم في الترتيب، بينما إحتل العمانيون المرتبة الثانية عربيا وال 22 عالميا. وعلى عكس ما قد يتوقعه الكثير من السودانيين إحتل السودان المرتبة 118، نافذا بذلك من قائمة الدول الأكثر بوؤسا عالميا، ومتفوقا بذلك على دول مجاورة مثل مصر التي جاءت في المرتبة 135 وكينيا التي جاءت في المرتبة 125. وحقيقية أصبت بحيرة بالغة للترتيب الذي أحرزه السودان فبالرغم من أنه ليس جيدا عالميا إلا أنه لا يعكس بصورة دقيقية حالة الإحباط المزمنة التي يعيشها معظم السودانيين والناتجة من الإحتقان السياسي والإختناق الإقتصادي وكبت الدولة للحريات العامة. بينما جاءت دول أفريقيا جنوب الصحراء والتي يعيش مواطنيها في ظروف أمنية وإقتصادية سيئة، مع سوريا وأفغانستان في قائمة الاكثر 10 دولا بؤسا في العالم. وهذا بالضرورة يقودنا إلى الحديث عن عوامل الإستقرار السياسي ودورها في رفع تيرمومتر السعادة أو هبوطه. وعلى صعيد آخرإستوقفني عند قراءتي للتقرير أن تتصدر دولة مثل الصين كثاني أقوى إقتصاد في العالم المرتبة ال 84 وهي بالتأكيد مرتبة دنيا مقارنة مع ما حققته الصين من طفرة إقتصادية غير مسبوقة وإرتفاع في دخل الفرد. وهذا يؤكد لنا "مقولة أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، فسجل الصين في مجالات حقوق الإنسان والمواطنة وحرية الصحافة والتعبير لايتوافق إطلاقا مع سجلها الإقتصادي المتنامي. بينما تصدر مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة القائمة كأكثر الشعوب العربية سعادة وإحتلالهم للمرتبة ال 20 عالميا يقودني بالضرورة إلى ربط السعادة بالإبتكار فللإمارات تجارب ريادية في هذا المضمار. آخرها ما شاهدته على قناة دبي الأولى عن عقد القمة الحكومية هناك بحضور 4000 ممثل ل93 دولة حيث أعلنت الحكومة العام 2015 عاماً للإبتكار ولتجسيد الأهداف الطموحة لـ "الاستراتيجية الوطنية للابتكار" لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً في العالم. كما لفت نظري الإعلان عن استحداث منصب لكل المؤسسات الحكومية هو منصب "الرئيس التنفيذي للابتكار" من أجل تشجيع الابتكار الحكومي. وتأتي أهمية التقرير متزامنة مع كل نداءات التنمية الحديثة والتي تحث الحكومات وصناع القرار على التحول عن التركيز على تحقيق نمو إقتصادي كلي عالي والإستثمار أكثر في رفع معدلات التنمية البشرية لما لها من دور إيجابي في تحقيقق الرضا والسعادة للشعوب. وقد سعت الأمم المتحدة مؤخرا إلى الترويج لما يعرف "باقتصاديات السعادة" وذلك بأن حثت في عام 2011 الحكومات على قياس مستويات السعادة لدى مواطنيها وإعتمادها كمؤشر أساسي عند صياغة السياسات العامة، على الأخص التنموية منها. الإبتكار: المفتاح السحري لخزائن المانحين وقد ظهرت كلمة الإبتكار (innovation ) في البدء في عالم المال والأعمال كضرورة للإستمرار والمنافسة. ويمتد ذلك ليشمل الإبتكار في تقديم الخدمات وتصنيع السلع إلى الإبتكار في تسويقها باسلوب جاذب للمستهلكين. ومن عالم المال والأعمال أمتد الإبتكار إلى عالم التنمية حيث صار اليوم بمثابة المفتاح السحري لخزائن المانحين! والمتتبع لكل العطاءات التنموية ومتطلبات الحصول على الدعم والتمويل من المؤسسات المالية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة والدول المانحة يلاحظ وجود كلمة إبتكار كلازمة أساسية للحصول على الدعم المطلوب. والشاهد أنه بالرغم من ما حققته المشاريع التنموية من أثر إيجابي على نطاق العالم إلا أن هنالك أيضا الكثير من السلبيات والإخفاقات وأوجه القصور التي لازمت مسيرة التنمية. وعليه إرتفعت الأصوات بضرورة التفكير في طرائق مختلفة وجديدة وحلول مبتكرة حتى تحقق الأعمال التنموية الأهداف المرجوة منها، ولذلك صعد نجم الإبتكار بقوة كضرورة يجب التركيز عليها عند صياغة المقترحات لتمويل المشاريع التنموية. على الجانب الآخر، لصحيفة الغارديان اللندنية رأي مغاير حيث نشرت في مقال لها بعنوان"هل الإبتكار ضروري في العمل التنموي" أن كلمة الإبتكار صارت الأن "كالمصطلح الموضة" في قاموس التنمية وأن كثيرا من الجهات التمويلية التي تشترط الإبتكار ليس لديها فهم واضح لماهية الإبتكار نفسه. وذهبت الصحيفة إلى القول أنه يجب توخي الحذر في هذا المطلب إذ أن الإبتكار يحمل دائما معه شيئا من المخاطرة والتي قد تكون أحيانا غير مرغوب فيها لما يمكن أن ينتج عنها من آثار غير محتملة على المجتمعات الفقيرة والتي هي المستهدفة أصلا بالأنشطة التنموية. كما أشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الممارسات التنموية التقليدية حققت نجاحات ملموسة فقط لأنها نفذت بطرق معروفة ومجربة. وأوافق جزيئا على هذا القول وفي ذاكرتي الكثير من الحلول المحلية لتحديات محلية والتي حققت نتائج معقولة مثلا في الحفاظ على البيئة أو زيادة الدخل أو تحسين معدلات الصحة والتعليم. ولكن بالطبع هذا لا ينفي ضرورة مواصلة التقييم لهذه المشروعات بغرض تطويرها لإتباع مداخل أكثر إبتكارا على الأخص في مجالات إدرار الدخل للنساء مثلا والتي ما زالت تتمحور حتى اليوم حول مجالات الخياطة وصنع الخبائز وتربية الدواجن! هل يمكن أن نحذو حذو"إتحاد الإبتكار"؟ وليس بمستغربا إطلاقا أن يأتي السودان ضمن قائمة الدول ال50 الإقل سعادة عالميا بل بالعكس أعتقد أن هذا ترتيبا متقدما بالمقارنة مع الوضع العام في البلاد كما ذكرت سابقا! وأعتقد أننا نعاني من ضمن معاناتنا الكثيرة من نقص في "هرمونات الإبتكار" وتغلب علينا بصفة عامة "ثقافة العقل الجمعي" التي تركن إلى التقليدية والروتينية على حساب المبادرة الفردية والإبتكار. وأعتقد أن هذا مرده إلى عدة عوامل مجتمعة يطول الحديث عنها ولكن أجملها في أساليب التنشيئة الإجتماعية وجمود المناهج التعليمية بالإضافة إلى عدم وجود البيئة العامة المحفزة لحس الإبداع والإبتكار. مما يوجب علينا ضرورة النقد الذاتي المتواصل لأنفسنا حتى نتمكن من دفع الجهود الرامية إلى بناء مستقبل أفضل لنا. ويذكرني هذا "باتحاد الأبتكار" والذي أنشأته دول الإتحاد الأوروبي في مبادرة منها إلى مجابهة ما أسمته ب"حالة الطوارئ" التي تواجه الإبتكار في بلدانها حيث تشهد تدنيا ملحوظا في إنفاقها العام على الدراسات والبحوث التي تؤدي إلى الإبتكار وهي بذلك تواجه منافسة حقيقية من دول صاعدة في هذا المجال لا يمكن مواجهتها إلا بالمزيد من البحوث والأبتكار، على حسب قولهم! وهذا على الرغم من أن الكثير من هذه الدول الآوروبية تصدرت قائمة الدول الأكثر ريادة وسعادة! فلا توجد دولة تخلو من المصاعب والتحديات، ولكن الابتكار والتخطيط المدروس هو الحلقة الفاصلة بين الدول المتقدمة والدول المتأخرة ... فالابتكار هو سر التقدم والاستمرار.
My Homepage
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- فضيحه الانتخابات السودانية وأكذوبة ابريل الكبري Khalid Elsir Elbashir 04-27-15, 09:54 PM, Khalid Elsir Elbashir
- وفاة شاعر أفريقيا: محمد مفتاح رجب الفيتوري بقلم كامل سيد احمد 04-27-15, 08:47 PM, كامل سيد احمد
- اوقفوا حوار حماس مع إسرائيل بالقوة بقلم د. فايز أبو شمالة 04-27-15, 08:42 PM, فايز أبو شمالة
- الفكر السلفى...الطريق المسدود..واختطاف الاسلام بقلم سهيل احمد الارباب 04-27-15, 06:48 PM, سهيل احمد الارباب
- مهارات المواطنة العالمية بقلم/ نوري حمدون – الابيض – السودان 04-27-15, 06:42 PM, نوري حمدون
- مركز الفرات يناقش تطوير القطاع المصرفي في العراق، كربلاء أنموذجا بقلم كربلاء/باسم الحسناوي 04-27-15, 06:34 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- ربع قرن من الجنون بقلم أحمد الملك 04-27-15, 06:31 PM, أحمد الملك
- إكتساب المال من جرائم الإبادة الجماعية فى السودان ترجمة محمد حسين و نجدة منصور 04-27-15, 06:26 PM, Kimberly Hollingsworth
- الفيتوري.. ( يونفيرسال)! بقلم هاشم كرار 04-27-15, 04:28 PM, هاشم كرار
- الدكتور الترابي وتجديد الفكر الإسلامي (( 3)) بقلم الطيب النقر 04-27-15, 04:23 PM, الطيب النقر
- العدد في الليمون !! بقلم صلاح الدين عووضة 04-27-15, 04:17 PM, صلاح الدين عووضة
- حنانيكم بالشيخ أبو زيد محمد حمزة بقلم الطيب مصطفى 04-27-15, 04:14 PM, الطيب مصطفى
- كيما يسع الوطن الجميع معاً من أجل حزبٍ إتحادىٍ ديموقراطىٍ مُوحًد بقلم محمد عصمت المبشر 04-27-15, 04:11 PM, محمد عصمت يحي
- اعلان النتيجة النهائية للأنتخابات, شكرا للشعب السوداني بقلم المثني ابراهيم بحر 04-27-15, 03:14 PM, المثني ابراهيم بحر
- الميتاسياسة بدلا عن السياسة بقلم عماد البليك 04-27-15, 03:10 PM, عماد البليك
- اتركوا الشرطة في حالها..!! بقلم عبدالباقي الظافر 04-27-15, 03:07 PM, عبدالباقي الظافر
- أكبر حزب في أفريقيا.. والعالم العربي..!! بقلم عثمان ميرغني 04-27-15, 03:03 PM, عثمان ميرغني
- يومية التحري بقلم الطاهر ساتي 04-27-15, 02:59 PM, الطاهر ساتي
- الرئيــــــس الأمريكي حيــن يسخــر بالنكــــات !!! 04-27-15, 07:23 AM, عمر عيسى محمد أحمد
- الاميركان يسخرون من ثقة اوباما بالنظام الايراني بقلم صافي الياسري 04-27-15, 06:57 AM, صافي الياسري
- ظاهرة التسول التجاري في البصرة بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي 04-27-15, 06:38 AM, الشيخ عبد الحافظ البغدادي
- داعش ليس تنظيماً إرهابياً:لماذا لن تستطيع أجهزة مكافحة الإرهاب الأمريكية إيقاف التهديدات الجهادية ال 04-27-15, 06:33 AM, غانم سليمان غانم
- فقه الهوامش وفكر الدواعش بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 04-27-15, 04:25 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
- يجب اغتنام صدمة النظام للإنقضاض عليه قبل أن يفيق!! بقلم عبدالغني بريش فيوف 04-27-15, 04:20 AM, عبدالغني بريش فيوف
- صلابة عود الفساد بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 04-27-15, 04:11 AM, سيد عبد القادر قنات
- وزير الاستثمار السوداني هل خانته الذاكرة؟ بقلم خالد الاعيسر 04-27-15, 01:55 AM, خالد الأعيسر
- أمسيات هاملتون الكندية التي لاتنسى بقلم بدرالدين حسن علي 04-27-15, 01:50 AM, بدرالدين حسن علي
- أقوى حزب في أفريقيا و المنطقة العربية! بقلم عثمان محمد حسن 04-27-15, 01:46 AM, عثمان محمد حسن
- رسالة مفتوحة الى رئيس الجمهورية عمرحسن أحمد البشير بقلم ابراهيم اسحق عمر الانصاري 04-27-15, 01:41 AM, ابراهيم اسحق عمر الانصاري
- مشاكل ختان الاناث والناسور البولي 1 بقلم شوقي بدرى 04-27-15, 01:35 AM, شوقي بدرى
- الإختناقات المعيشية والحلول التسكينية بقلم نورالدين مدني 04-26-15, 11:35 PM, نور الدين مدني
- الطريق المختصرة لنزع التطرّف هي الطريق الطويلة بقلم أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر 04-26-15, 11:29 PM, ألون بن مئير
- مرثية للفيتوري بقلم عبد السلام كامل عبدالسلام 04-26-15, 11:23 PM, عبد السلام كامل عبد السلام
- حقيقة الجواز الإليكتروني الجديد بقلم صالح عبد الرحيم علي 04-26-15, 11:18 PM, صالح عبد الرحيم علي
|
|
|
|
|
|