|
إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (6) هيكلة الخرطوم وشواطئها .. بقلم توفيق عبد الرحيم منصور
|
04:33 PM Aug, 23 2015 سودانيز اون لاين توفيق عبد الرحيم منصور- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
http://http://www.tewfikmansour.netwww.tewfikmansour.net جذب انتباهي ما تناولته اجهزة إعلامنا قبل أكثر من عام من تصريحات لولاية الخرطوم تحت عنوان خلخلة الخرطوم وإعادة هيكلتها، أي نقل أو إعدام بعض منشآتها وأجهزتها حتى إن كانت مكاتب الولاية ذاتها، وذلك وفقاً لمخططٍ جديدٍ يُبَدّل شكل الخرطوم جماليا وحضاريا!.. عموما كل من يهمه أمر الخرطوم لا شك يسْعد بتطلعات ومشاريع الولاية المعلنة .. ففي حينها شعرنا بأن هناك توجه علمي جديد يُنتظر أن يتحول إلى عملي، كي تصل الخرطوم للغايات المنشودة والتي يتمناها كل سوداني .. وفي وقتها كتبت بأن تغيير شكل الخرطوم يحتاج لجهدٍ جهنمي لزلزلتها وليس فقط خلخلتها، أو يحتاج لأن ننسى الخرطوم وننشئ عاصمة جديدة كما (برازيليا) في البرازيل .. وذلك لأن مشاكل الخرطوم كمدينة مستعصية ومتراكمة ومزمنة ومتصاعدة .. وأي اجتهادات غير مدروسة أو مستعجلة إنما يسجلها تاريخ الولاية ولا يمحوها الزمن، حتى إن كان الأمر يبدو بسيطاً في ظاهره .. فما زال أكثرنا يلعن (وبالأسماء) دوما ظروف إهمال وقطع أشجار (لبخ) الخرطوم، ويلعن اليوم الذي تعطلت فيه سيمفونية (سواقي) الخرطوم، واليوم الذي وُزّعت فيه الشواطئ تجارياً وحُجبت عن المواطنين، وكذلك نلعن اليوم الذي فرّطنا فيه في حديقة حيواناتنا قبل إيجاد البديل، ونلعن يوم أن أهملنا غابة الخرطوم، ويوم ضياع مقرن النيلين، وكذلك نلعن يوم أن فرّطنا في (التروماي) أي (TRAM-WAY)، ومواصلاتنا العامة (أبورجيلة) التي كانت أضبط وأجمل من مواصلات القاهرة !!.. سعادة الوالي .. هذه السانحة تدفعني لأفضفض (نهرياً) وأركز على شواطئ الخرطوم !!.. وعليه أقول .. نعم .. فنحن لدينا بعاصمتنا (شواطئ وأنهار) .. فلدينا ما لا يوجد في العالم أجمع .. شكلاً وهندسة ربانية .. فلدينا (الأزرق بشاطئيه) وكذلك (الأبيض) ثم (الأزرق – توتي - الخرطوم) و (الأزرق توتي – بحري) ثم (نهر النيل الموردة) ثم (النيل العظيم المكتمل – شمبات أبوروف) .. ولكن ما حجب عنا ما حبانا الله به من جمال تمثل في إهمال هذه الأنهار والشواطئ، وكذلك أنانية الاستحواذ والتعطيل !.. وأضرب مثالاً واحداً مؤسفاً .. عندما كنا طلبة ب(جامعة الخرطوم / شمبات) مع نهاية الستينات، تنسمنا عبير وجمال الشاطئ فيما يُعرف بشمبات الزراعة، وتمتعنا لفترة قصيرة بالمعدية (المعديات لا تنتهي بإنشاء الجسور في العاصمة بل تُطور سياحياً)!!، هذا وكنا بواسطة المواصلات العامة نذهب ونرجع بشارع شمبات الزراعة، وما أن يلج (البص) شمبات قادماً من بحري، حتى نشعر بتغير في الجو نحو السويسري صيفاً !.. ومعظمنا في ذاك الوقت أنْشد وأشْعر ورسم وغنّا ونكّت وابتهج ودرس فأبدع، وذلك نسبة لجو شمبات ونيلها ومنظر شاطئها الرائع .. ولكن مرت السنون وإذا بذاك الشاطئ الجميل للنيل العظيم قد تم تدريجياً تعطيله دون استثمار، إضافة لحجبه عن المواطنين بقسوة ملؤها الأنانية .. وبُنيت عليه أسوارٌ قبيحة للغاية، وربما مرد ذلك لأن أصحاب الأراضي هناك أرادوا أن يثبتوا حقهم، أو أن يقولوا للجميع بأن هذه الحيازات لنا وهي (ملك حر!).. ففي حقيقة الأمر أنَّ حجب شاطئ شمبات وبالتالي حجب منظر أبوروف من خلاله لهو جريمة على مستوى العالم .. فهذا الشاطئ بضفتيه ملك للجميع على الأقل كمنظر، لا بل ملك للعالم، فاليونيسكو كان من الممكن أن ترعى هذا الشاطئ بتاريخه وطابيته وجمالياته ليصبح إرثاً إنسانياً عالمياً، وليس فقط حيازة دون تطوير، وتعطيل مؤسف ومُتعمد، ثم بناء (جُدر) لحجبه أسوأ من (الجُدر) العنصرية، جدر عالية وقبيحة .. فهنا يبدأ النيل العظيم (المكتمل والمتحد) رحلته من شمبات وأبوروف قاصداً الأبيض المتوسط .. أما التسوير فقد كان من الممكن أن يتم على ضوء مواصفات (إجبارية) موحدة، يراعى فيها موضوع جماليات الشاطئ، وإمكانية النظر والاستمتاع بالنيل، ورؤية شاطئ أبوروف، دون المساس بحقوق الملاك، أو أن يُعوّض الملاك بطريقة مجزية وتُضع خطة لتنمية الشاطئ، وتُعطى الأولوية لأصحاب الأراضي في حالة الاستثمار السياحي .. أخيراً أتساءل سعادة الوالي عن جدوى استمرار تواجد (المظلات) في بداية شمبات الزراعة!!، وثانياً أستغيث بسعادتكم كي يوجه بإصلاح وتطوير شارع (شمبات الزراعة – البيطرة الزراعة) الذي أضحى متنفسا للكثيرين، ومحوراً مرورياً يمتص بعض مركبات الحلفاية والدروشاب لمن ينشد الهدوء والمنظر الجميل والهواء العليل، وكذلك لمن يريد اختصار المسافات للثورات بأمدرمان عبر (جسر الحلفاية – الحتانة) .. هذا ولا يفوتنا أن نشيد في هذه السانحة ب(كورنيش) الشواطئ الجديدة بأمدرمان والخرطوم والجسور التي تربط تلكم الشواطئ ولكن نرجو متابعة صيانتها وزيادتها والاستمرارية في تطويرها حتى تفي ببعض تطلعات وطموحات وراحة مواطني وزائري ولاية الخرطوم .. توفيق عبدا لرحيم منصور http://www.tewfikmansour.nethttp://www.tewfikmansour.net
أحدث المقالات
- الحوار النوبي النوبي ضرورة تقتضيه المشهد السياسي الراهن ( 2/3 ) 08-23-15, 03:07 PM, صديق منصور الناير
- آخ ياوطن المرهقين الحزانى ! بقلم على حمد إبراهيم 08-23-15, 03:04 PM, على حمد إبراهيم
- لم نجدكم !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-23-15, 02:59 PM, صلاح الدين عووضة
- وهل يطاع لقصير أمر؟! بقلم الطيب مصطفى 08-23-15, 02:57 PM, الطيب مصطفى
- عالم الدقيق ..(2) بقلم الطاهر ساتي 08-23-15, 02:55 PM, الطاهر ساتي
- ثلاثة خميسات كادت تغير تاريخ السودان ؟ بقلم ثروت قاسم 08-23-15, 06:42 AM, ثروت قاسم
- ونسة ماسخة ياشيخ الترابي!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-23-15, 06:24 AM, حيدر احمد خيرالله
- حرية التظاهر في العراق بين الواقع والطموح بقلم د. علاء الحسيني/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات 08-23-15, 01:57 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الاتفاق النووى الايرانى ... حرب الصين الباردة بقلم هيام المرضى 08-23-15, 01:55 AM, هيام المرضى
- ربيع العراق الإصلاحي.. الفرصة التاريخية بقلم عدنان الصالحي/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 08-23-15, 01:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- السجين رقم 161 في احداث عنبر جودة عمي يوسف احمد المصطفي: دخري الغلابة وحواشة للضعاف مزروعة 08-23-15, 01:52 AM, حسين سعد
- الاتفاق النووي الإيراني في الميزان بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاسترات 08-23-15, 01:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (5) صور مشوِّهة للعاصمة .. بقلم توفيق عبدا لرحيم منصور 08-23-15, 00:28 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- التضامن المهني والأخلاقي معهم ومعنا بقلم نورالدين مدني 08-23-15, 00:22 AM, نور الدين مدني
- سطور ملهمة من سجن النساء المصريات بقلم د. أحمد الخميسي 08-23-15, 00:20 AM, أحمد الخميسي
- على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (5( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-23-15, 00:17 AM, خالد الحاج عبدالمحمود
- أطلقوا سراح الحركة الإسلامية في السودان بقلم محمد مجذوب محمد صالح 08-23-15, 00:13 AM, محمد مجذوب محمد صالح
|
|
|
|
|
|