|
إجازة عاطل عن العمل !؟؟/عمر موسي عمر - المحامي
|
إجازة عاطل عن العمل !؟؟
نحن حقاً أتعس شعوب الأرض وتشاء إرادة المولي عز وجل أن تغدو حياتنا مرتهنة لأفسد خلق الله في الأرض وحفنة ضالة مضلة من المنافقين في الدين ومن لف لفيفهم من الأذيال والأتباع وحارقي البخور علي معبد (الإخوان الشياطين) بعد أن أحالوا دولتنا إلي خرابٍ ينعق البوم بين أطلالها لنصبح وبفضل هؤلاء الذين لا نعلم من أين أتوا من أسواء أربع دول هي الأكثر فساداً في العالم وتكون أفضل إنجازات هذا النظام وأبلغ أمانيه رفد خزينة فسادهم من أموال الشعب وقوت عياله بعد أن نضبت في عهدهم كل موارد البلاد وجف الزرع والضرع وإشتعلت البلاد طولاً وعرضاً بالحروب والدمار وأصوات المدافع وزخات الرصاص لتحصد آلات الموت والدمار الأرواح كما تحصد النار الهشيم ولا حياة لمن تنادي و(إخوان الشياطين) وسدنة النظام وعبدة الطاغون في غيهم يسدرون ويصرون علي قيادة الدولة إلي هاوية سحيقة لا قرار لها وأداة ذلك الهلاك هي نظام ينخر في عظامه السوس ويتفشي في أعضائه سرطان الفساد والظلم والبلاد تنتقص من أطرافها ويأكل الفقر الذي خلفه النظام وسنونه العجاف كل أمل في حياةٍ كريمة أو مستقبلٍ مشرقٍ..
ومبعث اليأس والتعاسة إن رئيس البلاد وفي هذا المنعطف الخطير من تاريخ أمتنا وفي إنفصامٍ كامل عن الواقع الذي تعيشه البلاد لا يجد حرجاً في قضاء إجازة بولاية البحر الأحمر مدفوعة الأجر من قوت الشعب وجسده النحيل لينعم هو وأسرته وحرسه الخاص بطابق كامل وأسبوع بتمامه بفندق الهيلتون بمدينة بورتسودان في وقت كانت عربات المواطنين تنهب جهاراً نهاراً وعلي مسافة لا تبعد إلا بضع كيلومترات من مدينة كسلا ومن الجناح الرئاسي الفخيم بفندق الهيلتون علي سواحل البحر الأحمر التي تعرضت مراراً وتكراراً لإعتداءات الجيوش الأجانب والرئيس ونظامه ينظرون.. ثم أمراً أصبح عصياً علي الإدراك والفهم ومتنه أن الدول فاشلة بكل المقياييس والمعايير الإقتصادية والإنسانية والأخلاقية ففيم إجازة رئيسها وإستجمامه ؟؟ ولماذا التعديل الوزاري في الوقت الذي كان لزاماً عليه نفض يديه من الأمر كله والإستعداد لرحلة طويلة إلي شمال القارة العجوز في رحلةٍ لا عودة منها ؟؟
وفي الوقت الذي يجهد فيه المفكرون عقولهم لسبر أغوار وفك طلاسم إصرارهذا الرئيس ودولته الذين أدمنوا الفشل وغرقوا في مستنقع الفساد ووحل النفاق بلا خوفٍ من عقابٍ في الدنيا أو عذاب في آخرتهم أو حياء في دينهم ممن خلقهم من نطفةٍ ونفخ من روحه في أجسادهم التعسة البئيسة التي أدمنت الفساد والفشل ووأد أي صوتٍ للعقل أو فكر ووجدان سليم ينادي بالتغيير حفاظاً علي بقية من وطن إن كان هنالك من بقية بعد أن جاست فيه أيادي الفاسدين والمتشدقين بالدين والوطن والدين والوطن من ذلك كله بريء.
الآن سادتي أصبحنا نعيش في دولةٍ لا يتردد رئيس دولتها وحادي ركبها الضال الذي حاد عن جادة الطريق وسبيل الرشاد أن يهب كل جيرانه من خيرات الوطن وهوعطاء من لايملك لمن لا يستحق في وقتٍ تعجز فيه رعيته حتي عن مد يدها متسولة أو الجلوس علي موائد اللئام من رموز النظام وحركة الإخوان الشياطين ..نحن في زمانٍ يدير دفة الأمور في دولتنا رئيس تنوء دولته تحت وطأة الفاقة والعوز ويستشري الفساد بعفنه في أوصال الدولة ومفاصلها والرئيس لا يحرك ساكناً وهو يقر بالفساد في الدولة ويقر بأن أياديه ملطخة بالدماء الزكية التي ربما لا يدري جل ضحاياها بأي ذنبٍ قتلوا ولم صادر قتلتهم حقهم في الحياة.
ليت شعري وويح نفسي متي يدرك هذا الرئيس الذي لا أجد وصفاً لإجازته تلك غير أنها إجازة عاطلٍ عن العمل لم يقدم لشعبه شيئاً سوي الفقر والمرض والدموع والدماء وأن إمارته للبلاد كانت إمارة بئس وندامة يملئها عارالمسغبة وإنتهاك كل حرمات الدين والعبث بالمحارم وإنتهاك الوبقات وإغتراف الذنوب وهو يمضي في مسيرة الفناء للوطن بلا ندم أو قناعة بعجزه عن إدارة دفة البلاد وحكم شعبه بقوة السلاح وسفك الدماء وهتك الأعراض حتي تبوأ مكانة في التاريخ البشري كأكثر الحكام دموية وتعطشاً لسفك الدماء .
هذا الشعب الصابر علي البأساء والضر لا يرغب في دولة يقودها البشير وهذا واقع لا ينكره إلا ذو غرض دنيءٍ أو راغباً في مزية أو عطاءٍ ولو تمنيت علي الله الأماني لتمنيت أن يكون الرئيس البشير قد قضي سبعة أيامٍ في حاضرة الشرق وعاد إلي قصره الرئاسي وقد عقد العزم علي تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف الجيش بإدارة شئون البلاد فالكيس أيها الرئيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت وليس من تمني علي الله الأماني ودولة الظلم لا تدوم لأنها تخالف نواميس الكون وإرادة من خلق ولا تتقبلها النفس السوية .
عمر موسي عمر - المحامي
|
|
|
|
|
|