أيها المتمرِّدون.. خذوا العبرة من حيدر إبراهيم (1) بقلم الطيب مصطفى

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 08:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-02-2017, 01:51 PM

الطيب مصطفى
<aالطيب مصطفى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1101

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أيها المتمرِّدون.. خذوا العبرة من حيدر إبراهيم (1) بقلم الطيب مصطفى

    01:51 PM July, 02 2017

    سودانيز اون لاين
    الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    وصف أحدُهم ما صدر من اعترافات مدهشة للشيوعي حيدر إبراهيم بفجَّة الموت، لكني أُفَضِّل عبارة عودة الوعي جراء خيبة أمل أصابت الرجل وهو في أضعف حالاته بعد أن أنهك المرضُ جسده العليل وغيَّر من شخصيته التي كانت تعاني من عناد مرضي أو ربما انتحاري سجنها في قيده الكئيب منذ الصبا وحتى بلغ من العمر عتيّا.
    لكن ما المشكلة التي جعلتْني أنقض على عُنق الرجل بكلتا يدي موبِّخاً لا شامتاً، وفي ذات الوقت مقدِّراً اعترافه النبيل راجياً لنا وله الهداية والمغفرة من ربٍّ كريم؟
    حيدر إبراهيم أيها الناس نعَى الحركة الشعبية ومشروعها (السودان الجديد) الذي ظل يُدافع عنه ويذود كما تنافِح الأم الرؤوم عن وليدها المريض شأنه في ذلك شأن (المراكسة) من الشيوعيين ومن أولاد قرنق عرمان وعقار والحلو وباقان.
    لم يكتف حيدر إبراهيم (بتفطيس) مشروع السودان الجديد إنما هدم الأسس النظرية التي يقوم عليها فكره الماركسي، بل التي تقوم عليها كل الحركات (الثورية) المتمرِّدة التي ابتُليَ بها السودان وأعني نظرية (صراع المركز والهامش)، ومعلوم ولع المراكسة بعبارة (الصراع الطبقي) التي تعتبر حجر الزاوية في التغيير الذي تنتهي مراحله إلى الشيوعية المطلقة.. إنها مراجعة مباركة لأسس النظرية التي ظل حيدر مُعتكفاً في محرابها مُنافحاً عنها مُمجِّداً لهرطقاتها منذ الصبا.
    ما حمل حيدر إبراهيم على إخراج زفراته الحرَّى التي صدع بها، تلك الصراعات الدامية التي ضربت الحركة الشعبية والتي دفعته إلى نفض الغبار عن كثيرٍ مما ظلَّ ورفاقه يخفونه خوفاً من الجهر بالحقيقة المرة.. حقيقة ملكهم العريان الذي ظلوا يخادعون أنفسهم بأنه يتسربل بأفخم الثياب وأغلاها.. قال حيدر (لا فض فوه بل أسأله تعالى أن يحييه حتى ينثر كل ما ظل مطموراً في كنانته بفعل شيطان العزة بالإثم الذي لطالما طوى كثيراً من الأسرار في صدور الرجال إلى أن واراهم الثرى).. قال حيدر بعد أن وضع الخلافات التي تُمسك بخناق الحركة الشعبية على طاولة التشريح والتحليل: (إن فرضية جدل المركز والهامش وهمُ كبيرٌ، فنحن أمام الهامش النوباوي وهو يحارب الهامش الدينكاوي أو الجنوبي وليس الجلابة أو تحالف الهمباتة الخيالي)، ثم واصل بإيراد اعترافه المدوي: (الصراع في السودان ليس إثنياً ولا جهوياً بل هو صراع اقتصادي اجتماعي قد يلبس أحياناً أقنعة ثقافية)، ثم طفق الرجل يُدلّل على نظريته الجديدة ليفنّد (خزعبلة) طبقية المركز والهامش المبنية على أسس عنصرية إثنية تقوم على فرضية أن أولاد البحر (الجلابة) هم الذين تسببوا في تخلف الجنوب والغرب ولينسفها نسفاً باستدعاء وقائع تاريخية قديمة ظل ساكتاً عنها رغم علمه بها ليدلّل بها على حجته الجديدة الداحضة لنظرية المركز والهامش بقوله (إن أبناء الهامش هم الذين حكموا السودان من عام 1885 وحتى عام 1898 فأذاقوا القبائل النيلية صنوفاً من العسف والقمع والظلم)، وضرب أمثلة أخرى أثبت بها أن كثيراً من نُخب الهامش ارتكبت ممارسات شنيعة وحروباً شعواء على الهامش، ثم ضرب أمثلة عديدة تدعم حُجَّته ليصل إلى أن تحميل إثنيات وجهويات معيّنة منسوبة إلى المركز ما هي إلا تخرُّصات جوفاء لا تقوم على ساقين.
    ثم خلُص حيدر إلى أن (فرضية الهامش والمركز تقود بالضرورة إلى عنصرية مضادة وتخرّب أي محاولة للوحدة الوطنية القائمة على حقوق المواطنة)!
    مضى حيدر إبراهيم إلى أبعد من ذلك لينسف الأسس التي قام عليها مشروع السودان الجديد، فقال بعد أن أقر أنهم صنعوا "تابوهات" وثوابت محرمة (dogmas) يخشون من مناقشتها ومفاهيم ممنوع الاقتراب منها أو التصوير باعتبارها أبقاراً مقدَّسة تتمثَّل في (فرضية المركز والهامش) و(شعار السودان الجديد)
    .. قال إنه يحق له أن يسأل: (لماذا يحارب الهامش الهامش، ولماذا يتصارع قياديان من دعاة السودان الجديد حول الزعامة لو كانت الغاية واحدة)؟!
    ثم مضى إلى خيبة أمله الكبرى حين قال إن (الحركة الشعبية قدمت نموذجاً كارثياً للسودان الجديد الموعود سادت فيه المجاعة والأوبئة والتطهير العرقي)!
    لم أستغرب أن يطرح حيدر هذه الأسئلة (الساذجة) في إطار مراجعاته الفكرية، ذلك أن الرجل، شأنه شأن جميع الشيوعيين السودانيين، ظلَّ (مخموماً) بأوهام ماركس لا يسائلها ولا ينتقدها، وبالتالي ظلّ يتجاهل، شأن رفاقه الأغرار، الجوانب المادية في السلوك البشري فكما تغاضى كبيرهم ماركس عن الدافع الشخصي حين تعامل مع العامل وكأنه آلة صماء أو ملاك روحاني طاهر وليس إنساناً من لحم ودم يحمل في جيناته قبصة الطين ويستجيب للأنا المادية القاهرة كما يستجيب لرغباته ودوافعه الشخصية ظل حيدر ورفاقه يتجاهلون الفطرة البشرية المتمثلة في الجوانب الشخصية التي ظلت تُلهب الصراع بين مكونات التجمع الوطني الديمقراطي بل التي شقّت الحزب الشيوعي قبل ذلك بين من انحازوا للرئيس نميري ومن خرجوا عليه أو التي شقت الجبهة الثورية حين رفض مالك عقار التنازل لجبريل إبراهيم عند انقضاء فترة رئاسته، وأخيراً بين الحلو ومجلس تحرير النوبة من جهة وبين عرمان وعقار من جهة أخرى.
    نواصل

    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de