|
|
 أيها العامل بالتفزيون..أنت ومالك لإدارته !!/عبد السلام كامل عبد السلام
|
وقرأت في بعض صحفنا السيارة حديثا عن البديل للأستاذ معتصم فضل ،مدير الإذاعة الذي تجاوز سنَّ التقاعد بسنين عددا ..وما عن هذا أتكلم ، ولكن أتكلم عن التوأم الآخر ،وأعني به مدير التلفزيون الباقي رغما عن جلِّ العاملين وبصورة تقترب من أن تكون (حجوة أم ضبيبينة)!!
جاء هذا المدير للإدارة مرتين فما وجد العاملون إلا تضييقا في المعاش وإرهاقا لهم بصورة غير مسبوقة ..مأموريات إلى مناطق تعد مناطق شدة ووصول إلى الموت ، ومن ثم الحصول على لقب شهيد الواجب .. قائمة الموتى في عهده لا يمكن أن يقال إنها عادية ولكنه ،وبمنتهى البساطة ، يقول إنها مسألة قضاء وقدر ..حتى الذين ذهبوا إلى ربهم بعد أن لم يجدوا ثمن الدواء وقطع عنهم ما يسمى الإسناد البرامجي ،بعد أن ماتوا ،يرثيهم التلفزيون (الحاتمي) باعتبارهم أنشأوا الإرسال التلفزيوني في مناطق نائية ،وكانت حقيقة الأمر نفيا مع سبق الإصرار على القتل المعنوي ..آخر الراحلين دخل على المدير وهو يحمل أوراق الديون المستحقة وهو يطلب أن يعطى استحقاقه بصورة استثنائية ،فهو لا يستطيع الخروج من المنزل بسبب كثرة الدائنين ،ولكن المدير يرده خائبا،ونقل آخر تلفزة له من ود مدني وعاد في نفس الليلة ليموت بضغط مرتفع أو بسكتة قلبية أو قل ما شئت من سبب ، ولكن المدير لا يستحي أن يؤم المصلين في المقابر ويقف على قبره ويناديه : أخي فلان !!ولو كان أخاه لأعطاه من حر مال جيبه وما تركه يخرج من المكتب كسيف البال وحسيرا..
مديرنا لا يتوقف عن السفر خارج البلاد بسبب وبغير ما سبب ،والأدهى مرارة عندما يسافر نيابة عن مرؤوسيه لاستلام جائزة ما من (أسبوASBU )،بسبب تفوق ما في إحدى المناحي البرامجية ويدع الفائز في التلفزيون يتلقى الحسرة وشهادة تقديرية !!أما الحافز فقد ذهب من باب (أنت أيها العامل ،ومالك لإدارة التلفزيون )..أتمنى أن تجري لجنة محايدة جردا لجواز السفر الخاص بالمدير العام وترى عدد تأشيرات المغادرة والقدوم ،وتحصي عدد الأيام التي يمكثها في التلفزيون أو في السودان عموما ..ويمكن منها معرفة كم البدلات السفرية الدولارية التي تقاضاها مديرنا الهمام وما هي الفائدة المرجوة من كل هذه السفريات ،وبخاصة إذا علمنا أن اليوم الواحد لا يقل بدل سفره عن 350 دولارا أمريكيا ..
كنت أشاهد يوما برنامجا توثيقيا لبابكر الصادق عن مسيرته التلفزيونية وتحدث بكثير من التهكم عن كم المرات التي صار فيها مديرا بالإنابة عن مديرنا الحالي في مجيئه الأول ، وذلك بسبب كثرة أسفاره خارج السودان ،ويمكن سؤال كمال نور الدائم ، مدير الإدارة العامة للهندسة والتقانة ،عن كم المرات الت يتقلد فيها نيابة المدير العام لسفره خارج السودان في سفريات لا تفيد التلفزيون أو الأجهزة أو العاملين ..بل هو أول من نصب نفسه مسؤولا إعلاميا لكل مواسم الحج ، ولكن أية مسؤولية إذا كان يحضر للأراضي المقدسة في الثامن من ذي الحجة ويمكث هذه الأيام الثلاثة ويعود بحافز من هناك أكبر من كل الذين سبقوه هناك وغطوا كل أعمال البعثة الإعلامية للحج ..
الأحوال الهندسية في الهيئة لا تسر أحدا ولا يريد تحديثا لأجهزة أو شراء اسبيرات لإصلاح ما يمكن إصلاحه ، بحجة أننا سننتقل عام 2015م إلى النظام عالي النقاء.HD وما هذا بالشيء السيئ لو حدث استعداد يتناسب مع هذه النقلة ،ولكن أية انتقالة يعني ؟ عن البرامج التي لا يوجد فيها إلا (النقة)بحيث ينصرف عنها المشاهد ما أن تبدأ؟ عن برامج المنوعات الجماهيرية وهي لا توجد إلا في ذاكرة المشاهد فوق الثلاثين أو في التسجيلات القديمة ؟ أفي الدراما السودانية التي لا يزال التلفزيون يستعيدها ويجترها في تثاؤب عميق ؟ ولا نريد الحديث عن آخر المسلسلات إنتاجا في تلفزيون محمد حاتم سليمان ..
الأسوأ في الأمر هو في التعدي على حق العاملين الذي تجمعه النقابة لصندوق تكافل العاملين لمعالجة المشاكل الحياتية التي نفضت الإدارة يدها عنه تماما ،حق مستقطع شهريا من العاملين بنسبة 7% شهريا ولكن الإدارة تستخلصه لنفسها حتى تشتكي النقابة أنه وصل إلى 34 شهرا كاملا!! لا أدري ما ستفعله الإدارة لو كان لها يد على هذا الصندوق وكيف استباحته جهارا نهارا .. ألك أقل لكم إن الإدارة شعارها :أنت ومالك لإدارة التلفزيون ؟؟
فضيحة اللقاء الإذاعي الذي ادعى فيه المدير العام أن كل مباني التلفزيون متهالكة كان كفيلا بطرد هذا المدير فورا ، فلو صدقنا جدلا صحة كلامه فهو يتحمل جزءا من هذا الفساد بالمباني الناقصة التي بنيت في عهده والتي تقف وراء مبنى استديو علي شمو ،وكذلك المبنى الذي صار كافيتيريا للعاملين بأسعار لا تكاد تطاق من غلائها مع أنها في منأى من دفع تكاليف الكهرباء والماء والإجارة !! كان يريد أن يروج لبرج أحلامه الإعلامي والذي يفترض أن يكون قرضا صينيا بقيمة 374مليون دولار أمريكي ومن ثم الاحتلال الصيني المباشر ..ثقافيا واقتصاديا وإعلاميا وبالطبع مسخ الهوية السودانية بأكثر مما هي ممسوخة الآن ..أعجبني مدير هيئة البث السابق ، المهندس خليل إبراهيم ، الذي قال كلمته مستندا في كل كلمة إلى العلم والأرقام ، لا إلى الأوهام الخطرفة ، وانصرف مرفوع الرأس ليحفظ له التاريخ أنه قال (لا) حينما قال الآخرون (نعم)..
المخجل للمرء أن يرى المدير يلمع نفسه وهو يزداد كل يوم تخبطا وإظهارا لجهله بأبسط علوم الإدارة والتشدق بنجاح وهمي ، كمثل قوله إنه نقل فعاليات مؤتمري القمة للاتحاد الأفريقي والجامعة العربية عام 2006 م ولا أدري من زين له أن هذا إنجاز ..مع أن نقل هذين المؤتمرين من نواح هندسية لا يزيد عن نقل أية كرة (هلال- مريخ) من استادي الهلال أو المريخ ،ولا أقول هلال - أهلي شندي مثلا منقولة من شندي أو مريخ- رابطة كوستي منقولة من كوستي !!وابتدع نقل جلسات مجلس الوزراء من المدن النائية على الهواء مباشرة ، وليس في هذا فائدة إعلامية أو سياسية ترجى ،ولكنه تخبط الناحية الإعلامية فيه وفي مستشاريه الذين يزينون له الباطل من القول .. فما ذا يستفيد المشاهد من هذا النقل الذي يأتي منتصف النهار ،وهو إما في عمله في المكاتب أو في حقله أو في مرعاه؟ إذا كانت إدارة التلفزيون تريد أن تبين أنها مخلصة للحكومة فهذا من واجبها ولكن من واجبها أكثر أن تخلص لها في الحق فلا تنقل ما لا فائدة إعلامية من نقله ،ولا ننسى كم من المرات طرد فريق التلفزيون من مجلس الوزراء لأنه يريد أن ينقل وقائع أداء القسم على الهواء مباشرة ..وحسنا فعلوا في المجلس!
المناصفات المشبوهة مع الشركة الكويتية في قناة النيلين التي تذكرني بطلب ولدي الصغير في المشاركة في شراء جهاز لابتوب بمبلغ الفين وخمسمائة جنيه بحيث يدفع هو مائة جنيها واتكفل أنا بالباقي !! نعم الشراكة الذكية هذه..التلفزيون يساهم بشراء الأجهزة الهندسية وكذلك بالعربة الخاصة بالتلفزة وبالعاملين في نقل التلفزات وكذلك المكاتب والتكييف ووووووووووو
و يتقاسم الطرفان الربح!!وبحمد الله فقد انبرت صحفية شجاعة لفضح هذه الشراكة ولسوء حظها فقد طردها صاحب الصحيفة الذي يتشدق بقولة الحق وتنكر لها وطاردتها إدارة النيلين بأمر قبض!! صحيح الاختشوا ماتوا
أقول هذا المقال لكي أتحلل من السكوت وأطالب بإبعاد هذا المدير من التلفزيون ومن الإعلام عموما ،وأنا الآن في عطلتي الإجبارية لبلوغي سن التقاعد الشهر القادم بإذن الله
عبد السلام كامل عبد السلام
منزل رقم 55 مربع 3 حلة حمد الخرطوم بحري
|
|
 
|
|
|
|
عبد السلام كامل عبد السلام
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست