|
|
 أوقفوا هذا العبث باسم كوش أم الحضارات السودانية
|
أوقفوا هذا العبث باسم كوش أم الحضارات السودانية
تعليقا على الأنباء التي راجت مؤخرا عن إطلاق دستور ما يسمى بحركة كوش, أقول بانني أكاد لا أصدق بان جرثومة ما يسمي بالتهميش السياسي والإقتصادي قد تمكنت من إختراق بعض الحصون الإجتماعية لأول حضارة بشرية قامت في السودان وهي ما عرف بالحضارة الكوشية أو النوبية وبما انني أحد النوبيين الذين يعتزون بسودانيتهم قبل نوبيتهم فمن حقى ان أتسأل : من الذى فوض منتسبي هذه الحركة لكى يتحدثوا بأسم تلك المنطقة العزيزة على قلوب كل السودانيين وهل لديهم تفويض شعبي من النوبيين للعمل بالنيابة عنهم والآ يعلم القائمين علي أمر هذه الحركة بان الحضارة التي يطلقون إسمها على حركتهم ويتحدثون بالوكالة عنها هى الوعاء الحضاري الجامع والأساسي الذي قام علية ما يعرف بسودان اليوم وهى بمثابة حجر الزاوية اواللبنة الحضارية الأولي التي وضعت في مراحل تطور بناء الدوله السودانية التي بين أيدينا الآن فهل يعقل ان ينسلخ الجذر من النبات أو تنفصل الأم من أولادها وحتى أكون أكثر تحديد في هذه النقطة فان النوبيين هم أوائل القبائل السودانية التي إنتشرت في كل بقاع وأصقاع السودان مستصحبين معهم عاداتهم الإجتماعية وموروثاتهم الحضارية الراقية التى توارثوها من الحضارة النوبية القديمة بما في ذلك قيم السلام والتأخي الإجتماعي التي نشروها في معظم ارجاء شمال وأواسط السودان فكيف بعد هذا الجهد الإجتماعي الهائل يخرج علينا من ينادي يتحرير منطقة كوش وإذا كان المنافستوا الذى تأسس علية هذه الحركة هو مصطلح التهميش وما أدراكما التهميش الفارغ فإن أراء غالبية السودانيين إتفقت في الآونة الأخيرة بان جميع مناطق السودان تعاني من نقص الخدمات الاساسية وليست الشمالية أو دارفور أو الشرق لوحدهما وإلي ذلك فان الإطار الحضاري الذي يشبة الولاية الشمالية ونهر النيل وأواسط السودان في معالجة قضايا التخلف النتموى هو التحدث إلي القائمين على أمر البلاد وليس بتكوين حركات تحرير تكون وصمة عار وإشانة سمعة لحضارة الأجداد التى وضعت اللبنات الحضارية الأولى على طريق بناء السلام الإجتماعي في السودان فالسودان كلة يعاني من نقص الخدمات الأساسية وغياب مشاريع التنمية وإذا كان العلاج المفترض إتباعه لتجاوز قضايا التهميش أو نقص الخدمات كما ترون أنتم في حركتكم هو في تكوين حركات تحرير فالبتالي فان أي شير من أرض السودان ينبغي أن تنشأ له حركة تحرير لان الوطن كله بيعاني من التخلف التموى بإستثناء الخرطوم والخرطوم كما يعلم الجميع ليست حكرا علي فئة دون الأخرى وجميع القبائل السودانية تعيش فيها في تآخي إجتماعي فريد والتخلف التنموي موجود وبصورة مريعة في ديار الشايقية وديار الجعليين والرباطاب والشكرية كما هو الحال في ديار النوبيين , أما إذا كنتم تتحدوث في حركتكم عن تهجير النوبيين من منطقة وادي حلفا فان كثير من النوبيين يرون بان ضياع وغرق وادي حلفا مسئولية مشتركة بين حكومة عبود والإدارات الأهلية النوبية التي كانت قائمة آنذاك والأمر الذي نذكره جيدا بان العمد والمشائخ النوبية تواطأت مع حكومة عبود لتمرير مشروع التهجير النوبي حين إبتعثتهم إلي منطقة خشم القربة لتقصي الإمكانات المعيشية الموجودة فيها ومقارنتها مع الأحوال المعيشية التي كانت سائدة آنذاك في منطقة وادي حلفا فكان ان انبهر العمد والمشائخ النوبية بما شاهدوه من خيرات معيشية كبيرة في تلك المنطقة ( حسب زعمهم ) ومن ثم نقلوا إنطباعاتهم الإيجابية تلك إلي أهليهم في وداي حلفا وبالتالي تم إقناع النوبيين بان أسباب المعيشة الواعدة التي في إنتظارهم في المنطقة الجديدة سوف تجلب لهم المن والسلوى ورغد العيش وكانت الهجرة الجماعية وهكذا فان بدايات تضليل وإقناع النوبيين بالهجرة كانت من صنع النوبيين أنفسهم ممثلة في عمدهم ومشائخهم في ذلك الوقت وتأسيسا على الحقائق التاريخية أعلاه والتي من الممكن التأكد منها من العمد والمشائخ الذين لايزالوا على قيد الحياة أو من كبار السن في وادى حلفا وحلفا الجديدة فان الحقيقة التي ينبغي علينا كنوبيين الإعتراف بها هى ان النوبيين أنفسهم قد شاركوا مشاركة كبيرة في مساعدة حكومة عبود في وأد وادي حلفا تحت مياه ما يعرف بالسد العالي فلماذا الصراخ والعويل في جريمة تاريخية شاركنا فيها نحن النوبيون أنفسنا وأخيرا وليس أخرا فان تكوين حركات تحرير باسم النوبيين لا يشبة حضارتنا التي عملت ( على مر العصور) على إشاعة ونشر قيم السلام والتآخي الإجتماعي في معظم ربوع السودان الحبيب حتى أصبح أسم النوبيين مرتطبا إرتباطا وثيقا بالتسامح والتآخي الإجتماعي ونبذ العنف .. وعجبـــــــــــي وبعد هذا التاريخ الحافل من التحضر والبعد عن العنف ان يظهر قلة من المحسوبين علينا بتكوين حركة تحرير كوش ولماذا يحاول نفر قليل من النوبيين تشوية الصورة الحضارية التي جبل عليها النوبيين منذ عهد تهراقا وبعانخي مرورا بخليل فرح ومحد وردي والبلابل والذين تغنوا بقيمنا الحضارية ورسخوها في وجدان كل السودانيين وهل يا تري أفراد هذه الحركة طابور خامس وفئة مندسة وسط النوبيين لتشوية صورتنا النوبية الراقية .. والله يكضب الشينة
فيصل طه / الرياض
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست