|
أوباما يلج مرحلة البلوغ والغانية ذات الـ(17) مرتعشة/ محبوب حبيب راضي مفكر معاصر
|
في إتكائة لآخذ بعض النفس، وأنا أتنقل في الفضائيات الآخبارية شدني وأثار داخلي إحساس متداخل دوني ممزوج بطموح، إفتتاح مؤتمر مكافحة الارهاب النووي، المنعقد في لآهاي بحضور زعماء وقادة أكثر من خمسون من دول العالم، وبحضور الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وغاب عنها الرئيس الروسي فلادمير بوتين. وجلس الحاضرون في شكل دائري بديع تحت قبة تحاكي في هيبتها ووقارها وإلتماع الاضواء وإنكسارها في جنباته شكل السماء الصافية في ليلة غاب عنها القمر. الكل يشعر بنفس القدر من المكانة والحيِّز وبالضرورة الاهمية لوجوده، يناقشون همّاً مشتركاً يؤرقهم؛ ألآ وهو كيف يمنعون وصول السلاح النووي من الوصول لأيدي العابثين، ولو في شكله البدائي ومهما صغرت كميته. ولفت إنتباهي بين الحاضرين الرئيس الأمريكي أوباما، وهو يشخص ببصره متأملاً في القبة من فوقه وكانه يسأل عن سر غياب القمر؟ لم يكن بونين حاضراً، وفي أعقاب الجلسة تحدث أوباما وذكر أنه سيجعل بوتين يدفع الثمن غالياً على ما بدر منه بإحتضانة شبة جزيرة القرم ولم يسمح لإوباما أن يمسها وإنفرد بها وأخذ جانباً قصياً وراح يستمتع بها في عسل طويل وعلق لوحة (رجاء عدم الازعاج). وربما كان أوباما إثناء إنعقاد الجلسة يحاول أن يجد تفسيراً للقبة من فوقة، لماذا ظهرت فيها الاضواء ولم يشع فيها القمر ؟ أو ربما يكون الذي أغضبه هو غياب الرئيس بوتين عن القمة وهو الذي يمتلك أكبر ترسانة نوويه، وما حوله من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة لا تخلوا من السلاح النووي ووسائل إنتاجة وربما لا تبالي من تسويقة وتقديم الخبرة الفنية اللازمة لإنتاجة لمن يدفع مقابل ذلك وهي في ذلك متفوقة على كثير من دول العالم الأخرى. لا أدري هل أنا مفلس جداً لإستوعب تكتيكات وعظمة القيادة التاريخية لإوباما، ولفهم تراتبية الاولويات الاستراتيجية لدي القيادة الامريكية متمثلة في شخص أوباما - زائغ العين - الذي رغماً عن كل ما أسلفت بدأت تظهر عليه علامات تحول في الشكل كالتي نرآها على المراهقين وهم يمرون بمرحلة البلوغ، وما يرافقها من إصرار على أظهار القوة والمقدرة على التحكم بالأشياء، وروح المغامرة والتحدي ومنافسة خصم عاتي، والسعي لطرحة أرضاً ولفت أنظار الآخرين لمقدرته المتشكلة حديثاً في دواخلة، وخصوصا حينما يكون بين رفاقه المقربين، حتى وأن لم يستطع أن يطرح خصمه أرضاً، فأقل ما يشبع فحولته التي صارت تطغي وتضغط عليه وهو يى غريمه ينعم خلف الستائر الحمراء المسدله، أن يبدي له أنه لا ياهابه. وفي تقديرى لولا تكرم - السيد/ لافروف - بحضور الجلسة، لكان من الممكن أن نضيف إخفاقاً جديداً لسلسلة الارتباك التي تصاحب هذه الادارة الامريكية الحالية، والتي باتت أمريكا؛ هذه الفاتنة الجامحة المتحررة ممشوقة القوام إبنة السابعة عشرالمتعطشه دوماً للمذيد من المياه الحاره لتتدفق من خلالها وكأنها تصرخ ألماً ونشوة بكل ماهو جديد ومختلف، وتظل تخفق نبضاتها متعتة ولوعةً، ولو كادت أن تختنق فلن تتوقف عن طلب المذيد والمذيد مستمتعتة تارة بلذة الألم، وتارة أخرى تتمنع وتلتفت نظماً في الآسافير متنفسة من خلالها وهي تدمع؛ باتت وكانها تبحث عن تفسير لما يصيبها من توتر وإغماءآت. حقيقة لا أعلم سبباُ منطقياً يجعل أوباما يقضي ليلته ممتعضاً تملؤه الغيرة حينما يمر بخاطره طيف من القرم وهي ترتمي بين أحضان فلادمير بوتين مستسلمة منتشيةً بينما أبنة السابعة عشر بين يديه مرتعشة تتجاذبها الغواية والرغبة المستعرة لتنال منه تركيزه ليشبع نزواتها الجسورة، وأن يعبر بها إلي سن النضج بسلام، وأن يهدئ من روعها، وان لا من جراء إطضرابات مرحلة البلوغ التي يمر بها أبواما ما يؤثر على مستقبلها بتحميله لها ما لا تطيق. أو أنها ربما ترى انه لابد لها من فارس جديد، ربما تختاره في المره القادمة، إن إستطاعت أن تصبر، أكثر نضجا وإتزاناً وان لا يكون من من تشعل نار الغيرة فيهم رؤية القرم وهي تعانق القمر، وسيكون حينها يمقدورها أن تدعوا حينها كل العالم لنخب محبه لتحتفل ببلوغها سن الثامنة عشر وعصر جديد. وما أشعرني بالدونية والطموح في خضم هذا المشهد، أننا في السودان لم نغضب لفقدنا ثلث مساحة أرضنا كما غضب أوباما لفقدانه السيطرة على القرم وهي ليست جزء من أمريكا، ولم نستطيع حتى الآن أن نتوعد ( السفاح الإرهابي ) الذي إضاع منا بلادنا بأننا سندفعه الثمن غالياً، ولا حتى نستطيع أن نتوعد أوباما الذي طار فرحاً برفع علم جنوب السودان منفصلاً بعيداً عنا ليغرق وحيداً في ليل طويل جديد، علماً بأن جنوب السودان ليست جزيرة، وليست له حدود وقبائل متداخلة مع أمريكا. وإن كانت الدول ال53 الكبري التي إجتمعت لتناقش الإرهاب النووي، تعتبر أن ما دونه لا يستحق النظر إليه، فلا أعتقد أنها بمسلكها هذا قادرة على إنجاز ما إجتمعت من أجله، فالارهاب الذي يسوق حالياً في العالم عن طريق جماعة الأخوان المسلمين ومن ورائهم، لن يستطيع حتى الاخوان المسلمين من إحتوائه، لانه سيتشظي أكثر فأكثر وسيطال الجميع وحينها ستكون كل المخزونات الاستراتيجية عرضة للمساومة السائدة الآن. يبقى طموح إنسان العالم الثالث، أن يتمكن من أن يحيي فوق الارض التي نبت فيها دون أن يسمع أذيذ الطائرات تحلق فوق رأسه تحت ضوء القمر، ونيران القاذفات والقنابل التي صار يحتضن شظاياها كالتميمة عند نومه، كما يحتضن القمر القرم، عسي أن تكون له وآقياً وتعيده إلى الحياة حينما تشرق الشمس. محبوب حبيب راضي مفكر معاصر
|
|
|
|
|
|