حتماً ما نطرحه ونستخدمه من لغة، في هذا المقال، لن يعجبا البعض، والبعض هؤلاء، هم، كل من يمارس، سلوك القراد، ولمن لا يعرف القراد، هو حشرة، تعيش على ظهور البهائيم، تمتص دمائها طوال الوقت.. أما الذباب فهو معروف، وسلوكه معروف أيضا، لاسيما في بلد مثل السودان...سلوك طفيلي، يعيش دوماً، على موائد الآخرين، مثل القراد.. لا ينتظر منا دعوة، لكي يحط فرادى أو جماعات، على وجوهنا وعيوننا، او أن يقع على موائد طعامنا، بلا إستئذان.. الأكيد هو أن لا أحد يقبل لنفسه، أن يوصف بهذا السلوك. وهؤلاء نجد لهم العذر.. لكن للأسف هذ السلوك، شئنا، أم أبينا، ميز، وطبع سلوك البعض منا.. بالطبع، الحقيقة مُرة، لكن الأكثر مرارة، هو أن تظل، محبوسة في صدور ونفوس البعض، دون ان ينعم الله عليهم بنعمة البصر والبصيرة، التي تمكنهم وتمنحهم المناعة الأخلاقية، حتى يفتحوا باب الصراحة والوضوح على مصراعيه، لتطل وتظهر الحقيقة، ويرأها الناس كما يروا في النهار الشمس، وفي الليل القمر. وقال تعالى: " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي إنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" فالرؤية هنا هي رؤية العلم والألمام بخفايا الأمور التي حدثت في الماضي، أو التي ما زالت في صلب المستقبل. ولقلة هؤلاء أوعدمهم. رأينا أن نجيب من خلال هذا التساؤل، يحدونا أمل ان نشخص الداء الذي أصاب بلادنا في مقتل. البعض هؤلاء، منهم الكتاب والمثقفين،والساسيين، لاسيما من يتلاعبون باسم الدين، وقادة الطوائف الذين مارسوا السياسة، وقادوا الدولة، في كل مراحل حياتها الديمقراطية برغم قصرعمرها.. خبروا شؤونها، وتعاطوا مع شجونها بعقلية شيوخ الطوائف والقبائل.. هذا السلوك جسده كلا من حزب الأمة، وحزب الوطني الاتحادي، والاتحاد الديمقراطي، اللذين اصبحا لاحقا حزبا واحدا بقيادة المرغني. عجزت تلك الأحزاب منفردة ومجتمعة عن تشكيل حكومة وطنية مستقرة، وبناء دولة وطنية جامعة لكل أبناء الوطن، ترسخ الديمقراطية، وتبسط القانون، وتحقق العدالة الاجتماعية.. عجزها مجتمعة ومنفردة، سببه أنها كانت وما زالت لا تتوفر على العقل الوطني البانيء للدولة. لان عقلها عقل طائفي جهوي مناطقي... لذلك كانت المدخل، بل المحرضة، لدخول الجيش حلبة السياسة. وحسب ما هو مفهوم، ومتعارف عليه، في أغلب دول العالم الحرة، المستقرة والمتطورة. أن الجيش لا يعطي السياسيين الآوامر، والتعليمات والتوجيهات. وإنما يتلقاها منهم. لكن للأسف في السودان بعد أن خرج الأنجليز منه، بدأت الحياة وسارت وإستمرت بالمغلوب.. لان اؤلئك الساسة، تميزوا بسلوك القراد. والجيش، أو بالأحرى المحسوبين عليه، تميزوا بسلوك الذباب، بعد أن القوا بانفسهم على حياتنا، وفعلوا فيها، تشهوياً وتخريباً، كما يفعل الذباب، فرضوا وجودهم بلا مقومات الوجود، بل قلبوا حتى الطاولة، على رؤوس من جاءوا بهم..! فعلها عبود ونميري والبشير.. غيروا قواعد اللعبة ، بين ليلة وضحاها.. أصبحوا هم من يصدورون الأوامر ويعطون التعليمات، ومن يرفض أو يظهر حالة من التبرم من الشرفاء يبطشون به كما يشاؤون. برغم هذا، عجزت تلك الأحزاب عبر كل مراحل النضال الوطني، عن أن تشكل معارضة حقيقية، تتصدى لهم، إستناداً على إدعائها، الذي يقول: أنها تمتلك السواد الأعظم من الشعب، بل راح قادتها بسبب ضعفهم، يتوسلون القوة والمنعة لدى الآخرين، بالأمس توسلوا الحركة الشعبية، واليوم يتوسلونها لدى الجبهة الثورية، في وقت كان ينتظر منهم، قيادة عمل نضالي ثوري حقيقي، يكون له هدف واضح، هو إزاحت النظام غير الشرعي، بلا مساومات، حتى إستعادة الشرعية والديمقراطية، وفاءاً للشعب الذي اعطاهم شرعية الحكم عبر صناديق الإنتخابات، وشرفائه الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الديمقراطية والحرية. لذا يجد المرء نفسه يتساءل، وهو يتأمل الماضي والحاضر والمستقبل هل العجز الذي طبع سلوك قادة تلك الكيانات هو عجزموضوعي، أم هو عجز مصطنع وتؤاطو وتبادل للأدوار، بين وجهين لعملة واحدة...؟ الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة