|
أنها أمانة و انها يوم القيامة خزي وندامة.. بقلم اسماعيل عبد الله
|
كيف لنا تصور رب الاسرة الذي يصبح ولا يستطيع الحصول على الغاز الذي تطهي به ربة البيت الطعام لصغارها ؟ اولئك الاطفال الذين لا يعرفون العذر ولا المسامحة مقابل احتياجاتهم اليومية الغذائية الواجبة على رب الاسرة , لقد اوصلنا هؤلاء الظلمة و المفسدون الفاسقين الى الهوان و الذل و الامتهان , قولوا لي بربكم ماذا بقى لهؤلاء الحاكمين حتى يرجى منهم ان يقدموا حتى ولو ذرة من موقف ينبيء بشهامة او نخوة ؟ , بل نجدهم يفعلون العكس تماماً من تمادي في البغي و القهر لاهلنا و ذوينا , لقد تحدث الناس قبل شهور مضت عن الارتفاع الجنوني لاسعار السلع الاستهلاكية , وقد افرغ الجميع كل ما في جوفه من انفاس ولهيب وشرر , ثم من بعد ذلك مر الامر و كأن شيئاً لم يكن , لقد اعتدنا على العويل والذفير و التباكي والانتكاس ثم الاتكاء على الوسادات المثخنة بالهم والغم الذي لا ينتهي , اما الحاكم الظالم الفاجر المستبد القاتل يرقد هو وبطانته و ذوي قرباه في فراش الحرير و النعيم , و يتربع على اطنان من الذهب ومثلها من الدولار الامريكي الذي اعتاد على سبه و شتمه وتحريم اتباع صانعيه الكفرة الذين يناجيهم سراً. يا شعب السودان المحتار, لماذا الصبر و الاصطبار على حاكم جائر وظالم ؟ ما هو المبرر الذي يجعلنا نرضخ و نستكين الى من يخطف اللقمة من فم صغارنا الجياع ؟ لماذا تلوذ انوفنا بالفرار من رائحة الفساد التي فاحت وانتشرت في طول البلاد وعرضها ووصلت اصقاع الدنيا البعيدة , هذه اموالك يا محمد احمد المسكين , وهذه خيراتك التي من الاوجب ان تكون عون لك , ومن الاحق ان تسد بها رمق صغارك المحرومون من هذا المال الذي هو نتاج عرقك وجهدك ودمك المهدر في مناطق البترول و مناجم الذهب , لقد طفح الكيل وفاض , واختلط الحق بالباطل , وازداد علماء الباطل سوءاً يتشدقون باسم الله بهتاناً خدمة للطغيان و للظلم ومباركة لما ارتكب من جرائم بحق المواطن الفقير , تاجروا بآيات الله واشتروا بها ثمناً قليلاً , ابواق لم تستح جعلت من منابر الصلاة بوابة لاكل اموال الناس بالباطل , ولحىً تفتي و تبت في امور الميراث و الزواج والطلاق و الطهارة وتصرف نظرها عن أس القضية الا وهي الفساد والطغيان و الاستبداد , ان الحياة في ربوع وطني الجريح اصبحت اشد واقسى من الجحيم ترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الانقاذ لشديد. رحلت النخوة والكرامة و الاباء والكبرياء , الصفات التي كانت شيمة وديباجة مميزة للانسان السوداني أمرأة كانت أم رجل , كان الانموذج الذي جسده الفرد السوداني أقليمياً و دولياً مثار اعجاب و دهشة وغيرة الكثيرين ممن هم حولنا , ثم جاءت هذه الممسوخة(الانقاذ) لتهيل التراب على هذا (الامبراطور) وتدفنه وما يزال قلبه ينبض بالحياة , في ظل حكم هذه الجماعة المنحرفة باعت حواء السودانية نفسها بابخس الاثمان في سوق النخاسة العالمية , ولعهد قريب ما كان ليجروء احدهم ان يعايرك بنشازها, اما آدم السوداني فقد صدرت بحقه قائمة طويلة من الاسماء الفاضحة لممارسته السرقة و (النشل) في بلاد كان هو مؤسسها وممثل رمزيتها في الصدق و الامانة و النزاهة و التجرد, سخر منا القاصي و الداني عندما اصبحنا نصدر من يشق الجيوب الى دول صديقة بدلاً عن المهندسين الراصفين للطريق , انها لامانة وانها يوم القيامة لخزي وندامة يا عمر البشير , امانة عباد وبلاد السودان , لقد فرطت في البلاد و العباد , قطَعت اوصال البلاد وابدان العباد , انه يوم شؤم وقت ان حلت صبيحة الثلاثين من يونيو من العام الف و تسعمائة و تسعة وثمانون لميلاد المسيح عليه السلام , ما فعلته هذه الممسوخة لم تفعله رصيفتها التي جاءت في العام الف وتسعمائة وتسعة و ستون (مايو) , النميري برغم المآخذ عليه لم يفعل ما فعله البشير , لم يسمح بتقطيع اوصال البلاد ولم يداهن كان شجاعاً داخل وطنه وخارجه في دول الجوار, لم يدع حواء السودانية تتسول في طرقات بعض العواصم العربية , ان اقل ما يمكن ان يقال عنه انه لم يكن ليسمح بان يقوده آخر أو آخرون او يساوم في كرامة الانسان السوداني. اخوتي و اخواتي لابد من الثورة واقتلاع هذا الكابوس من صدر اهلنا المساكين المقهورين , كما قال رب العباد (ان اجل الله اذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون) , فكل ابن انثى وان طالت سلامته يوماً على الة حدباء محمول , لا للسكوت ولا للقهر ولا للاستسلام ولا للمهانة , فالنهب جميعنا و لنطرد هذا الخنوع و الركون الى الذات , فلن يهدأ بال الشريف الا بعيش نظيف و كريم و استنشاق هواء نقي وصاف من ملوثات الظلم والفساد.
اسماعيل عبد الله mailto:[email protected]@hotmail.com
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|