|
أنقذوا دار فور من حكام الإنقاذ
|
التطهير العرقي في السودان
أنقذوا دار فور من حكام الإنقاذ
هلال زاهر الساداتى – مصر
تواترت الإفادات و التقارير من جهات دولية عدة و منظمات إنسانية مثل منظمة العفو الدولية و منظمة هيومان رايتس ووتش و ممثلين دوليين مثل منسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة موكيش كابيلا الذي قال ( النزاع في دار فور اكبر كارثة عالمية علي الصعيد الإنساني و انتهاك حقوق الإنسان تعيد إلى الأذهان عمليات الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 , و أجمعت التقارير علي أن ما يجري في دار فور من جرائم وحشية و أعمال همجية لا إنسانية و لا أخلاقية في حق قبائل بعينها و هي الفور و المسا ليت و الزغاوة و كل القبائل غير العربية تقوم بها مليشيات الجنجويد العربية العنصرية المدعومة من القوات الحكومية , و ذكر كابلا أن الجرائم شبيهة بما جري في رواندا من إبادة الهوتو للتوتسي و قال أن لديه أسماء المتورطين في هذه الجرائم من رجال الحكم في دار فور و في الخرطوم و طالب بتقديمهم لمحكمة جرائم الحرب أو الجرائم ضد حقوق الإنسان في روما و لاهاي , كما ذكر جان ايقلاند منسق المساعدات الطارئة الإنسانية بالأمم المتحدة انه تجيئه تقارير يومية عن القتل و الاغتصاب و التعذيب و حرق القري , و قال أن زملائي في دار فور يشاهدون الناس يقتلون و يغتصبون و يعذبون أمام أعينهم و لا يستطيعون أن يفعلوا لهم شيئا سوي تبليغ المسئولين و الشرطة الذين يعدونهم بالتحقيق في الأمر و لا يفعلون شيئا , و قال انه سيبلغ مجلس الأمن بذلك لأن ما يحدث في دار فور هو أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم , فأن آلاف الناس يقتلون و أن عدد القتلى يتجاوز عدد القتلى في أي مكان في العالم ، وان ما يجري في دار فور هو تطهير عرقي يتمثل في قتل جميع الرجال و الأطفال الذكور و حرق المساكن و منع الغذاء و المساعدات من الوصول للناجين من النساء و الأطفال و إتلاف الزرع و اغتصاب النساء . و قد ارتكبت هذه العصابات العربية الهمجية العنصرية من الفظائع ما يعف عنه أي دين أو عرف أو خلق , ومما يبعث علي السخرية أن قناة السودان الفضائية عرضت اجتماعا في إحدى قري دار فور التي خربها الجنجويد و ظهر فيه أعداد من النساء البائسات و الأطفال المرعوبين , و تكلم شيخ القرية عن السلام بينهم و بين العرب , و أعقبه في الحديث قائد الجنجويد عن السلام وقال انهم سيذهبون ليأتوا بالفارين ليلحقوا زراعة أرضهم , وكانت اللوحة الخلفية للصورة صفوفا من راكبي الجياد و الجمال الملثمين و كلهم يحملون الكلاشنكوف رغم أن المصور قصد أن يصورهم من بعيد و أظهرهم للحظة فقط , و لكن ما يحدث في الواقع بشهادة من نجوا من القتل أن عصابات الجنجويد تطارد الفارين و تقتلهم و ليس لتعيدهم إلى قراهم !! و مما يدعو إلى الهزؤ أيضا أن وزراء هذا النظام و هم وزير العدل ووزير المساعدات الإنسانية ووزير الخارجية و منسق شئون اللاجئين يصرون إصرارا عجيبا علي أن الحديث عما يجري في دار فور من فظائع مختلق و لا صحة له , و كعادتهم هاجموا ممثل الأمم المتحدة الذي كشف ما يقترفونه من جرائم هجوما شخصيا ضاريا وهذه هي بضاعتهم الكاسدة التي يلجأون إليها وهي تدل علي إفلاسهم الأخلاقي و عجزهم الفكري , فهم يمنعون الصحف من نشر ما يجري في دار فور و لا يسمحون للصحافيين و مندوبي المنظمات الإنسانية بالذهاب إلى دار فور , فهذا النظام الفاشستي المتدثر زورا برداء الدين لا خير فيه ولا رجاء لأنه قائم علي مبدأ التقية التي تبرر له اللجوء إلى كل وسيلة و تبيح له الكذب و الزيف و البهتان فالغاية تبرر الوسيلة مهما أوغلت الوسائل في الوحشية و اللاإنسانية واللاأخلاقية !! وكل ذلك ليظلوا في السلطة و يستمتعوا بما ينهبونه من أموال الشعب السوداني وما يحدث الآن في دار فور ابلغ مثال لذلك , فهم لا يتورعون عن فعل أي منكر و أي فعل مشين ينهي عنه الخلق القويم ناهيك عن ديننا الحنيف الذي يحرم قتل النفس إلا بالحق , وينهي عن الظلم و الإفساد في الأرض , و يحض علي الرحمة و التسامح و البر , و قضي بأن البشر كلهم سواسية لا فضل لأحدهم علي الآخر إلا بالتقوى … إن نظام هذه الشرذمة من الشعب السوداني استمدت شرعيتها الانقلابية ولا زالت من البندقية و الدبابة و تكبت الناس بقوات الأمن و ترسانة القوانين المقيدة للحريات. و تبقي المسألة العاجلة و الملحة هي وقف المجازر الجارية في دار فور و نهيب بكل فئات الشعب السوداني في جميع أنحاء السودان أن يعملوا لإيقاف نزيف الدم المسفوح في دار فور , و حرق الزرع و الضرع و تهجير الناس عنوة من أرضهم و الاستيلاء عليها , فقد تحرك الغرباء و الهيئات الدولية لنصرة دار فور ..
و بعد كتابة هذا المقال حملت الأنباء خبرا بأن هيئة الأمم المتحدة قد شكلت لجنة للذهاب إلى دار فور للتحقيق في المجازر , كما أعلن المتحدث بأسم وزارة الخارجية الأمريكية آدم ايريلي للصحفيين انه بات واضحا للولايات المتحدة أن حكومة الخرطوم تساعد الجماعات التي دأبت علي إضرام النار في القري و قتل الأبرياء و إلحاق الضرر بهم و أضاف إننا ندعو حكومة السودان إلى اتخاذ تدابير فورية لوقف جماعة جانجويد و السماح لتدخل مراقبين من الخارج لمتابعة الموقف . وهذه المليشيات التي يبلغ عددها نحو عشرين ألفا تجندها و تسلحها الخرطوم حسب ما جاء في بيان منظمة هيومان رايتس ووتش و الذي أصدرته من يوم الجمعة 2/4/2004 السابق .
و لتكن هذه التدابير توطئة لتجريد هذه العصابات من أسلحتها و تقديم القتلة للمحاكمة للقصاص لدماء الأبرياء و تعويض الناجين عن الظلامات و الآلام التي لحقت بهم …
هلال زاهر الساداتي
[email protected]
|
|
|
|
|
|