|
أنظار العالم تتجه صوب أبوجا التي تحاول حل مسببات أسوأ كارثة انسانية تتس
|
أنظار العالم تتجه صوب أبوجا التي تحاول حل مسببات
أسوأ كارثة انسانية تتسببها حكومة ضد شعبها
الذين خبروا المفاوضات ودروبها يعون تماماً أن ما يحدث الآن في مدينة أبوجا بدولة نيجيريا الشقيقة هو محاولة لحل أكبر مأساة وكارثة انسانية شهدها العالم في تاريخه المعاصر ، وبالتالي فان انظار شعوب العالم تتجه اليوم الى ابو جا عاصمة اكبر دولة افريقية ، تحتضن في ربوعها اكثر من 80 مليون أفريقي ، ابوجا التي تعرفها حكومة الخرطوم التي قضت كل عمرها في مفاوضات مع من يرفضون الظلم والتهميش ، تعرفها حكومة الخرطوم التي أخطأت في التفاوض مع الجيش الشعبي لتحرير السودان آنذاك وكلفت بلادنا الملاين من الأنفس الزكية التي أزهقت في معارك لم تكن لها داع ، لأن حل اليوم الذي توصلت اليه الحكومة مع الجيش الشعبي كان بالامكان طرحه في ابوجا العام 1991 بدلاً من ركوب الرأس والعنتريات التي ما ألانت إصرار من كانوا يطلبون الحق .
الآن نأتي مرة أخرى الى أبوجا بضيوف جدد ظلموا وهمشوا واخرجوا من ديارهم قسرا ، وذيق أهلهم سوء العذاب ، يحملون نفس الشكاوي والآلام التي حملتها الحركة الشعبية لتحرير السودان في بدايات التسعينات .
أننا لسنا بصدد تقديم النصح لحكومة الخرطوم ، ولكنا نقول ان عليها أن تذهب الى أبوجا هذه المرة بعقل تستوعب وتستصحب أخطاء أبوجا الماضية ، وعليها الا تعتقد أنها تحاور أناس يمكن بلعهم في مفاوضات سهلة ، فثوار دار فور ليسوا جماعة معزولة ولكن معهم الكم الهائل من أبناء دار فور ومثقفيها ممن أصبحوا ضحايا بطش النظام وباتوا في حكم اللاجئين بعد ان أخرج اهلهم من بلادهم وارض اجدادهم قسراً ، فمن منا يستطيع اليوم ان يذهب الى القرية التي ولد فيها ! من منا يعرف أين اهله الآن ! من منا يعرف . . . الى آخر تلك الأسئلة التي ننتظر اجابتها في أبوجا بحكمة زعماء أفريقيا المجتمعون في ارض نيجيريا الشقيقة .
اننا لا نشك البتة في أن زعماء افريقيا سوف يساعدون الحكومة في أن ترى الحقيقة ، يساعدونها في أن تفهم أن لديها التزام أدبي تجاه أهل دار فور ، يساعدونها في أن تعرف أن العالم لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي ان هي تمادت في غيها ، يساعدونها في أن تعرف ان أهل دار فور لم يعد لديهم ما يخافون منه ، يساعدونها في أن تأمر مليشياتها بالكف عن قتل الناس والعباد وبذلك نتفادى أي تدخل أجنبي ،، اذ ليس هنالك من ذهب الى الأمم المتحدة وقال لها احضري ، او الى دولة كبيرة وقال لها أحضري فأهل دار فور بسطاء لا يعرفون هذه الدروب ولكن أفعال الحكومة هي التي تجلب التدخل الأجنبي . فمن يريد حل مشكلة دار فور عليه ان ينصح الحكومة بالكف عن شرورها لنعيش في سودان واحد يعمه الخير والوئام ، والا سوف لن يجدووا السودان الذي حكموه نصف قرن وفشلوا في ادارة اموره .
وعلى ثوار دار فور الذين تقع على عاتقهم اليوم مسئولية قيادة هذه المحادثات التي لا تكون الأخيرة قطعاً ، وعليهم أن يدروا تماماً بأن أهل دار فوزر لا يمكن أن يعودوا مرة أخرى لتلك الظلامات التي عاش فيها سكان دار فور مواطنون من الدرجة الرابعة . .
أنتم لم تذهبوا لاقتسام السلطة مع الحكومة ، ولا من أجل وزارت أو مناصب
ولكنكم ذهبتم من أجل دار فور التي مات منها ما يقارب الثلاثين الف روح ، وشرد الملايين من أهلها الذين عرفوا طعم الذل والمهانة لأول مرة في تاريخ حياتهم .
أنتم في أبوجا من أجل كل السودان ، ومخطيء من يظن أنكم انفصاليون ترغبون فصل دار فور عن بقية السودان ، فالسودان هو دار فور ودار فور هي السودان ، ولكن ما نعلمه أن هذه المحادثات لم تكن سهلة لأن المشكلة نفسها ليست سهلة .
وعلى كافة روابط واتحادات أبناء دار فور في الداخل والخارج العمل على تجميع رؤاها وضمها في بوتقة واحدة لدخول المفاوضات التي تلي هذه المحادثات التي لا تكون الأخيرة من دون شك .
نعم الكل مع السلام ،، ولكن السلام الذي يوازي دم الشهداء
السلام الذي يعيد لليتامي كيانهم وينسيهم القصف العشوائي الذي عاشوا فيه
السلام الذي ينبع من الاعتراف بالآخر دون استعلاء .
السلام الذي يجفف دموع اليتامى والأرامل والثكالى ممن خلفتهم أخطاء وجرائم الماضي ، ذلك الماضي الذي يخطأ من يظن أن أهل دار فور سيعودون اليه ، أو أن ثوار دار فور يقبلون به .
وكلنا أمل في أن يتمكن قادة أفريقيا من اقناع الحكومة من ترك المراوغة، وان تعرف بأفاعيلها ، ولا بأس فقد بدأت في الاعتراف مع عشية ابو جا بأن مليشيات الدفاع الشعبي وجزء من الأمن والجنجويد قد ارتكبوا تلك الفظائع التي ظللنا ننكرها ونبصم بالعشرة بأن لا وجود لها عاماً كاملاً . الاعتراف يفيد لأن أهل دار فور يريدون أن يعرفوا من قتل من ، ومن ذبح من ، ومن أمر من الخ تلك الأمور التي تلازم كافة الجرائم حتى في أصغر المحاكم . وان تكون بقدر المسئولية في التعامل مع دار فور وأهلها والا تكون قد استحقت إزدراء أهل دار فور ، وحينها تتولد حروب لا تبقي ولا تذر .
كفى الله بلادنا الشرور ، المجد والعزة لسوداننا
والتحية لقادة افريقيا في مهمتهم الصعبة .
وتباً للقتلة .
عبد المجيد دوسة المحامي
|
|
|
|
|
|