|
أنتم في وادي ونحن في وادٍ آخر
|
نظرة عابرة للمصطلحات المستخدمة في لغة ما يسمى ببمثلي الحزب القومي المتحد بالخارج تعليق على مقال توتو كوكو ليزو بنيروبي وعبد الله التوم بطرابلس من عبد الله إدريس توتو "عضو المكتب السياسي للحزب القومي الديمقراطي" الخرطوم بحري. عضو المكتب السياسي للحزب القومي الديمقراطي (السودان) أرجو قبل التعليق أن أشير إلى بعض المصطلحات التي وردت في بيان كل من مكتبي القاهرة ونيروبي، لما يسمى بالحزب القومي المتحد والمصطلحات هي: "نعلم أن هناك بشر في هيئة رجال ولكن في رؤوسهم عقول تحمل أفكار خربة وأفواههم كالأفاعي، ما يسمى بالحزب القومي الديمقراطي لا يوجد إلا في مخيلتهم وصنع أمانيهم، والمغرضون كثر أمثال سلطان سالم وآدم الاحيمر، لم تسنح لهم فرص المتابعة لما جرى لأهلهم في جبال النوبة وما يجري عليهم الآن وعليهم أن يعوا ما يقولون لأن التاريخ لن يرحم، المأجورين والمنتفعين، يدل على سذاجة وجهل كاتبه، هذا الجاهل، هذا امتداد طبيعي للمأجورين والمارقين والمتملقين من أتباع النظام الجائر الحاكم في السودان وأصحاب النفوس الضعيفة، أعداء النوبة والمندسين في وسطهم، تاريخه الأسود، نناشد الشرفاء والمناضلين الأشاوس للتصدي لهذه الأفكار الهدامة، عزل واستئصال هذا البوم الذي يغرد خارج سرب أبناء النوبة الشرفاء وبتر هذا العضو الفاسد، الذي يحمل الداء الفتاك..الخ من المصطلحات العجيبة التي لم نسمع عنها يوماً في الخطاب السياسي السوداني حتى من النظام الحاكم في البلاد والتي اتفقت حوله الآراء بأنه نظام لا مثيل له في السوء عبر تاريخ البلاد.
من الواضح أن ممثلي ما يسمى بالحزب القومي المتحد وعلى رأسهم توتو كوكو ليزو وأعوانه في الخارج، قد خسروا الدنيا بما فيها، حيث أنهم في الخارج لم يتعلموا من تلك الشعوب المتحضرة في العلوم والخطاب وفن الكلام، ولا أهمية الحقائق من خلال ما يجري في ديار السودان وفي نهاره من معاناة وصمود في كل الأحوال، فأما عن حزبهم الذين يدافعون عنه بمناسبة وبدون مناسبة، من الواضح أنهم لا يدرون عن ما تدور من مشاجرات ومشاحنات في أوساط قياداتهم والذين يتشاجرون ليلاً ونهاراً كالأطفال. إذا كانوا يعلمون ما يدور في دواخلهم ويحاولون تغطيتها بالتعدي على الآخرين هذه مسألة تشبه كما يقول المثل "أنت تجلس في بيت من الزجاج وتقذف الآخرين بالحجارة" وإذا كانوا لا يعلمون ونعتقد أنهم لا يعلمون فعلاً لأنهم يتحدثون ويدافعون عن شيء غير موجود فان ما يصدر منهم تعبر عن أزمة عميقة، تحول إلى مأساة مع مرور الزمن. هذا كان حالهم دائماً، إن قيادات الحزب القومي المسمى بالمتحد تحسبهم جميعاً ولكن قلوبهم شتى وهنا يجب علي قبل أن أعيدكم إلى جادة الطريق من خلال تصحيحي لكم لكل المعلومات والمفاهيم الخاطئة والمغلوطة والتي تستخدمونها بصورة مؤسفة عن قصد أو دون قصد، وتحشون أو حشوتكم بها رؤوسكم والتي لا شك أنكم في حوجة ماسة إليها، أن هناك حقائق ماثلة أمامنا في السودان والتي لا تخطئها أية عين وأصبحت نكات للتندر والتي أنتم بعيدون عنها وتغردون خارج أسرابها وهي حقائق كانت لا تجب أن تغيب عليكم، طالما أن حزبكم الذي تريدون الدفاع عنه بشتم الآخرين وقمعهم حتى السكوت وكأنكم لا تعلمون ما يدور في ما تسمونه بالحزب القومي المتحد الذي تمثلونه في الخارج فهو حزب غير موجود في الواقع العملي، كمؤسسات وبرنامج فكري وسياسي مثبت في وثائق يمكن للباحث الاتطلاع عليها كأدبيات، ولكنه شعار هلامي التفت حوله جماعة لا رأس لها ولا ذنب، تصيح من هنا وهناك، كما تفعل أنت يا توتو كوكو من أحراش نيروبي، وما يعزز أقوالنا هو ما رأيناه في الماضي وما نراه الآن أمامنا والذي أنتم في الخارج تجهلونه.
إن قيادات الحزب القومي التي تتحدثون عنهم وتسمونهم بقيادات النوبة وتتمسكون بهم كأنهم لا يعملون في مؤسسة أو تنظيم سياسي واحد، يحكم ذلك التنظيم مؤسسات سياسية ومراتب مهام تفصيلية، تنظم أداءهم وتضبط سلوكهم، وهي دائماً تكون مؤسسة على الثوابت الإستراتيجية، والأخلاق المهني، ولكن يشعر المتتبع للحزب القومي المتحد وقياداته كأنهم يجلسون في البارات أو بالتسمية السودانية "الأندايات" ويعاقرون خمراً في هدوء، ثم ما إن شحشحت رؤوسهم الخفيفة سرعان ما تجدهم ومن دون مقدمات، يدخلون في معارك ضارية، عنيفة تعبر عن غبن دفين دون أسباب، يستخدمون فيها البيانات الصاروخية المدوية، تطيح برؤوس بعضهم البعض، تأخذ أشكالاً مختلفة، منها الاقصاءات والاقالات الفردية والجماعية، ثم تراهم بعد لحظات يعودون إلى صوابهم المؤقت، بظهور قيادات جديدة، بأسماء جديدة لمنابر مهجنة، تتلى أسماءها على الملأ، ثم تطبل لهم من هنا وهناك، وقبل أن تجلس تلك القيادات في كراسيها، يفاجئون الساحة بتفجير جديد عنيف، يعيد الجميع إلى المربع الأول وهكذا دواليك. أطاح فيلب غبوش بالآخرين في بيان صاروخي صارخ في الفترة الديمقراطية، ثم سرعان ما أطيح به هو الآخر في بيان مضاد خرج كالسهم، وفي هذه الأيام أطاح البروفيسور الأمين حمودة في بيان ببعض الرؤوس في حزبه القومي المتحد، وقبل أن يكمل تلاوة بيانه، عزل هو الآخر ببيان دفاعي أطلق عليه من مناوئيه كالكروز، هذا هو حزبكم الحزب القومي المتحد وهؤلاء هم قيادتكم أيها التوتو كوكو الكريم الذي لا تدري شيئاً.
قال توتو كوكو وفي تخمين غريب بأن الذين يتحدثون عن الأستاذ منير شيخ الدين/مدير وهم الأستاذ/سلطان سالم والأستاذ/ آدم إسماعيل يريدون تنصيبه زعيماً على جبال النوبة من خلال تلميعه ووصف الأستاذ/ منير شيخ الدين بعدم الأمانة وادعى بأنه يعرف الرجل جيداً. ومن هنا أقول لتوتو كوكو ومن شاركوه في هذه النقطة أنت لا تعرف الرجل إن كنت تعرفه لما تحدثت عنه بهذه التفاهة والسفاهة الذي يخلو تماماً من الأمانة والنكران ويجب أن تعلم بأن الأستاذ/ منير شيخ الدين لا يحتاج إلى تزكيتك أو مدح أمثالك وواضح أن منطلقك في هذا هو ذلك البيان الذي أصدره أزرق زكريا خريف في جدة بالمملكة العربية السعودية في عام 1997 في إطار تصفية حسابات شخصية بمعلومات كانت مصدرها من ضابط شرطة معاش طرد من الشرطة السودانية، لسوء السلوك، عندما وجد متلبساً وهو يبيع وثائق جنسيات بلده لأجنبيات في دولة مجاورة، بيان أزرق زكريا يتهم الأستاذ/ منير شيخ الدين بأنه حول أموال الحزب القومي السوداني وقتذاك وليس الحزب القومي المتحد، لمصلحته الخاصة وهو بيان نحتفظ به في أرشيفنا حتى يأتي يوم الحساب الذي تتحدث عنه وهو قريب بإذن الله يا توتو كوكو فأرجو أن تكون جاهزاً لكي تثبت لنا وأمثالك من الذي دفع تلك الأموال ولماذا وما هي المستندات التي بحوزتك؟ ارجوا أن تعود إلى السودان وأن لا تختفي في أحراش نيروبي بعد انفضاض المولد، كما أرجو أن أفيدك بأن تجربة الأستاذ/ منير شيخ الدين في السعودية قد صاغه في كتاب وهي 2004 صفحة وفي لمساته الأخيرة من الإصدار حتى يستطيع أمثالك إذا كنت من القارئين أن يعرفوا حقيقة ما جرى في تلك الفترة وللتاريخ، وأرجو أن نطمئنك بأن الحزب القومي الديمقراطي الذي أنت لا تعرفه هو حزب معروف وموجود في السودان بصورة عامة وفي جبال النوبة بصفة خاصة إذا شئت أم أبيت كما أن الحزب لا يريد تنصيب الأستاذ/ منير شيخ الدين على جبال النوبة فإنما يريد تنصيبه زعيماً على السودان، فأرجو أن تقع من طولك إذا لم يعجبك ذلك، كما أرجو أن أنبهك في هذه النقطة التي تعاملت معها بسذاجة "مصطلحاتكم المستخدمة في بيناتكم السياسية في الحزب القومي الحر" لم ولن يكن هناك زعيم لجبال النوبة المنطقة التي نعتبرها منطقة غير منسجمة في الأطر العرقية والدينية والسياسية والتاريخية، المسألة التي لا تفهمها على الإطلاق، فأما الحديث عن الزعماء أو الزعيم الأوحد لجبال النوبة في ظل هذه التعقيدات فهو حديث مردود.
أما فيما يختص بتعليق الأخ عبد الله التوم الذي بدا مهذباً وموضوعياً في حديثه والذي استند فيه جملة وتفصيلاً على علماء المادة في رده على الأستاذ/ آدم إسماعيل الاحيمر والذي يجب أن يعلم وفي الجانب الآخر هناك من العلماء أكثر مما استند عليهم يخالفونهم الرأي والذي ليس هذا هو مجال سردهم، كنت أرى على أن يتوغل عبد الله قليلاً بنفسه باحثاً في هذا المجال الذي يعتبر من المجالات الجدلية في السودان لعله يأتينا منه بالخبر اليقين. فأما عن جزمه بأن ما يكتب هو تلميع لشخصية الأستاذ/ منير شيخ الدين ومحاولات استقطاب للحزب القومي الديمقراطي، هو حديث مردود وغير أمين وخاصة عندما نعود كذلك إلى أرشيفنا، نجد أن الأخ عبد الله التوم ومجموعته في ليبيا هم أول من أصدرت بياناً ضد الحزب القومي الديمقراطي ورئيسه الأستاذ/ منير شيخ الدين، وذلك في نوفمبر عام 1999 بالإضافة إلى أن الأخ عبد الله التوم يعرف أكثر من غيره ومن خلال أدبياتنا التي قرأها مراراً وتكراراً مضافاً إلى لقاءه المطول برئيس الحزب عندما كان في زيارته لطرابلس وفي فندقه بالواحات، أن الحزب لا يهرول إلى الاستقطاب وهو مبدأ لا نريد تكراره ولكن الأخ عبد الله التوم ظهر بما لا يدع مجالاً للشك هو رجل معادي للحزب القومي الديمقراطي دون مبررات ولا يجد مجالاً إلا ويتشكك في نواياه وبرنامجه السياسي وتوجهات قيادته.
قبل الختام، يخلص المرء يا توتو كوكو ليزو ومن خلال مصطلحاتكم القبيحة أنكم مخلوقات لا تؤمن بالديمقراطية ولا بحرية التعبير ولا بالرأي الآخر، وفي سياق ما يجري من ترتيبات في الساحة الدولية والإقليمية في إطار العولمة والتي تدفع بقوة وفي اتجاه واحد لتطبيق هذه القيم، نراكم وكأنكم تعيشون في كوكب آخر، تخاطبون فيه كائنات مختلفة عن كائنات الأرض ولكن ما هو واضح في الحزب القومي المتحد أن حزبكم قد دخل في الموت السريري بعد تفويضكم للحركة الشعبية لتحرير السودان والتي نحن نقدرها ونحترم نضالها الطويل والحركة تنظيم تسمى بالحركة الشعبية لتحرير السودان وليس بالحزب القومي المتحد، ومن خلال بياناتكم يكتشف المرء جلياً أنكم تخشون من الحزب القومي الديمقراطي من أن يوقع على شهادة وفاة حزبكم المزعوم وهي شهادة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع عليها وإلا لماذا لا تنشغلون بالأحزاب الأخرى التي هي في الساحة السياسية السودانية. عبد الله إدريس توتو عضو المكتب السياسي للحزب القومي الديمقراطي الخرطوم بحري 12/12/2003 السودان
|
|
|
|
|
|