|
أنتصر الشعب الفلسطيني بصموده الأسطوري بقلم/طارق أبو محيسن
|
بقلم/طارق أبو محيسن عضو قيادة إقليم فتح - جمهورية مصر العربية واحد وخمسون يوما مرت على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهم يتصدون بصدورهم العارية لقذائف الدبابات، وصواريخ الطائرات، وقذائف الزوارق البحرية. عدوان صهيوني غاشم من البر والبحر والجو على مدنيين عزل، وأطفال رُضع، وشيوخ رُكع، أوقع بينهم أكثر من ألفين ومئة وخمسين شهيدا، وما يُقارب أحد عشر ألف جريحا، لا حول لهم ولا قوة، والعالم كله يراقب وحشية ألة القتل الإسرائيلية دون أن يُحرك ساكنا، بل ومنهم من ساوى بين الضحية والجلاد، كالولايات المتحدة الأمريكية التي إعتبرت إسرائيل مدافعا عن النفس، والمدنيين العُزل معتدون !! لقد سطر أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أروع ملحمة في الصبر والصمود، وإحتضانهم للمقاومة الباسلة والإلتفاف حولها، لتحقيق النصر. وبحكمة سيادة الرئيس القائد محمود عباس أبو مازن وبجهود سيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجهود الحكومة المصرية، توجت إرادة الشعب الفلسطيني بنصر مؤزر، لقادتنا السياسيين على طاولة المفاوضات، ولقادتنا العسكريين في الميدان. نعم أنتصر شعب الجبارين، حيث تقهقر جيش الإحتلال من غزة هاشم دون أن يحققق أهدافه المعلنه بردع المقاومة الباسلة، وتدمير الأنفاق، وفشل في تحقيق أهدافه غير المعلنة (القضاء على وحدة الشعب الفلسطيني) والتي كانت السبب الحقيقي في شن العدوان وإرتكاب أفضع الجرائم الدولية بحق المدنيين. ومن نتائج هذا العدوان عزلة دولية لدولة الإحتلال وإدانتها من أعضاء المجتمع الدولي بإنها دولة إرهاب، وأدرك العالم أن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط لا يكون إلا بجلاء الإحتلال عن أرض فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير. والأن وشعبنا يلملم جراحه أدرك أن الوحدة هي طريق التحرير، فإن لم نحمي أنفسنا فلم نجد من يحمينا، وعلينا أن لا نلتفت للوراء ولا نلقي بالا للمتباكين على الشهداء الذين قدموا أرواحهم على مذبح الحرية، فلو كان هؤلاء المتباكون صادقون النوايا، أين كانوا وفي كل يوم تقتل إسرائيل مئة شهيد، ألم يسمعوا عن مجزرة الشجاعية، ومجزرة رفح، وغيرها من المجازر التي فاقت في وحشيتها ما حصل في يوغسلافيا السابقة وروندا!! فهذه الدماء الزكية التي روت أرض فلسطين من رفح جراد حتى جنين جراد ، أمانة في أعناقنا، ولعنة تطارد كل من يفرط بها أو يسعى لتحقيق مآرب حزبية أو شخصية، فهذه الدماء سالت ثمنا للحرية والإستقلال، علينا أن نحافظ عليها، ونُكرم شهدائنا بالوفاء لهم. وبهذا أتمنى من أبناء شعبنا العظيم أن يستمروا في الوحدة، ولا ندع مجالا للمشككين والمتصيدين في المياه العكره، حتى نحقق حلمنا الذي بدأه الأب القائد الخالد فينا ياسر عرفات أبو عمار للوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل لجرحانا البواسل ، والنصر لشعبنا العظيم.
|
|
|
|
|
|