أنا... بالحرية في أذى! بقلم هاشم كرار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 06:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-21-2015, 06:45 PM

هاشم كرار
<aهاشم كرار
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 68

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا... بالحرية في أذى! بقلم هاشم كرار



    الإنسانُ، هو المخلوق الوحيد- في ظني- الذي يعيش بين الذكرى والخيال، وليس هنالك من نوعه، من يعيش في اللحظة الحاضرة، إلا بشق أنفاس الروح بالسير والسرى، إلى مقام عظيم.

    الإنفلاتُ من التذكر، مستحيل.. وكذا التفلت من الخيال.

    أتحداك.. جرب الآن، أيا من الإثنين، وإن إنفلت أو تفلت ( إبقى قابلني)!

    لو كنتُ أنا حيوانا، أو نبايتا، أو جمادا، لكنتُ قد أدركت ما إذا كانت هذه الكائنات- مثل الإنسان- تتأرجح في لحظتها الحاضرة، بين الماضي والمستقبل.

    الذكرياتُ والأخيلة نعمتان ونقمتان. منهما معا مايفرحُ، ومنهما مايكدرُ النفس والفؤاد والروح ويوخز الضمير. جرّب الآن أن تتذكر مايشرح قلبك، ويرقص نفسك، ويجعل روحك تصفق كطفل، ويريح ضميرك.. وجرب العكس تماما، لتروح في هم وغم.. وإفعل مافعلت مع الذكرى، بالخيال.!

    الخيال نعمة. قلتُ بيني وبين- نفسي ذات يوم:" أنا أتخيّل، إذن أنا اعيشُ في المستقبل". قلت ماقلتُ ورحت أكافئ النفس على هذه الجملة، بفنجان قهوة.. وأكافئها بسجارة من علبة دخاني، وبين دخان قهوتي وسجارتي، سر، وعشق، ورقصة باليه، تلوى وتمزج- حد الغياب- جسدين في الأعالي!

    تخيّلتُ... تخيلتُ أنني أفكر كما أريدُ، وأقولُ بما أفكرُ، وأعمل بما أقولُ .. وكل تفكيري وقولي وعملي إحسان بالإنسان والكائنات طُرا.

    تخيّلتُ أنني حر، في مجتمع حر، في دولة حرة.

    تلك هى الحرية، في تمام أناقتها وفتنتها. تلك هى الحرية التي يتصبّاها البشر، منذ أول إنسان فكر فيها، إلى يوم آخر إنسان مقموعا في زنزانة، لأنه فكر فيها- هكذا تفكير- حتى في الدول التي تتغنى الآن بالحرية، وتقيم لها تمثالا.. هومجرد تمثال من التماثيل!

    تخيلتُ ماتخيلتُ، فتخيلتُ نفسي مقبوضا علىّ، مرميا مصفدا بالأغلال في زنزانة ضيّقة.. رطبة وعفنة ومقمّلة.. وتخيلتُ، السجّان يمر علىّ من وقت لآخر، يسبني بأقذع الألفاظ، ويجلدني جلدا، وتخيلتُ الحاكم في قصر الشعب، بين زمرته والزباينة، يقول نكتة سمجة عني، ويضحك.. وهّم في بلاهة فجة، يموتون من الضحك!

    الخيالُ، هو إذن نقمة، كما هو نعمة.

    أجملُ مافي الإنسان الإنسان- إلى جانب روحه السوية ووجدانه العامر بالمحبة وضميره الأبيض- أنه مثل الكائنات التي تستطيع الفرار: الفرار من الألم

    حاولتُ الفرارسريعا- من الزنزانة والقمل والسجان والشتائم المقذعة والسيطان والحاكم الذي يقول عني نكتة سمجة، يضحك..والتنابلة يموتون من الضحك- إلى ما لا يؤذيني ولا يؤلمني- حاولتُ الفرار إلى.. إلى رحم أمي!

    حاولتُ، وحاولتُ...

    فشلتُ.. وبكيت من فشلي، بكيتُ.

    أيها الناس: رحمان فقط تفرون إليهما، فرارا من كل أذى السلاطين والسجانين والزنانين والسياط والتنابلة المصفقين، والمشانق: رحم الأم ورحم الأرض.. الأول، الرجعة إليه مستحيلة.. والثاني، ليس منه من فرار، في الإتجاه المعاكس، حين تغرغرُ الروحُ في الحلقوم!

    أيها الناس: إلى أن يضمكم رحم الأرض، أنتم من أذى إلى أذى، فأكثروا من الإستغفار يرحمكم- فقط- من في السماء!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de