|
أمينة النقاش: الحبيب الإمام لم يخطيء العنوان بقلم عبد الله علي إبراهيم
|
08:39 PM Jun, 01 2015 سودانيز اون لاين عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أخذت الأستاذة أمينة النقاش في جريدة الأهالي، لسان حال حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، مآخذ جدية على الرسالة التي وجهها السيد الحبيب الإمام الصادق المهدي، باسم جماعة الأنصار وحزب الأمة السوداني، إلى الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي يلتمس منه ألا تكون عقوبة الإعدام مما سيوقع على قادة الإخوان المسلمين في المحاكمات التي يقفون أمامها منذ حين. فرأت النقاش أن التماس الحبيب سابق لأوانه. فأوراق الحكم بالإعدام ما تزال أمام المفتي. وحتى لو صادق عليها فحق النقض مكفول للمحكومين من فوق مستويات أخرى من التقاضي. وبدا لي أن النقاش لم تتفهم ما وراء عجلة الحبيب في الأمر. فهو يصدر عن مبدئية ألا قتل في السياسة لأن القتل لها قتل لها نفسها. ونجد، في الجانب الآخر، النقاش إجرائية تطلب من الحبيب أن يصبر فلربما أسفر الأمر عن إعدامهم وقد لا يسفر. ويستغرب المرء لذي سابقة معلومة في النضال السياسي مثل النقاش تقبل بالتصفية الجسدية السياسة نهجاً لأي حكم. بل إقشعرت نفسي وهي تعفي السيسي مقدماً من مغبة إعدام الإخوان، متى فعل، باسترجاع كلمة له قال فيها إن أمر الأخوان ليس بيده بل بيد "الشعب المصري". ولا أعرف كيف لم يُسقِم هذا القول الرديد، بمكره الشعبوي، النقاش. فالحبيب، الذي تكسرت نصال الإعدام على جسده الثمانيني، رغب من السيسي إلا يكون الإعدام عقوبة سياسية بينما ترجيء هي الأمر: فعسى أن يسفر وعسى ألا يسفر. لا أعرف إن كانت النقاش قد تحرت المغازي العصيبة التي جاءت في معرض ردها على الحبيب. فبعض قولها داخل في فقه الجنوسايد من أوسع أبوابه. فذكرت في معرض إرتضائها بالإعدام كعقوبة سياسية أن الأخوان ولدوا بعيب "خَلقي" إرهابي لم ينكشف للناس الغافلين إلا بعد توليتهم الحكم. سنتجاوز عن حقيقة أن إرهاب الإخوان من المعلوم بالضرورة تاريخياً في السياسة المصرية. ودفعوا ثمنه نقصاً في الأنفس والثمرات. ولكن القول بإهدار دم جماعة ما لأنها قد ولدت بعاهة لا يطهرها منه إلا السيف فمن نذر الهلوكست. فقد كانت مثل هذه العقيدة هي التي هونت دم اليهود والغجر في ألمانيا النازية، والعرب في زنجبار، والتوتسي في رواندا، وأفارقة ناميبيا تحت الاستعمار الألماني، وقس على ذلك. فما بوسع المرء أن يصلح ذات نفسه إذا كان قد وُلد بما لا سبيل لإصلاحه. وهذه جبرية رغبت إلا تتبناها مناضلة صنعتها تغيير الناس والعالم. وتعرف النقاش جيداً أن مثل فقه العيب الخلقي الذي أجازته كان من وراء متاعب رفاق طريق يساريين كثيرين. فقد ساد في أوربا ما بعد الحرب العالمية الثانية أن بالشيوعيين "عيب خلقي" سياسياً متمكناً. فهم متى ما صار لهم الحكم بالانتخاب في الديمقراطيات الليبرالية كانت تلك الانتخابات الأخيرة في البلد. وسادوا طغاة بغاة بعد ذلك. ومن أفضل من كتب عن هذا التوقي الظالم الشيخ حسن الترابي في رسالته للدكتوراة في فرنسا. فعرض فيها لكيف أخلت فرنسا النواب الشيوعيين من برلمانها مرات ومرات خشية أن يفوزوا ويستبدوا بالأمر. بل توافرت للدكتور الفرصة بعد أشهر قليلة من الفراغ من الدفاع عن رسالته ليطبقها، نظراً وعملاً وبحذافيرها، في السودان في حادثة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في آخر 1965. ليس من عيب سابق في جماعة يحول دونها والانتخابات في نظام ديمقراطي ما استوفت شرط تكوين حزبها وفق الدستور. ومتى حللنا ذلك صادرنا حق الشعب في انتخاب من يشاء قبل مصادرة حق الجماعة المعنية. ومثل هذا التشخيص للجسد السياسي لجماعة ما إعتباطي لأنه مما يقوم به منافسها خصماً وحكماً. وبانت "سنانه" في الجزائر التي اختلس "سدنة" الليبرالية والتقدمية نصر الإسلاميين المعزز كما هو معروف. فأوغر صدور حتى راج القول إن الإسلاميين لن يصلوا إلى الحكم بصندوق الإقتراع أبدا. وعملت الحركة الإسلامية في السودان بهذه العقيدة فدبرت انقلاب 1989 الذي تأذت منه أول ما تأذت. والباقي تاريخ يروى. لم يخطيء الحبيب في عنونة رسالته. لم يقل الحبيب ألا يُقتَل الإسلاميون لأنه راض عن ممارستهم. وليس هو جهة تقويم كسبهم في مصر. وهذا لا يحتاج إلى بيان. فهو لم يزد أن قال: لا قتل في السياسة. ودون ذلك أحكام أشد. والسيسي عنوان هذه الرسالة الأوحد. فنسأل الله أن يستمع كمسلم مشغول بتصاريف السياسة الإسلامية، كما قرأنا له في رسالة أكاديمية من إنشائه، لنصح الحبيب ويتبع أحسنه. وبارك الله في الحبيب وأيده. أحدث المقالات
- ترتيبات لتغييب أهل الحق في استثمار أراضي النقع.. بيييييييع!! بقلم عثمان محمد حسن 05-31-15, 08:04 PM, عثمان محمد حسن
- إنتبهوا بدأ تنفيذ المخطط بقلم عمر الشريف 05-31-15, 07:59 PM, عمر الشريف
- يا وزير التعليم : أوقف فطور مراقبي الامتحانات بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 05-31-15, 07:54 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- قبل التنصيب بقلم *أ.علم الهدى أحمد عثمان 05-31-15, 07:51 PM, علم الهدى أحمد عثمان
- الفجيعة القادمة .... إهتمام بالتشكيل الوزاري وإهمال لقضايا السلام بقلم صلاح الباشا 05-31-15, 03:29 PM, صلاح الباشا
- الإنقاذ ويوم الزينة بقلم حسن احمد الحسن 05-31-15, 03:25 PM, حسن احمد الحسن
- ماذا يفعلون في أوربا؟ بقلم منعم سليمان عطرون 05-31-15, 03:13 PM, منعم سليمان عطرون
- اعادة اكتشاف الإنسان في الفكر الحديث (2) بقلم عماد البليك 05-31-15, 03:06 PM, عماد البليك
- فكرة الدمج ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-31-15, 03:02 PM, الطاهر ساتي
- مفكرة لندن (6): تيسير وأفكار وجدي ميرغني الألمعية بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 05-31-15, 07:44 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
- الامام علي ( ع ) والفقر بقلم صافي الياسري 05-31-15, 07:33 AM, صافي الياسري
- تراتبية الهندي بقلم محمد عبد الرحمن 05-31-15, 05:45 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- دموع في عيون (قاسية)!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-31-15, 05:26 AM, صلاح الدين عووضة
- دعم المقاومة الايرانية لجم للنفوذ الايراني في المنطقة بقلم منى سالم الجبوري 05-31-15, 05:24 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- إيران ومعركة الرمادي.. من أجل من؟! بقلم وائل حسن جعفر 05-31-15, 05:21 AM, وائل حسن جعفر
- سددوا وقاربوا وأبشروا بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 05-31-15, 05:20 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- الحق، لم يعد للصمت عُشاق بقلم من المغرب كتب : مصطفى منيغ 05-31-15, 05:19 AM, مصطفى منيغ
- دولة دارفور 2017 بقلم أدم محمد أدم، سان فرانسيسكو 05-31-15, 05:17 AM, أدم محمد أدم
- بماذا يكافئ المجرم عمر البشير زميله المجرم موسي هلال هذه المرة؟ بقلم محمد نور عودو 05-31-15, 04:35 AM, محمد نور عودو
- هذا عن الفيفا وماذا عن الإتحاد السوداني لكرة القدم !!! ؟ بقلم محمد بحرالدين إدريس 05-31-15, 04:33 AM, محمد بحر الدين ادريس
- عبد الخالق: حتى لو كان غضبة الهبباي عملاً سياسياً فهو لم يتخذ أبغض وسيلة له بقلم عبدالله علي إبرا 05-31-15, 04:31 AM, عبدالله علي إبراهيم
- التجارة العادلة Fair Traiding بقلم نورالدين مدني 05-31-15, 04:27 AM, نور الدين مدني
- محاكمة دونكيشوتية بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك 05-31-15, 04:25 AM, حسن العاصي
|
|
|
|
|
|