|
أمطار العذاب قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتي
|
05:51 AM Oct, 11 2015 سودانيز اون لاين هلال زاهر الساداتى- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الطبيعة لا تبخل فقد أودع فيها الخالق سر العطاء والنماء مما تفيضه علي الارض من ماء دافق ينبت به الزرع والثمرات قوتا" للناس والحيوان وزينة للبصر من شجر أخضر وزهر وورد زاهي الالوان البهيجة والرائحة العطرة التي تسعد الأنوف وتطيب للشم ، وكل هذه النعم كانت مكفولة بقعة جميلة من ارض السودان هي جبال النوبة كانت التي ترقد وتصحو آمنة مطمئنة في حضن الطبيعة الرائعة يهدهدهم السلام وينام اهلها ويستيقظون يملأ جوانحهم البشر ويزين ثغورهم اسنانهم البيضاء الوضاءة علامة علي الرضا بما قسم الله لهم من حظوظ ، وعاش في قرية في تلك الجبال المزارع كوكو تية مع زوجته رضية وابنتهما الرضيعة التي انجباها بعد عدة سنوات من زواجهما واختارا لها اسم بخيتة ، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وحال الدنيا متقلب ، فقد نما الي اسماع اهل القرية ان هناك قتال محتدم بين قوات الحكومة والثوار المنتمين للحركة الشعبية لتحرير السودان وان الحكومة استعانت بقوات من المرتزقة يسميهم الناس الجنجويد فاقوا المثل في الوحشية والهمجية ، فهم يقتلون بلا تمييز بين الرجال والاطفال والشيوخ ويغتصبون النساء وتلميذات المدارس ويحرقون البيوت ،وبينما هم يستأسدون علي المدنيين العزل الأبرياء يفرون في مواجهة قوات ثوار الحركة الشعبية مما ارغم الحكومة الي اللجوءلاستخدام الطيران في الحرب لشن غارات علي القري والاماكن الآهلة بالسكان وتدمير ما عليها من مساكن ومدارس ومستشفيات ومساجد وابادة الزرع والضرع ، وكان الأهالي يهرعون الي الكهوف (الكراكير ) للاختباء والوقاية من القنابل والبراميل المتفجرة التي ترميها الطائرات من الجو ، ومن لا يسرع في الفرار تصيبه شظايا المتفجرات التي ينفجر بعضها في الجو و تتناثر محتوياتها من قنابل صغيرة في مساحة كبيرة ، وهذا النوع من القنابل محرم دوليا" استعمالها في الحروب . وفي يوم حلقت طائرة فوق قرية كوكو وقذفت قنابل احرقت نيرانها كل ما كان علي وجه الارض من اناس وحيوان ونبات واحالت كل شئ الي رماد ، ومن نجوا من البشر فقدوا حتي الذرة التي يتقوتون بها ، واضطرهم الجوع الي اتخاذ ورق الشجر طعاما" من الادغال القريبة من القرية ، ولم يستطيعوا الذهاب الي المدينة لأن عصابات الجنجويد سدت الطرق وقتلت كل من يحاول الدخول اليها ، وأودي الجوع بحياة الاطفال والمرضي وكبار السن ، واصاب الهزال والضعف الشديد المتبقي من سكان القرية . وفي ذات يوم كانت فيه السماء صافية بعد يومين كان المطرينزل فيها مدرارا" ظهرت في الافق طائرة وصارت في دقائق فوق القرية التي أعاد من تبقي من سكانها بناء ما يقيهم من الشمس والمطر باعواد الشجر والحشائش ، وفجأة بدأت الطائرة في قذف حمولتها من القنابل وكأنها امطار منهمرة من السماء وجري الناس الي ناحية الجبل ليحتموا داخل الكهوف ، وكانت رضية ترضع ابتها الرضيعة بخيتة ، فضمتها بقوة الي صدرها وجرت نحو الجبل ولكن اصابتها شظية قنبلة في عنقها وتفجر الدم ووقعت علي الأرض ممسكة باابنتها الي صدرها بقوة وهي تجود بانفاسها مفارقة الحياة ، وفم الرضيعة متشبث بثدي امها المخضب بالدم الذي ما زال ينزف . هلال زاهر الساداتي 11 2015110
أحدث المقالات
- الهامش مأزوم!!!وحدة الهامش تعني تفكيك المركز !!1 بقلم ادم ابكر عيسي 10-10-15, 08:34 PM, ادم ابكر عيسي
- العرب والاجانب وبوادر اصطدام في اوربا .. بقلم شوقي بدرى 10-10-15, 08:32 PM, شوقي بدرى
- تطلعات وأماني لـ السودان و السوداني بقلم نورالدين مدني 10-10-15, 08:30 PM, نور الدين مدني
- عندما تكون الانتفاضة خيار ا بلا حسابات سياسية بقلم سميح خلف 10-10-15, 08:29 PM, سميح خلف
- المكيدة الإخوانية الجديدة بقلم الفاضل عباس محمد علي- الشارقة 10-10-15, 07:40 PM, الفاضل عباس محمد علي
- أنا متشائم.. جداً جداً! بقلم عثمان محمد حسن 10-10-15, 07:37 PM, عثمان محمد حسن
- نفي رئاسي يناقض نفي تنظيمي بقلم د. فايز أبو شمالة 10-10-15, 06:28 PM, فايز أبو شمالة
- موسكو ... حيث فشلت طهران بقلم الياس حرفوش 10-10-15, 06:25 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (1) انتفاضة القدس الثانية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-10-15, 04:01 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- روح الضباب قصة قصيرة بقلم أحمد الخميسي 10-10-15, 03:59 PM, أحمد الخميسي
- الحوار كمال عمر.. لا نجاة لك اليوم بقلم البراق النذير الوراق 10-10-15, 03:56 PM, البراق النذير الوراق
- تهافُت المتهافتين من أجل السلطة فوق جماجم الشعب بقلم عاطف نواى 10-10-15, 03:54 PM, عاطف نواى
- جهاز الأمن يخطفني لمدة (5) ساعات،، ومسدسي ينقذني بقلم جمال السراج 10-10-15, 03:52 PM, جمال السراج
- الحوار الغلب شيخو بقلم حماد صالح 10-10-15, 03:49 PM, حماد صالح
- مواقف ومخاوف أبناء الهامش .. مشروعة ولكن .. بقلم عادل شالوكا 10-10-15, 02:24 PM, عادل شالوكا
- (غاء) غنم !! بقلم صلاح الدين عووضة 10-10-15, 02:20 PM, صلاح الدين عووضة
- آخر المطاف..اليوم الحاسم! بقلم عثمان ميرغني 10-10-15, 02:18 PM, عثمان ميرغني
- متى نستكمل الحوار المنقوص؟ بقلم الطيب مصطفى 10-10-15, 02:16 PM, الطيب مصطفى
- غرفة حامد ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-10-15, 02:14 PM, الطاهر ساتي
- مستقبل الكيان الصهيوني إلى الزوال بقلم د. غازي حسين 10-10-15, 06:12 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- الحوار والحواريون الكذبة!! بقلم حيدراحمد خيرالله 10-10-15, 06:09 AM, حيدر احمد خيرالله
- الولايات المتحدة لا يمكنها التنصل من المسؤولية بقلم نقولا ناصر* 10-10-15, 06:07 AM, نقولا ناصر
- آخر نكتة (المؤتمر الوطني يحاور المؤتمر الوطني)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 10-10-15, 06:05 AM, فيصل الدابي المحامي
- ديموقراطية مصر الحديثة المزمعة تحرم الراقصة سما المصري وتحارب حزب النور السلفي وتشتطرت كشف النقاب لل 10-10-15, 00:20 AM, عثمان الوجيه
- مع قبايل العيد بقلم عبدالله علقم 10-10-15, 00:16 AM, عبدالله علقم
- كيفيه انجاح مؤتمر الحوار الوطني بقلم د. محمد الطيب 10-10-15, 00:15 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- البشير عمر المشير والوثبة من الشجرة إلى القلعة بقلم أكرم محمد زكي 10-10-15, 00:13 AM, اكرم محمد زكى
- خطيئة النظام الكبرى هذا الجيل المربوك عقائدياً بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 10-09-15, 11:36 PM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
- وإنتكس حوار السودانيين ولا عزاء ! بقلم د. على حمد إبراهيم 10-09-15, 11:33 PM, على حمد إبراهيم
- رعاية المواهب والمسؤولية التربوية بقلم نور الدين مدني 10-09-15, 11:31 PM, نور الدين مدني
- الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....6 بقلم محمد الحنفي 10-09-15, 11:29 PM, محمد الحنفي
- لقد أفسد عصام البشير الرئيس عمر البشير ! 2 بقلم عثمان الطاهر المجمر طه 10-09-15, 11:27 PM, عثمان الطاهر المجمر طه
|
|
|
|
|
|