ألا موت يباع فأشتريه! بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2018, 06:30 PM

عبد السلام كامل عبد السلام
<aعبد السلام كامل عبد السلام
تاريخ التسجيل: 03-31-2014
مجموع المشاركات: 40

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ألا موت يباع فأشتريه! بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف

    05:30 PM January, 06 2018

    سودانيز اون لاين
    عبد السلام كامل عبد السلام-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    البارحة صباحا ، وأنا أتأهب للدخول لشراء الخضراوات من سوق بحري الكبير سمعت ستينيا يقول بصوت واضح لصاحب البطيخ ،وقد فوجئ بسعره الخيالي مع أن الفصل شتاء:
    ألا موت يباع فأشتريه!!
    فوجدت نفسي أتمم البيت قائلا :
    ألاموت يباع فأشتريه فهذا العيش ما لا خير فيه
    ألا موت لذيذ الطعم يأتي يخلصني من العيش الكريه
    إذا أبصرت قبرا من بعيد وددت لو انني مما يليه
    ألا رحم المهيمن نفس حرٍّ تصدّق بالوفاة على أخيه
    ثم تذكرت أن هذا البيت وما بعده قيل في العصر العباسي في دولة بني بويه،فقلت :ما أشبه الليلة بالبارحة! هذا القائل يتحدث عن حال مئات الآلاف إن لم يكونوا ملايين ممن نزلت عليهم السنة الجديدة بقضها وقضيضها بما يأتي بالاستسلام وتمني الموت ولو شراءً..ولكنني أتيت إلى الرجل قائلا: من الذي يتفضل عليك بالموت ولو شراءً؟ هل تجهزت للموت بشراء الكفن؟ الكفن قبل عام كامل كان بمائة وثمانين جنيها ..لا أدرى كم هو الآن..هل تركت خمسمائة جنيه للحفارين لقبرك ؟ الآن لا يعرف أبناؤنا كيفية حفر القبور وتركوها للمرتزقين بحفرها .. ونظرت إلى الرجل وهو ترتسم في وجهة بسمة بلهاء.. لا يحير جوابا..تذكرت أنني قرأت في أقوال الصحف الصادرة أمس عنوانا يقول :بشريات للمعاشيين في العام الجديد ، أو شيء من هذا القبيل .. ما هذه البشريات يا ترى ؟ زيادة مائة أومائتي جنيه للمعاش المتهالك ..هذا المبلغ فقط لا يساوي شيئا أمام الرغيفة التي صارت تعادل جنيها كاملا ولا تكفي لطفل في عامه السادس؟؟ تذكرت قول الله تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام مخاطبا الملائكة الذين يبشرونه بالإنجاب من زوحه العاقر إذ كانت شابة ، وهم يأتونه بعد أن أسنّ كلاهما :" أبشرتموني على أن مسّني الكبر فبم تبشرون؟ " هل هذه الزيادة لمقابلة أمراض الشيخوخة أم لشراء الكهرباء أو البوتاجاز أو الخضراوات؟ لا أريد الاسترسال أكثر في تكاليف الحياة المتزايدة ولكن!
    عنوان آخر استوقفني يقول إن محكمة واحدة وصلت فيها حالات الطلاق إلى 650 ألف حالة!! ربما أخطأت الصحيفة في إيراد الرقم وكن لا بد أن السبب هو فقط ضيق الشباب بالمعيشة والزيادة المليارية في نفقات المعيشة والزيادة الحلزونية في المرتبات..(الحلزون هو أبطأ الكائنات في العالم سرعة )..ربما هربوا من تحمل المسؤولية أو هجروا بلادهم ذاتها ..ولكن اضطرت نساؤهم لطلب الطلاق ونلنه..
    تجولت قليلا بين المحلات واستوقفني منظر قطع قليلات من القريب فروت ،فقلت في نفسي :لماذا لا أشتريها فلا بد أن صاحبها قد ضجر منها ،فاتجهت إليه :كم سعرها قال: هي بأربعين جنيها ولكني سئمت وأبيعها فقط بخمسة وعشرين جنيها لأرجع للمنزل ..أردت المفاوضة قليلا ولكنه قام من مكانه وجاء إليّ هامسا في أذني: أنا بالمناسبة (السعيدة )خريج جامعة الخرطوم منذ العام 1990 من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحاربتني الحكومة في بحثي عن عمل ، ف(هربت) من السودان إلى الخارج لتسعة عشر عاما ، لأعود ظانّا أن الحال تغيّر ولكن أنت ترى كما أرى !! لا جديد سوى التضييق على الناس في معاشهم الحلال ليجبروهم على الإذعان والرضوخ والإلهاء بمتطلبات العيش المتكاثرة و(هضربة )وزراء القطاع الاقتصادي عن مزيد من الضغوط ....
    لاتزال دموع أحد من كانوا معي في التلفزيون القومي تخترق ضلوعي وهو يبكي بسبب الإهمال الذي لاقاه من إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومن المدير الهندسي الذي يعلم أن هذا الموظف مصاب بالسكري وأن مسمارا اخترق رجله وهو يؤدي واجبه في غرفة الأرشفة،ولكنه لأنه مذعن ويعلم أن وجوده غير قانوني لأنه لا يدخل فيمن ولدوا عام 1955 ،ويُفترض أن يذهب للتقاعد فيقول للمدير الذي وجد نفسه محتلا وظيفة ومنصبا لا يناسبه علما ولا إدارة ولا فهما.. وكلاهما يخاف على منصبه الذي ليس له أهلا.. يقول له إن إصابته ليست إصابة عمل ولهذا فالإدارة ليست مسؤولة عنه ،فيجد نفسه طريح الفراش لأربعة أشهر كاملة ..لا يجد من يمد له يد العون إلا من دراهم معدودة من زملائه الذين يعانون مثله ..حكى لي عن المصور الذي أفنى شبابه خلف الكاميرات ثم يجد نفسه في الناية المركزة للا عون من هذه الإدارة المنشغلة بتدبيج اللقاءات التي تلمع للوزراء والذين لا يحسون بآلام الموظفين والعمال والشعب عموما ،ولا يعرفون كم هي الحيل التي يصنعونها لكي يقضوا حيواتهم ..
    ليت السموأل خلف الله القريش كان لا يزال مديرا ،ولكنه آثر أن يترك المنصب الذي يطمح إليه الكثيرون لأنه مأكلة ومفسدة ومكان للإذعان ونسيان هموم العاملين فتقدم شجاعا بالاستقالة!!
    لا أدري ولكن كل ما أعلم أنه إن لم يصِرِ الوزراء والنواب النائمون في البرلمان والولاة الذين وصل عددهم لأكثر من ربع المائة وكل الطاقم الدستوري في مستوى الشعب ..يأخذون كمثلما يأخذ المواطن البسيط المطحون وإن لم تجبر الحكومة شياطين السوق وتضعهم في الأغلال المصفدة لإعادة الحال إلى أقل تقدير قبل عشرة أعوام، فلن ننتظر إلا قبورنا التي ستحفر بالبلدوزرات ..
    ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد..

    عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
    mailto:[email protected]@GMAIL.COM
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de