أقصوصة واقعية من الخيال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 04:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-13-2004, 01:08 AM

محمد أحمد إبراهيم-الرياض


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أقصوصة واقعية من الخيال

    الحـــافلة (1)
    أقصوصة واقعية من الخيال

    الكمساري يمسك بين أصابع يده اليسرى على عملات ورقية مهترئة على هيئة الحرف (يو) ويده الأخرى ممسكة بأعلى الباب المفتوح نصفه لدخول المزيد من الركاب ... ولتمويه رجال المرور بأن القانون متبع ...
    السائق يمسك بيده اليمنى على الدريكسون مستخدما ثلاثة أصابع ... وبأصبعين يمسك سيجارة غير مشتعلة .. يده اليسرى تخرج عبر النافذة ... لتمرير السيارات المتعجلة وللإشارة بها على زملائه من سائقي الحافلات الأخرى ... أعلى السائق على السقف كتبت عبارة (ما شاء الله) بجوارها عين منغرس في وسطها سهم خوفا من عين حاسد إذا حسد ...
    مضت عدة دقائق بدأ بعدها الكمساري (يطقطق) للركاب مبتدئاً بالراكب الأول الذي يجلس علي يمين السائق .. .
    - اتنين ...
    ناوله المبلغ مشيرا إلى مكان الثاني ..
    - اسمع ... ما تديهو ..
    دار بعدها حوار بين الاثنين اعتاد الكمساري على سماعه
    - يا زول أقيف ... لا والله ... خلاص أنا حلفت ... كدي صلي على النبي
    - ألف على الحبيب
    ويحسم الكمساري الموقف بإرجاع الباقي ...
    ... يطقطق الكمساري بيده نحو شاب حدث دار في ذهنه أنه "طالب" تلك الكلمة التي يكرهها الكماسرة بقدر ما يكرهون كلمة "الباقي" فهناك عداء مستحكم بين الكماسرة والطلاب .. أو قل بين الطلاب والكماسرة ... فالعلاقة أشبه بـ "توم وجيري" كلاهما يحاول تحقيق نصر على الآخر والخروج بأقل خسائر من الصراع .
    - يللا يا أبو الشباب ...
    أخرج الشاب المبلغ وحشره في يد الكمساري المتحفز لمعركة محتملة ..

    - دا شنو دا ... جيب تاني مية جنيه ..
    - طالب ..
    - بطاقتك ..

    في تثاقل مقصود بدأ الشاب يبحث في ثنايا جيوبه عن البطاقة وأخرجها بعد مدة ودفعها للكمساري في تحدٍّ واضح .. . أخذ الكمساري يتمعن في البطاقة مع تقطيبة كبيرة على جبهته تنبئ عن تطورات الحدث القادم ...

    - البطاقة دي منتهية .. يللا أدينا حقنا ..
    - إنتا ما بتعرف تقرا وللا شنو .. ؟ شوف التاريخ كويس ..
    - بطاقتك دي منتهية يا حبيب ... أدينا حقنا ...
    - ما عندي ...

    وهنا انتبه بقية الركاب للحوار الدائر .... وشعر عدد كبير منهم أن الموضوع الآن بات يخصهم... ولا بد من تدخلٍ ما ...
    - يا ولدي ما قال ليك ما عندي ... ..
    قالتها المرأة التي تجلس في المقعد خلف الطالب بعد أن استفزها الحوار ..
    - يا حاجة أنا ما سألتك ...
    هذا الرد القاسي ... فتح شهية البقية للتدخل في الموضوع بعد أن شعروا بتطاول الكمساري على امرأة كبيرة في السن ..
    - يا زول انتا مالك لئيم كدا ؟
    وهنا ارتفعت الأصوات كل يدلي بدلوه .. منهم من شتم الكمساري ... ومنهم من شتم السائق .. وآخرون دخلوا في السياسة.. والبعض أخذ يعتذر "للحاجة" من صفاقة الكمساري ...
    الضجيج أيقظ رجل مسن يجلس بجوار الطالب ... كان قد نام بعد أن تحركت الحافلة مباشرة ... فتح عينيه ونظر عبر النافذة ...
    - يا ولد .... وصلنا السلاح الطبي ؟
    - لا يا حاج .. نحن في الكوبري ...
    قطع صوت الضجيج المرتفع سؤال السائق بعد أن نظر في المرآة المعلقة أمامه وخفض صوت المسجل ...
    - في شنو يا ولد ؟
    عادةً ما يأتي تدخل السائق عندما تصل الأمور إلى درجة أقرب إلى الانفجار ...
    - الزول دا ما عايز يدفع ...
    - طيب خلاص حا تسوي ليهو شنو يعني ... ؟
    لم تكن مداخلة السائق سوى تعبير عن غيظه من سلوك ذلك الطالب ...محاولا إظهار حياد مصطنع يحاول معه إعادة الهدوء إلى الركاب المتحفزين ...
    - مية مرّة قت ليك ما تعمل مشاكل مع الركاب ...
    العبارة الأخيرة هدأت الموقف قليلا ... وبدأت الأصوات تخفت ويعلو صوت الأغنية المنبعثة قسرا على رؤوس الركاب ...
    - نحن زاتو ما عارفين نلقاها من الطلبة وللا من ناس ....
    دمدم بعبارته غير المكتملة من خارج النافذة بصوت سمعه هو فقط .. خوفا من اشتعال الموقف من جديد .. وخوفا مما لا يحمد عقباه ..
    أخذ الكمساري "يخلص" من بقية الركاب ...
    - قروشك دي مشرطة يا عم ...
    - طيب أعمل ليك شنو ... أنا عاملا في بيتنا ...
    كان هذا مشروع "شكلة جديدة" وأده الكمساري باستلامه للورقة وإرجاع الباقي ...
    - السلاح الطبي ... نازل ؟
    قفز المسن كالملسوع عند سماعه لكلمة " السلاح الطبي" ...
    - أيوة ... أقيف هنا بالله ...
    - اسرع شوية يا حاج ...
    وقفت الحافلة لإنزال المسن ... ولكن كان لا يزال يبحث عن فردة مركوبه التي "زاغت " منه تحت المقاعد أثناء نومه ...
    - مشّينا يا حاج ... أخرتنا ...
    قالها الكمساري في ضجر واضح .... وهنا تطوع الجالسين أمام كرسي المسن وخلفه في عملية البحث عن "المركوب" والذي وجدوه أخيرا تحت الكرسي الرابع من الخلف ... لبسه المسن وهو يلعن الكمساري على عجلته ..
    - مستعجلين لاحقين شنو ... الله لا كسبكم ..
    لم يكترث الكمساري لسباب المسن فقد تعود أن يسمع يوميا عدد من الشتائم كما أنه اعتاد أن يوفر رصيده من المشاكل للطلاب ..
    يد السائق اليمين تعبث بداخل درج به أشرطة كاسيت اختار منها واحد بعد أن انتهت آخر أغنية في الشريط المفروض قسرا على الركاب منذ تحركهم من أول محطة ... قذف بالكاسيت في جوف جهاز التسجيل ... لحظة صمت جميلة افتقدها الركاب منذ صعودهم للحافلة ...
    - ووب أنا ود أمي ...
    انبعث صوت نسائي قوي من جهاز التسجيل ممزقا الصمت القصير الذي لم ينعم به الركاب طويلا ... وبقراءة سريعة لردة فعل الركاب بدا الانزعاج على غالبيتهم عدا الكمساري الذي أبدى "استمخاخا" واضحا ... وهو يردد مع المغنية مخرجا نصف جسده خارج الحافلة فاتحا أزرار القميص من الأعلى ...
    - بالله لو سمحت وطّي الصوت شوية ...
    قالها راكب يحمل جريدة ... كانت سماعة المسجل فوق رأسه تماما .. شاركه الضجر جاره الملتحي الذي اكتفى بالحوقلة ...
    - بالله دا غنا دا .. الله يمرضكم ياخ ...
    قالها راكب يجلس في آخر الحافلة ممسكا بنصف صحيفة رياضية اقتسمها مع راكب آخر يجلس بجواره ...

    يتبع ...























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de