تماشياً مع تفشي حالة الكذب و النفاق المسترسل لأهل السياسة و الذين يتطلب أكل عيشهم و البقاء في مواقع سلطاتهم و نفوذهم إنتاج الكثير من الترهات و الأراجيف ، فقد عمت حالة من إنعدام الثقة بين الناس على المستوى العام ، لتجد الهواجس في كل موقع تتخبط المتعاملين بالضرورة في شتى إتجاهات التعامل و التواصل ، كلٌ يدعوك لأن ( تعمل حسابك ) ، حتى صار البعض يتحدثون بما يملأ الأشداق عن الأخوان من صلب واحد يتقاضون أمام المحاكم ليس في ميراث ، بل في معاملات تجارية و مالية عادية بينهم ، و في رأيي تلك هي السمة الواصمة لعصرنا هذا ، لأن ما بُني على باطل فهو باطل ، فالكل يعلم أن المال العام أصبح منهبة لأصحاب المصالح و المفسدين ، و المستفيدون من هِبات السلطة مقابل الولاء و الطاعة العمياء ، و ليته كان ولاءاً حقيقياً ، إذ قبِع أهل الولاء الحقيقي للمنظور الفكري الحاكم ممن ما زالت في وجوههم مزعة لحم في بيوتهم ، و تركوها لأصحاب المواهب في التسلق و التطبيل و النفاق و قد عجزت سُبل عدم الحياء في ذواتهم عن مجاراة ما يحدث من فساد و إفساد و ظلم ، و ما زالت الدائرة تدور و الحزب الحاكم أظنه لا يعي على مستوى القائمين الحقيقيين على أمر ( تجويد ) علاقاته بعامة الناس ، أن السيل قبل بلغ أو تجاوز الزبى ، في مجالات لا يمكن معها تفعيل أدوات الدفع بالمنطق أو المهاترات الإعلامية أو حتى الخطب المرجفه و المهرجانات الهتافية ، فقد إنطفأت جذوة الإنبهار بالشعارات و المثل و القيِّم التي طالما تدثَّر بها وجه الظلم و الفساد و الإستحواذ على مقّدرات و ثروات و مصير هذ الوطن المأزوم ، و قد تبيَّن بالفعل مدى مقدرة هذا الشعب المارد على الصبر ، و على العاقلين أن يعلموا شيئاً عن ما سُمي ( بغضبة الحليم ) .. و قد أعجزت النزاعات و الحروب في أطراف مختلفه من أقاليم البلاد الناس عن ممارسة حياتهم الطبيعية السابقة على علاتها المعلومة ، و إندفعت أرتال من ذوي الحاجة الماسة إلى العاصمة و المدن تروم عيشاً خشناً فقط من أجل البقاء ، و غول الغلاء الفاحش و إنعدام الرؤية الإقتصادية المستقبلية لما يحدث في أمر تمرد الدولار و العملات الأجنبيه و إستقوائها على سياسات البنك المركزي و حليلته وزارة المالية ، و إنكفاء القائمين على أمر البلاد على الصرف المحموم لصالح بند الحرب و الأمن و المسرحيات السياسية التي تلهي الناس عن الثورة الحتمية ، و في ذات الوقت إتساع دائرة اليأس من هيكل المعارضة على شتى أصنافها و توجهاتها ناهيك عن وهمية فعالية برامجها و مخططاتها المتعلقة بتغيير النظام ، يظل المواطن البسيط المغلوب على أمره في لقمة عيشه و مسكنه و فاتورة تعليم أبنائة و رعايتهم الصحية ، واقعاً بين خياري الصمود الحكيم المؤقت و الثورة القادمة بلا شك إن إستمر أمر الحكومة كماهو فيما يتعلق بتبنيها و تقديمها لخيارات أخرى تسبق خيار إلتفاتها إلى هذا الشعب الكادح الموجوع معيشياً و سياسياً و إجتماعياً و ثقافياً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة