أعان إشتراكيوا الأمس، أيُعينُ مستثمروا اليوم؟ بقلم محجوب التجاني

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 03:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-14-2015, 06:01 PM

محجوب التجاني
<aمحجوب التجاني
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أعان إشتراكيوا الأمس، أيُعينُ مستثمروا اليوم؟ بقلم محجوب التجاني

    07:01 PM Aug, 14 2015
    سودانيز اون لاين
    محجوب التجاني-تنسى-الولايات المتحدة
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    إستثمار الإشتراكية
    أخرجت إشتراكية السوفيت روسيا القيصرية ومن إنضم لإتحادهم من التخلف والإقطاع والضيم؛ قدموا العون التنموي الميسر والعلم والخبرة والتأييد المعنوي لأهلهم، وعشرات الدول النامية في عصر الإستقلال والتحرر الوطني، وتخرج أبنآء الدول النامية نسآءا ورجالا من جامعات السوفيت آلاف العلمآء والأطبآء والخبرآء ليرفعوا هامة مجتمعاتهم المحرومة. وقاد السوفيت الإنسانية في علوم الطبيعة وتقنية الفضآء؛ وحالوا لثلاثة أرباع القرن دون تمتع المستعمر بالتحكم والتسيطر علي المستّضعَفين في الأرض. وهذه ملامحٌ بارزة من إستثمار الإشتراكية، نقيض الرأسمالية في بلدان إفريقيا وآسيا ووروبا وأمريكا اللاتينية، أبدع في وصفها مريدون.
    خلال الحرب الباردة، منتصف السبعينات، أعلن المفكر الغربي إيمانويل والاستين، قبيل إختفآء الإتحاد السوفيتي من خريطة العالم السياسية كأول دولة عالمية إشتراكية علمانية، أن النظام الدولي القآئم نظام رأسمالي واحد، فلا يوجد حقيقة عالم إشتراكي ونقيض رأسمالي. جعل السوفيت من الدولة أكبر تاجر وطني وأممي بدلا من القطاع الخاص. ولم يرَ أنهم صنعوا نظاما مغايرا للرأسمالية ما بلغوا؛ وأنهم بالدولة حققوا كفاية للعامة في العمل والتعليم، والصحة والتموين، والإسكان والتمدين، وفوآئض كبيرة في الزراعة والصناعة والتعدين، دفعت بهم للتقدم العلمي ومد العون لمن أراده.
    وعندما حان أجلها، والدوام للخالق الواحد، مَنْ له الكبريآء في الأرض والسموات العُلّي، إنغمس السوفيت أعواما منهكة في سباق التسلح الساقط. شُغلت إبّانها بيروقراطية الحزب عن شعبها الرابط، ووقعت في جحيم الحرب مع أفغان وشيشان، فأتي الإنفاق الضخم علي حق التصنيع ونصيب التقنية والتجديد، وجآء "الإصلاح المفتوح" بالبروسترايكا والقلاسنست متأخراً علي يد الدولة والحزب، وكان قورباتشوف، بطيئا، حذرا، غير جازم. انقلب السوفيت علي أنفسهم في تغيير ماحق: أطاحوا بالإشتراكية. إلتحقوا بالدول الرأسمالية، داروا في فلك أرباحها وأزماتها، وتجرعوا أرباحها ومشكلاتٍ لئيمة كانت تركيبتهم نقيضها. والسابقون اليوم - ولأمدٍ قادم - في نقلٍ مجهول، لا تهدأ فيه حمم التنافس. أفرزت إنتخابات ما بعد الأفول في روسيا سنداّ كافيا للرأسمال ونصفاً للشيوعيين؛ أضحي رفاق الأمس في شوق كئيبٍ لعود الماضي في ظرفٍ صعيب: حصار الغرب والجار القريب.
    وسياسة الروس اليوم لاهثة المصالح، مكروبة المبآدئ: ولعلها تأبي نهب الأخوان ذهب كردفان.
    بوجه عام، يبدو تطور الأزمة الإقتصادية والسياسية التي أودت بإشتراكية السوفيت تحقيقا لرؤية والاستين. علي أنه لأسبابٍ سياسية وإدارية – ما لمبادئ الإشتراكية – تساقط الزرع وعجز الصُنع. فتدهور معيار المعيشة لأغلبية الشعب من طبقات العاملين، نصير الدولة الرئيس: عيل صبرها وخاب فألها؛ فخرجت للشوارع تعارض بالملايين، تطلب الإصلاح والتغيير: تبآطا الساسة. وتآكلهم الصراع. فكتبوا بأيديهم خراب الإتحاد الذي كان قد أنجز الكثير. والدرس بّين في تجربة الإتحاد السوفيتي، أحد أعظم دولتين في القرن العشرين: لا يستقيمُ بنآءاً حُكمُ الأريب، حين يبقي الشعبُ في أمر مريب.

    إستثمار النقيض
    في الشرق، ترفع الصين أيديها رويدا رويدا عن الإشتراكية، جاعلة من دولتها رأسماليا مهتاجا، ينافس قلاع الرأسمالية الأمريكية واليابانية والأوروبية في كافة الأسواق: إتسع القطاع الصناعي في صين القرن العشرين؛ وتزايدت فرص طبقة وسطي جديدة بالتجارة والأعمال الخاصة في مقدم الحادي والعشرين: وهناك في الحيشان، بقي فلاحوا الصين، أغلبية السكان، علي حالهم، يحاكي بؤسهم سنين التاسع عشر. ما لمسكين في بيت الغِنّي أمر. وكما انطلقت بالتمدد الرأسمالي واغتنت، تجتاز الصين أيضا أزمات التراكم الرأسمالي: تقلب الأسواق، ومعارك العملات، وتصريف الفوآئض، وهلم جرا. فهل يقوي التنين علي تربص القلاع الأوروبية به ومنافسة الأمريكيين وأحلافهم له، وفي رصيدهم قروناً من إدارة الصراع وتقنية التطوير؟ حسنا.
    هل إكتسبت الصين ثقة الأفارقة، وقد إحتكرت أسواقهم وبددت منتوجاتهم، لتبني إمبراطورية جديدة؟ تعفف الغرب عن إستثمار النفط إبان مذابح الأخوان للأهل في الحرب الأهلية؛ وكانت الصين أيامها تبني المصافي وتحرس الأنابيب. حصلت الصين علي أعلي نصيبٍ من نفط السودان. كم قرية عمّرت، ومدينة شيَدت، وحياة طيّبت للسودانيين في بانتيو وحفرة النحاس؟! ولا تسل عن إيران - تدفق "استثمارها" إرهابا ووعيدا للمعارضة السودانية، سلاحا وذخيرة لسحقها بأيدي "إسلاميها" - ذبح النياق. وما تلك التي ضاعفت أرباحها، تستثمر الإفقار، إستعمارا حديثا بأوسع نطاق؟
    في المنطقة العربية والإفريقية، لم تدم دولة إشتراكية علمانية واحدة طويلا كما عمر السوفيت. ومع ضعف البنية التحتية والصناعية والإنتاجية الزراعية، تكالبت زعامة الفرد مراتٍ كثيرة بصحبة البيروقراطية وكبت الحريات الجماهيرية، معظم الحالات. في السودان ومصر والجزآئر وغيرهم، قضت السلطات علي ما أفلحته التجربة الوليدة من بدايات إشتراكية، وأجهضت دورالقوي الشعبية في التحضير والتطوير، فاتحة الطريق للديكتاتورية، أيا كان نوعها، لقبض الرأي وإسكات الخصيم ومنع التغيير.

    وتخريب النقابة
    عاث القهر فسادا في تنظيم النقابة بتحشر الوزرآء والإداريين في شأن العمال والمهنيين. ولتنظر، برّبك، ماذا فعلت حكومة الأخوان في السودان بقانون النقابات الذي أدرك الإستعمار قبل الإستقلال ضرورة إلتزامه به، تحذرا ذكيا من غضب العمال والقادم من المآل، فضمّنه حقوقا أساسية لا تستقيم النقابة دونها، يُتمتع بها في عواصمه شغيلة الأوربيين؟
    بمعاداتهم الحريات، جعل الأخوان من الوزير – المخدم والإداري الأعلي في الوزارة – شخصية مسخرانية: "نقابيا" كرتونيا يحل ويربط ما يري في بنيان النقابة، فينظر بنفسه ويحسم صراعها المشروع لصالح المخدمين، مُصادراً حقها المضمون في التفاوض والإضراب، وفصل النزاع بتحكيم القضآء. فبهذا الفهم النقابي المتحضر وطرحه المتقدم، لا بقانون الأخوان العَوير، صارت نقابات السودان صاحبة السمعة النضيرة والنضال المجيد لأكثر من خمسين سنة صرحا شعبيا ديموقراطيا، عزيزا يُهاب لشخصيته القوية، ويُحتذي عالميا. وبشرفها الرفيع، نال مئات القياديين وفي طلآئعهم الشهيد الشفيع أحمد الشيخ والطبيب عبدالوهاب سناده والسيدة فاطمة أحمد إبراهيم والقآئد محجوب سيد أحمد وقآئمة غير محصورةٍ من العمال والمهنيين، أنصع السِّير الموقرة بين النقابيين، رافعين بإخلاصهم وجهد إتحاداتهم ومنظماتهم إسم السودان والسودانيين عاليا، في كل محفل نضيد.
    النقابات، علنا أو سرا ، كانت وتظل الصف الأول للدفاع عن الحريات والتصدي الشجاع لتسلط الحكام ومروق السلطات علي سيادة القانون الراعي لمصلحة الجماعات. هي الحصن الحصين في الدول الصناعية ومجتمعاتنا الزراعية والبدوية علي السوآء لحفظ سيادة الإنسان علي عمله ومعيناته من أرض ومواد، وحمايته من بطش الرأسمال وجشع الاستثمار، واستضعاف الساسة والإداريين، المعزولين عن شعوبهم وتنظيماتها الشعبية برُخص الطوية وسُوء القرار. وفي غياب الحصن الحصين، وانفراد الحكام وأحزابهم بالسلطات، تلاشت سيطرة الأهالي علي الموارد والمعينات، حتي أصبح حق الشعوب المقهورة في الديمقراطية والتنمية في عالمنا الثالث أول بند في قآئمة الشعوب لنيل الحقوق، الهاجس الأخطر للأمم المتحدة، والشاغل الأكبر للأحرار.

    في الظلمآء يُفتقد البدر
    لنسأل: لما أضحي الربيع العربي الذي أزالت به شعوب عربية حكومات فاسدة عن السلطة انتصارا سياسيا موقوتا؟ لأنه عرضٌ لأزمةٍ عميقة يحتاج حلها إنتزاع كافة الأجندة الشعبية وإنجازها بالعمل الجماهيري الراسخ بقيادة كتل الديمقراطية - الأحزاب والمنظمات الطوعية التي تقاسم الهيئة السياسية والتشريعية والرقابية من الشارع مشاركة كاملة في صنع القرار ومراقبة الأدآء والمحاسبة بالقضآء. ولنعلم أنه لن يتحقق إستقرار التغيير متي فرضه الشعب إذا اقتصر "النصر" علي إزالة حكام وإصدار أحكام، مع إهمال الحركة الجماهيرية وطليعتها النضالية، نقابات العمال واتحادات المهنيين ومنظمات المرأة، والحقوق، والشباب.
    نُذّكر أن نضالات شعب السودان، مبتكر إسقاط الإستبداد بالتنظيم الحزبي والنقابي، صوت الشارع الجبار، مكرّرا منذ قرن فات، لم تكن لتنجز لولا هذه الكتل العظيمة التي يتراجف أمامها الطاغوت وهي تهيئ في مجملها إنتفاضة أعتي، قادمة قريرة لا شك فيها لقضايا أكبر من بند الإطاحة بحكومة، الهدف الأصغر قيمة – فالأخطر شأنا أنها تروم منعا قويا شاملا لتدمير الإستقلال وتنمية الإستغلال، واستلاب الأهالي بتمليك الأجانب، وتشريد الأيدي وتهجيرالعقول، واستئثار السماسرة بالربح، وإشباع المستثمر بالأصول، وتراكم الثروة بالقهر، وانتشار الفساد حاصل الضرب لكل هذا التخريب.
    ننصح ألا يصيبن عجبٌ دارساً بما يبدو علي سودانيين غاضبين في قلب الأزمة من صمت: قالها شاعرهم، ما قبل العاصفة: "إن في الصمت كلاما". ستأتي إنتفاضة أعتي، إنهآءا لا رجعة فيه لتسمين المستعمر الحديث، واستغلاله أوطاننا جهرة وخفآءا. ستأتي العاتية بإذن ربها إسدالاً تاماً لأبشع فصل مضي، ربع قرن من حكم الغربآء، في خدمة مستثمر ماكر، ثمناً بخسا، مقاماً رخيصا، وشعاراتٍ غبية. فليسقطوا مع الإستعمار. وليسقط ذلك الإستثمار، وبئس المستثمر. ستكتب الجماهير أي إستثمار تريد. فوالله ما أفاد "المستثمرون" شعبنا قطميرا.

    نواصل في حلقة ثانية.

    وغداَ يومٌ جديد



    أحدث المقالات

  • قراءة متانية بين سطور اجتماع قيادات الجيش والامن في 1 يوليو 2014م بقلم طالب تية 08-14-15, 06:38 PM, طالب تية
  • مشاكل مصر والسعودية الاخطاء والحلول بقلم جاك عطاالله 08-14-15, 06:35 PM, جاك عطاالله
  • في اليوم العالمي لاحتفال بالشعوبة الاصيلة دعوة لوقف شامل للحروب في السودان بقلم ايليا أرومي كوكو 08-14-15, 06:33 PM, ايليا أرومي كوكو
  • ظاهرة تبادل الضجيج بالوزارات المركزية بقلم صلاح الباشا 08-14-15, 04:20 PM, صلاح الباشا
  • آخر نكتة جديدة (فتح بلاغ ضد عروس)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-14-15, 03:39 PM, فيصل الدابي المحامي
  • شهادة الناشط في مضمار حقوق الانسان ناجي حرج التعذيب في العراق ياسة ممنهجه 08-14-15, 03:36 PM, صافي الياسري
  • رحلوا وما بدلو تبديلا بقلم سميح خلف 08-14-15, 03:35 PM, سميح خلف
  • العلاقات الأميريكية-الكوبية، درس في السياسة مدته نصف قرن بقلم عبدالمنعم مكي 08-14-15, 02:46 PM, عبدالمنعم مكي
  • محمد حاج ماجد الداعية الاسلامى الامريكي ينافق و مستشار الرئيس المهدى ينافقه بقلم محمد القاضي 08-14-15, 02:44 PM, محمد القاضى
  • البندقية و العقل إشكالية السياسة السودانية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-14-15, 02:42 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • دكاترة (الهنا) !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-14-15, 02:40 PM, صلاح الدين عووضة
  • حول غُلُو الشباب.. وتجربة المراجعات بقلم الطيب مصطفى 08-14-15, 02:38 PM, الطيب مصطفى
  • من أفسد الخدمة المدنية؟! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-14-15, 05:43 AM, حيدر احمد خيرالله
  • عقد تعدين الشركة الروسية الذهبي .... لماذا اليـأس؟ بقلم مصعب المشـرّف 08-14-15, 05:30 AM, مصعب المشـرّف
  • الجنس عند السودانيين (نزوة ام غزوة)2/3 بقلم دكتور الوليد ادم مادبو 08-14-15, 02:30 AM, الوليد ادم مادبو
  • طوني بلير يلعب في الوقت الضائع بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-14-15, 02:24 AM, مصطفى يوسف اللداوي
  • إيصال (15) .. بين المحاسبة والحاسوب بقلم محمد قسم الله محمد إبراهيم 08-14-15, 02:23 AM, محمد قسم الله محمد إبراهيم























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de