|
أسانسير حضرة الوزير!! بقلم عثمان ميرغني
|
07:48 PM Aug, 12 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة الأربعاء 12 أغسطس 2015
عم أحمد عامل بسيط في الوزارة.. جاءني أمس وحملني أمانة أن أكتب لكم عن وزيره الجديد.. قال عم أحمد.. إنه كان في طريقه لأحد الطوابق العلوية في الوزارة.. كان يقف على استحياء خلف مجموعة من العاملين في الوزارة كلهم ينتظرون المصعد (الأسانسير) المخصص لجميع العاملين عدا الوزير الذي يحوز منفرداً على امتياز استغلال (الأسانسير) الثاني بلا مضايق له في صعوده أوهبوطه.. الزحام أرغم عم أحمد على الانتظار.. خاصة أنه في درجة عمالية لا تسمح له بتخطي الآخرين.. لكن فجأة جاء الوزير.. خلفه سكرتيره يحمل أوراقه.. متجهاً نحو (الأسانسير) الثاني المخصص له حصرياً.. تصوروا ماذا حدث؟؟ قال لي عم أحمد والدمع يبلل خديه الوزير رآني.. لم يتردد.. تقدم نحوي واقتادني معه إلى مصعده الخاص.. وسمح لي بالصعود معه وانزلني في الطابق الذي كنت اقصده.. عم أحمد جاءني خصيصا لأكتب له عن كريم خصال هذا الوزير (الهمام).. الذي اصطحبه في (أسانسيره) الخاص..!! سألت عم أحمد.. كم مرة في اليوم يستغل الوزير (أسانسيره) الخاص؟؟ قال لي ربما مرة واحدة صعوداً.. وأخرى هبوطاً طوال اليوم.. وأحياناً تحجبه السفريات الداخلية أو الخارجية عن الحضور للمكتب.. فيظل (أسانسيره) مغلقاً لا تدنسه أحذية الموظفين.. قلت لعم أحمد حتماً وزيركم يستحق الذكر هنا.. كيف يسمح لعامل بسيط مثلك مرافقته في (أسانسيره) الخاص!! لكني قبل كتابة هذا العمود أجريت مسحاً سريعاً (بالهاتف).. اتصلت بكل الذين أعرفهم في أي وزارة أو إدارة حكومية متعددة الطوابق. اسألهم.. هل وزيركم (يمتلك!) (أسانسيره) الخاص.. فوجئت بغباء سؤالي.. ردوا علىَّ بسؤال مضاد.. (يعني عاوزه يركب معانا الأسانسير)؟ وللدقة ما عدا وزارة واحدة قالوا لي ليس في الوزارة سوى (أسانسير) واحد.. يستخدمه الوزير فقط.. وهم – الموظفون- يتجشمون عناء صعود السبعة طوابق وأكثر من مرة في اليوم.. قبل عامين تقريباً تصادف دخولي إلى برج شركة (زين) للاتصالات في المقرن وكان وقت الذروة مع دخول الموظفين صباحاً طوابير طويلة اصطفت أمام المصعدين (ربما ثلاثة لا أذكر).. وقفت في الصف انتظر دوري.. فوجئت برجل يقف في الطابور يحيني باسمي.. التفت فإذا به الفريق الفاتح عروة رئيس الشركة (شخصياً) يقف في الطابور مع العاملين.. ولا (يملك!) (أسانسيره!!) الخاص.. قد يبدو الأمر شكلياً و(تافهاً) لكن صدقوني هو كبير وخطير يكشف علة كبيرة تتعدى (الأسانسير) إلى لب الخدمة المدنية.. الوزير الذي لا يحسن إدارة موارد وزارته يهزم نفسه مهما كان بارعاً.. الأمر ليس مجرد متعة (أسانسير) حصري.. بل (فهم)!! والفهم .. قسم..!!
أحدث المقالات
- من أجل جامعة أمدرمان الأهلية..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-12-15, 02:45 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- نكتة جديدة لنج (مشكلة الهلال والمريخ)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-12-15, 02:43 PM, فيصل الدابي المحامي
- الحتات كلها باعوها .. وانت تتلفت بقلم شوقي بدرى 08-12-15, 02:41 PM, شوقي بدرى
- والعاملين عليها يبتلعون 32% من حصيلة الزكاة بقلم مصعب المشـرّف 08-12-15, 02:39 PM, مصعب المشـرّف
- كيف(صفع) وزير العدل السابق محمد علي المرضي لويس مورينو اوكامبو بقلم جمال السراج 08-12-15, 02:36 PM, جمال السراج
- التسامح الديني ومحنة الكنيسة الانجيلية!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-12-15, 06:10 AM, حيدر احمد خيرالله
- يا مغيث ... يا منقذ يونس من بطن الحوت بقلم حسين الزبير 08-12-15, 05:35 AM, حسين الزبير
- لن يستقيم الوضع فى جبال النوبة والعود اعوج بقلم الزاكى دبة 08-12-15, 02:12 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- حقيقة الخلاف بين الرئاسة والحكومة الإسرائيلية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-12-15, 02:10 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- كسرة وعصيدة!! بقلم صلاح الدين عووضة 08-11-15, 10:36 PM, صلاح الدين عووضة
- مساخر آخر الزمان! بقلم الطيب مصطفى 08-11-15, 10:33 PM, الطيب مصطفى
- يحتاج لأكثر من وقفة بذات الصراحة والوضوح بقلم نورالدين مدني 08-11-15, 10:31 PM, نور الدين مدني
- موسم العويل ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-11-15, 10:28 PM, الطاهر ساتي
- حقائق وأرقام في طريق الثورة التصحيحية داخل العدل والمساواة السودانية بقلم حذيفة محي الدين محمد 08-11-15, 10:22 PM, حذيفة محي الدين
|
|
|
|
|
|