دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أزمة دارفور : حرب القبائل ..حتّى متى و إلى أين ؟ بقلم فيصل الباقر
|
12:39 PM Mar, 05 2015 سودانيز أون لاين فيصل الباقر - نيروبى-كينيا مكتبتي في سودانيزاونلاين
حتّى وقت قريب ، كانت جُل التقديرات المُتفائلة ، تُوحى بأنّ المسألة الدارفوريّة وأزمتها المُستعصية ، مقدور عليها ، بالحلول اليسيرة ، ومن بينها ، التفاوض بالتجزئة و (القطّاعى ) ، و" طق الحنك " المجّانى ، أو حتّى بتغليب الحل الأمنى العسكرى ، وتُرهات ( الصيف الحاسم ) ، و قد ثبت للجميع ، أنّ كُل ذلك ، لا يعدو أن يكون مُجرّد أمانى وتمنيّات شاطحة ، ولكن التداعيات الأخيرة على الأرض ، أكّدت ما ظللنا نُردّده مراراً ، أنّ التفاؤل ( المجّانى ) ، جهالة ، لا ينبغى مسايرتها ، أو قُبولها ، إذ بلغ- الآن- سيل الأزمة زباه، وأصبح التفكير فى مواصلة السير ، فى طريق ذات النهج القديم ، مضيعة للجهد والوقت ، وإهدار للموارد ، وجريمة لا يُمكن المشاركة فيها ، ولا السكوت عليها ، لأنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس !. هاهى دارفور ، قد وصلت مرحلة ما يُمكن أن نطلق عليه ( حرب القبائل ) ، وهى حروبات مُتكرّرة ، تدور رحاها بين قبائل ومكوّنات إثنيّة ، تخوضها عبر (مليشيات) مُسلّحة ، بأحدث آليات الدماروالقتل المُتطوّرة ، وقد تتوقّف لفترة قصيرة ، لتعود أشرس وأعنف ، حيث تُعقد لها ( مؤتمرات صُلح ) ، تبدأ و تنتهى بذات الوصفات القديمة المعهودة والمُجرّبة ، دزن الوصول لسلام مُستدام ، وهذا مكمن الخطورة !. المُتابعون الأذكياء ، لما يدور فى دارفور - وبخاصّة - فى الآونة الأخيرة ، لا شكّ ، يلحظون وُرود وصُعود إسم السيد موسى هلال ، فى الأخبار ( سالبة وموجبة ) ، بصورة لافتة للنظر ، إذ أصبحت بيانات تنظيمه ( مجلس الصحوة الثورى السودانى ) تحتل موقعاً هامّاً ومُتقدّماً فى الأخبار ، فتارةً ، تتحدّث عن تبنّيه ( مُبادرات ) لعقد ( مؤتمرات صُلح ) بين قبائل المنطقة ، وأُخرى تُعلن عن دخول قُوّاته مدينة جديدة، وغيرها تُنبىء عن ( إنضمام ) قيادات أهليّة ومجموعات من ( حرس الحدود ) و ( الإحتياطى المركزى ) ، لمليشياته ، بعد أن ( إنشقّت ) عن الحكومة ...إلخ . وجميعها أخبار تؤكّد تواجده فى المشهد الدارفورى ، وقد وصل الأمر إلى إعلانه (شروطاً ) تصبح ( العمليّة الإنتخابيّة ) فى دارفور ، دون الإيفاء بها ، فى مهب الريح ، وفى كف عفريت !...وليتخيّل ( عُقلاء ) السودان ، و (عُقلاء ) المؤتمر الوطنى - إن بقى فيه عُقلاء - قيام إنتخابات بدون دارفور ، وبدون أجزاء مُعتبرة فى النيل الأزرق وجنوب كُردفان !. يحدُث كُل هذا وذاك فى دارفور ، ومازالت ( الإنقاذ ) تمضى فى ذات النهج القديم ، و بمواصلة بسياسات ( فرّق تسُد )، و ( حرب القبائل ) فيما بينها ، وما بينها و ( السلطة المركزيّة والإقليميّة ) ، وهاهى الأزمة فى دارفور ، تتصاعد وتيرتها ، وتتّسع دائرتها ، فى واحدة من تجلّياتها - ( حرب القبائل ) - عاماً بعد عام ويوماً بعد يوم ، رُغم إستمرار ( مُؤتمرات الصُلح ) الحُكوميّة ، والتى تحمل بذرة فشلها ، فى أحشائها ، لأسباب كثيرة ، ولكنّها معلومة للجميع ، ورغم ( البروباقاندا ) الإعلاميّة ، ورغم الصرف البذخى عليها من الخزينة العامّة ، دون عائد حقيقى، يُعجّل بوقف نزيف الدم الدارفورى / الدارفوى، وهو دم سودانى خالص، يعز علينا ، فقده ، مهما كانت الأسباب والمُبرّرات.فحتّى متى، وإلى أين بأزمة دارفور والوطن يا هؤلاء؟ !.
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- لمناصرة النساء ، وكشف سياسات الإنقاذ لها بقلم فيصل الباقر 02-26-15, 01:34 PM, فيصل الباقر
- ذاكرة المُصادرة الأمنية : من حريق الميدان إلى مُصادرة صحف الحيران ! بقلم فيصل الباقر 02-19-15, 02:44 PM, فيصل الباقر
- إتحاد الكُتّاب السودانيين : أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض !. بقلم فيصل الباقر 02-12-15, 06:08 PM, فيصل الباقر
- خبر اليوم : عن منعم رحمة وقصر الصين العظيم بقلم فيصل الباقر 01-29-15, 04:18 PM, فيصل الباقر
- إمبراطوريّة الناشرين : الصحافة ملك المُجتمع ! بقلم فيصل الباقر 01-22-15, 02:23 PM, فيصل الباقر
- غزوة باريس : إنتصاراً للرسول أم إنتقاماً للزعيم ! بقلم فيصل الباقر 01-14-15, 07:53 PM, فيصل الباقر
- التعديلات الشِرّيرة !!. بقلم فيصل الباقر 01-07-15, 10:48 PM, فيصل الباقر
- نداء السودان .... قبل أن يصبح فسادستان ! بقلم فيصل الباقر 12-31-14, 06:13 PM, فيصل الباقر
- الحوار بمن فتر : لماذا الإصرار على تجريب المُجرّب ! بقلم فيصل الباقر 12-25-14, 02:17 PM, فيصل الباقر
- نساء تابت : الواجب المُقدّم حقوق الضحايا 11-12-14, 03:46 PM, فيصل الباقر
- الأخبار الصادمة والأخبار الصامدة ... رسالة إلى هؤلاء ! 11-06-14, 02:21 PM, فيصل الباقر
- فى طريق إنتزاع حريّة الصحافة والتعبير : التنظيم أرقى أشكال الوعى ! 10-30-14, 12:59 PM, فيصل الباقر
- جنوب السودان : الحكمة جنوبيّة - أروشا على الخط الساخن 10-23-14, 01:37 PM, فيصل الباقر
- الإسلام الإنقاذى :يخلق من الشبىه أربعين ! 10-15-14, 02:34 PM, فيصل الباقر
- يوم الزيارة ... يوم المهرجان ! بقلم فيصل الباقر 09-18-14, 03:19 PM, فيصل الباقر
- Re: في ذكرى شهداء سبتمبر: سيُسألون!....../بلّة البكري 09-23-14, 07:38 PM, فيصل الباقر
- مؤتمر إعدام الإعلام ! 06-25-14, 09:41 PM, فيصل الباقر
- قمّة لندن : ضرورة المرحلة ...حان الوقت للتحرُّك ! 06-16-14, 03:27 PM, فيصل الباقر
- العدالة الإنتقائيّة ..عايرة وأدُّوها سوط ! / 05-05-14, 01:55 PM, فيصل الباقر
- ود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان ! 04-14-14, 03:02 PM, فيصل الباقر
- عبدالحميد موسى كاشا..السقوط إلى أسفل بقلم عبدالرحمن العاجب 09-23-13, 09:01 PM, فيصل الباقر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أزمة دارفور : حرب القبائل ..حتّى متى و إلى أين ؟ بقلم فيصل الباقر (Re: فيصل الباقر)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل / فيصل الباقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : اشاراتك صحيحة مائة في المائة حيث أن الموازين في تلك الحروب خرجت عن أهدافها الأساسية لتتحول إلى فتنة كبرى بين قبائل دارفور ، وإذا تجردنا من التوابل والمراوغة وتحدثنا بمنتهى الصراحة فإن الصورة الوهمية لقضية دارفور توحي للناس بأن إقليم دارفور لديه مشكلة تهميش مع السلطة المركزية بالخرطوم ، ولكن المتعمق في مجريات الأحداث يجد الخلفيات والنوايا أعمق من ذلك كثيراَ ، وخاصة فإن الذين أشعلوا نيران الفتنة والحروب كانوا بمنتهى الغباء والبلادة حين تحركوا من منطلقات عنصرية ، حيث تلك النزعة البغيضة بإقصاء الآخرين عن الساحات ، تلك الجماعات التي ترى الأحقية في وضع الكثير من قبائل دارفور في خانة الأعداء الذين يجب أن يحاربوا ويطردوا من الإقليم ، وبتلك الخطوة الغبية هم أوجدوا المعارك تحت الأقدام ودخلوا في حروب أهلية في عقر الديار ، وتلك النزعة العنصرية البليدة الغبية أراحت السلطات في الخرطوم كثيراَ وكثيراَ ، حيث أن الكثير من قبائل دارفور المستهدفة قد وجدت نفسها مجبورة بأن تعانق السلطات بالخرطوم حتى تضمن بقاءها وحياتها ، وبصورة دراماتيكية عجيبة تحولت قضية دارفور إلى حروب قبلية عنصرية متطرفة ، وتلك من أبغض الحروب الأهلية , وأصحاب النزعة الآن قد استدركوا ذلك الخطأ الجسيم ، ولكن بعد فوات الأوان حيث يحاولون عبثاَ أن يقرنوا قضية دارفور بقضايا التهميش بمنطقة جبال النوبة وبمنطقة جنوب النيل الأزرق ، ولكن الحقائق تؤكد التهميش في مناطق جبال النوبة وتؤكد التهميش في مناطق جنوب النيل الأزرق ، أما في حالة دارفور فإن الحقائق تؤكد أن النزعة الأساسية ليست نزعة تهميش إنما نزعة عنصرية بغيضة ، وذلك التهميش المزعوم مجرد حجة لتبرير المواقف أمام العالم ، والنظرة السليمة تؤكد أن إقليم دارفور من أكثر أقاليم السودان الذي أحذ كفايته من اهتمام السلطات المركزية ، وأن هنالك العشرات من أقاليم السودان التي تعاني من التهميش أكثر من إقليم دارفور . فإذن العلة الأساسية تكمن في تلك النوايا الخبيثة المعششة في نفوس بعض أفراد قبيلة من قبائل دارفور ، وهي نزعة الإقصاء والتهجير ، وتلك النزعة مصيرها الفشل التام حيث نزعة العنصرية المرفوضة من كل العالم ، والمحصلة تتطلب الرجوع لصوت العقل حيث الوفاق والاتفاق والإقرار بالآخر ، وحتى ذلك الحين فكما أشرت أنت فإن الدم الدارفوري مهدور بأيدي أبناء دارفور أنفسهم ، وتلك دماء غالية تعز على الجميع كثيراَ ، ولكن ليست الحلول بالأمنيات وكيل الاتهامات شرقاَ وغرباَ .. ولكن الحلول بأيدي أبناء دارفور وقبائلها ، تلك القبائل العديدة التي تملك الحق بالتواجد في أي بقاع من بقاع الوطن مثلها ومثل غيرها من قبائل السودان .
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|