|
أزمة (نفسيات)!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الأربعاء 14 يناير 2105
أمس حملت الصحف خبر اللقاء (السري.!) بين البروفيسور إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية وموسى هلال الزعيم الدارفوري، الذي انعقد في مدينة الجنينة.. وحسب ما رشح من تسريبات فإن الرجلين طويا صفحة الخلافات بينهما دون الإفصاح عن فحوى هذا الطي.. مع توقعات أن يكملا بقية التفاهمات بالخرطوم بعد عودة هلال إليها. حسناً.. هل تحادث الرجلان لمدة ساعة؟، أم ساعتين، أم ثلاث؟، من وحي الصورة الفتوغرافية التي نُشرت لهما في الصحف، هذه الجلسة لا تحتمل أكثر من ذلك على كوب قهوة، أو شاي ساخن. إذن الخلافات الطويلة والعميقة بين موسى هلال والحكومة مهرها جلسة ساعة على كوب شاي لا أكثر.. ألا يجدر أن نسأل إذن لماذا انتظر الخلاف كل هذه المدة؟.. لماذا ممارسة لعبة (حافة الهاوية)؟، التي كادت أن تنزلق فيها الأحوال إلى حرب يشعلها عود ثقاب صغير، ثم تعجز الجميع فلا يجدون من يطفئها. في تقديرى حكاية موسى هلال أنموذج درس عنوانه (كيف تصنع كارثة؟؟) من لا شيء.. فقد ظل موسى هلال يجوب البلاد بجيش جرار مدجج بالأسلحة الحديثة، تظلله غيمة من التصريحات المستمرة في مختلف وسائط الإعلام خاصة الإنترنت.. كلها كافية لتكون عود الثقاب الذي يشعل الحريق.. ولم يقصِّر المركز من جانبه تصريح.. بتصريح مضاد.. دحرج تحت أقدام موسى هلال أكثر من قنبلة كانت كافية لإشعال دارفور على ما فيها من حريق. كل هذا راح وانزوى على (جلسة شاي) هادئة أمس الأول.. لماذا تأخرت هذه الجلسة كل هذة المدة؟؟، هل الذي أخرها هو ذات السبب الذي يؤخر جلسة مثلها مع بقية فصائل دارفور.. مع عبد الواحد، وجبريل، ومني أركو مناوي.. ومع عقار، وعرمان، وغيرهم.. غندور- هو ذاته- غندور، الذي بعد ثماني جولات مفاوضات في أديس أبابا لم يحرك ساكن عجلة السلام مع قطاع الشمال.. فما الذي حمله غندور في جيبه- الآن- إلى مدينة الجنينة فحصل على السلام (في جلسة شاي)، هل القضية- هنا- في الجنينة أصلاً كانت بحجم (كوب الشاي)؟؟، أم أن المسافة الفاصلة نفسياً بين الطرفين هي التي بحجم (كوب شاي)؟.. وأن الخلاف لم يكن إلا من باب (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)، أو (كلام زعل ما بنقصدو)، على رأي الفنان.. صدقوني الإجابة عن كل هذه الأسئلة بكل صراحة وتجرد يكشف عورة الأزمة السياسية السودانية، يكشف أنها (أزمة نفسيات).. ليس إلا...!!.
|
|
|
|
|
|