انتشرت في الوسائط الاجتماعية صورة لمواطن عجوز يعلن للدولة عجزه عن شراء الدواء..تأثير الصورة ومن ثم انتشارها كان بسبب أن المواطن ذكر اسمه كاملاً..في شبكة الفيس بوك كتب أستاذ جامعي معروف عن معاناته أمام كاونتر الصيدلة..فوجئ البروفسور الوقور أن الدواء الراتب تضاعفت أسعاره بشكل غير متوقع الآن ارتفعت أسعار الدواء بشكل يجعله فوق قدرات الناس..الحكومة تعتقد أن الدواء مثله مثل التفاح اللبناني يجب أن يباع بأسعار السوق العالمي..لكن المواطن العادي دخله محكوم باقدار بلد منعته العزلة من الاستفادة حتى من الصدقات الدولية..دخول السودانيين منخفضة للغاية..حينما يصل الموظف للمعاش بعد خدمة طويلة ممتازة يتقاضى دولاراً واحداً في اليوم..رغم هذا تصر حكومتنا الرشيدة لمعاملة هذا المواطن وفق بورصة نيويورك فاتورة الدواء المستورد من الخارج في حدود ثلاثمائة مليون دولار..هذه الفاتورة يمكن أن تنقص إلى نصف ذلك عبر حزمة من السياسات الاقتصادية..فتح سجل استيراد الدواء وتقليل البيروقراطية يمكن بلادنا من استيراد أدوية من دول متقدمة مثل الهند..هل تصدقون أن لوبي الدواء رغم التطور التقني مازال يصر على تسجيل زيارة ميدانية لدولة التصنيع قبل السماح باستيراد أي دواء..الزيارة وتكاليفها يتحملها من كل من تسول له نفسه تخفيف الأعباء عن شعبنا المسكين..بالطبع بالإمكان الاعتماد على مقاييس دول متقدمة قبل السماح بتسجيل الدواء، لكن من بيدهم القلم يعتقدون أن معاييرهم أفضل من دول في مقام بريطانيا والسويد والهند تسهيل الصناعة الوطنية يقتضي منح حوافز للمصانع السودانية تمكنها من استيراد المواد الخام ..إقامة مصنع سراميك يجد معاملة تفضيلية مقارنة بمصنع دواء..العراقيل تجعل الراسمالية الوطنية تتجنب إقامة مصانع دواء تفضل التمدد في صناعة الشعيرية المياه الغازية..معظم الأدوية يمكن تعبئتها في عبوات شعبية لتقليل التكلفة..قبيل رفع سعر الدواء كانت هنالك خطوات مهمة يجب أن تتخذها الدولة..من بين ذلك سن قانون يلزم مؤسسات الحكومة والقطاع الخاص بتوفير تأمين طبي لمنسوبيهم..بعدها تتحرك مؤسسات الضمان الاجتماعي لتوسيع شبكة الدعم المالي للأسرة التي لا تملك مظلات تأمين..حتي يتم كل ذلك كان على الحكومة أن تتدرج في تحرير الدواء في تقديري أن زيادة سعر الدواء تهدد الأمن الاجتماعي..البارحة نقلت الصحف انتحار ثلاثة افراد من أسرة واحدة..مصادر طبية عزت الانتحار الجماعي بسبب عدم تناول أدوية الاضطرابات النفسية التي شملها الارتفاع الشديد في قيمة الأدوية.. بعد أيام سنسمع أخبار تحطيم صيدلية بسبب غضب زبون..وربما نصل مرحلة شراء الدواء بالجرعة اليومية بصراحة..قرار تحرير الدواء لم تسبقه دراسات كافية..المرض ضيف مفاجئ يحل على أي أسرة بدون إنذار.. الشعور بالعجز أمام مريض يتألم أمر يصعب تصوره ويصعب توقع نتائجه akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة