:: رمضان أحلى السودان، شعار يتناسق مع الواقع في بلادنا .. أحلى، مع أهل الريف .. مع سواعد هناك تفلح أرض بلادي تحت لظى الشمس، لتطعم الناس قمحا وأملا .. لهم الثناء، وهم يزينون مسيد القرية بالبروش والأباريق والأزيار ثم بالوجوه المتوضئة والتي على سيماها آثار الكد والكسب الحلال تشع بالضياء..لهم الحب، وهم يفترشون ثرى البلد زمرا عند المغيرب ويتراصون كما الكواكب والنجيمات الزاهية، بحيث لاتميز فقيرهم عن ثريهم من أثر التراحم والتآخي في هذا الشهر الفضيل..!! :: أحلى مع ملح الأرض وإكسير الحياة.. ولهم الود، وهم يغرسون قيم الخير والسخاء في موائدهم العامرة ب(عرق الجبين)..ويعضون على فضائل مجتمعنا بالنواجذ، بلا رياء يذهب أجرهم أو من يفضح أمرهم، بل بصدق النوايا وسلامة التربية يتمسكون بتلك الفضائل..كيف يمضي نهارهم بلا هواء المكيفات؟، وكيف يبتل ريقهم بلا ماء مثلج؟، وكيف يحتمل بعضهم بعضا في صفوف الزحام؟.. أوهكذا يسألونكم حيارى أهل المدائن، ولو كانوا يعلمون بما في نفوسهم من اليقين والقناعة والمحبة لتكالبوا عليهم هربا من زيف حياتهم، ولكنهم يجهلون ..انها رحمة ربي، ولايهبها إلا للأنقياء والأصفياء من عباده، فهنئيا لهم - أحبابي في الأقاصي - تألف قلوبهم وتآخي نفوسهم، وطبتم وطابت حياتهم وتقبل الله صيامهم..!! :: وأحلى مع رجال تعاهدوا على حماية الناس والبلد شرقا وغربا وشمالا جنوبا.. وأقسموا بأن يتخذوا الخنادق والملاجئ وخطوط النار مساكنا تأوى صيامهم وقيامهم، تاركين بينهم وبين أطفالهم وأهلهم أميالا من الذكرى و(أمل التلاقي)..وعلى العهد تمضي عزيمتهم حتى لايؤتى الوطن الحبيب من قبلهم بغدر غادر أو معتد أثيم..لهم الحب، وهم يهبون حياتهم للموت والجرج والأسر والبعد عن الآل والأهل والبلد بلا من أو أذى، ليهبوا حياة البلد أمناً ولحياة الناس سلاما ول(يعيش سوداننا علما بين الأمم)..لهم التقدير، وهم يتوشحون بالكبرياء نوطا ويلتحفون الصمود ثوبا ويتزينون بالثبات وشاحا ويستظلون بالتضحية في سبيل ثرى وطنهم ظلا وريفا..!! :: وأحلى مع تضحياتهم.. أطفالهم هم أطفالنا ، وحرائرهم هن حرائرنا، وأمهاتهم هن أمهاتنا، وأباءهم هم أباءنا، وبقدر ما تعطون لهذا البلد من البذل والعطاء - روحا ودما ورباطا وصبرا - نحمل لهم ولأسرهم أضعافا وأضعافا من الوفاء والشكر النبيل..أكرم الله وطنهم بسلام يعيدهم الي ديارهم أبطالا كما خرجتم منها أبطالا، لتمتلئ البيوتات الصغيرة بالفرح والبيت الوسيع ب(الأماني الحلوة والحب الجميل)، وليس ذلك على الله بعسير..وتقبل الله صيامهم و صبرهم ..!! :: وأحلى مع كل مخلص دأب أن يخرج حين يسدل الليل أستاره ليطفئ غضب الرب وينال رحمته وبركته، والناس نيام..لهم الحب، وهم يطرقون بيوت الطين وأكواخ المتعففين برفق تحت جنح الظلام، ثم يغادرونها سريعا حتى لا تعلم يسراهم ما قدمت يمناهم ليتامى فقدوا الأب ولكنهم لم - ولن يفقدوا - رحمة السماء، أولأرامل يكدحن بشرف واستبدلن موت عزيزهن بإحياء العزة والعفة التي في نفوسهن لتكون لأنجالهن نبراسا يضئ مستقبلهم بالكرامة التي عجزت محن الزمن عن كسرها ..الى أخيار بلادي، وهم يدثرون فقراء بلادي بكريم خصالهم، ليستقبلوا الشهر الفضيل بالفرح والسعادة و(راحة البال)، تقبل الله صيامكم وما جادت به يمينكم..!! :: وأحلى مع كل أم فقدت ابناً، زوجاً ، أو اخاً ذهب إلى العلياء مغفورا له بإذن الله.. ومع كل أم فرضت عليها أقدار السماء تحمل صعاب الحياة و ضنكها بإرادة صلدة و صبر لا يئن..ومع كل أم تعد ابناً او ابنة إلى المستقبل بعدة العلم وعتاد القيم الفاضلة..تقبل الله صيامهن وزادهن عزما وصبرا ورحمة وايمانا واحتسابا.. رمضان أحلى، حين نشعر بالآخر ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة