|
أحكام القضاء المصري الشامخ!! بقلم بارود صندل رجب
|
10:59 AM May, 20 2015 سودانيز اون لاين بارود صندل رجب-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
شهد العالم منذ الانقلاب الذي أطاح بالنظام الديمقراطي وبالرئيس المنتخب في مصر أحكاما قضائية غاية في الغرابة لم يشهد العالم مثلها قديما وحديثا في ظاهرة جديدة تنم عن استغلال القضاء وتحويله إلي أداة لقمع المعارضين للانقلاب ، تحول القضاة إلي جلادين يصدرون الأحكام بالإعدام علي مئات المعارضين في جلسة واحدة , والعالم بين مصدق ومكذب لما يجري في مصر عموماً وما يخص القضاء فيها ولكن النظام الانقلابي قطع قول كل مشكك بالأحكام الأخيرة التي صدرت ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي وعدد من قيادات الأخوان المسلمين بجانب عدد من الفلسطينيين أغلبهم قد استشهدوا في قطاع غزة منذ فترة وبعضهم مايزال قيد الحبس في السجون الاسرائيلية !! هذه الأحكام من الناحية الموضوعية تفتقر إلي العدالة في أبسط صورها وتفتقر أيضا إلي الإجراءات السليمة فهي بمثابة مهزلة لا تشبه تاريخ القضاء في مصر عبر كل العصور والدهور فقد سمعنا و عشنا ديكتاتوريات بكل أنواعها وإشكالها وبطشها وقمعها وهلمجرا.... ولكننا لم نجد مثل نظام السيسي الانقلابي فهذا النظام ومنذ إطاحته بالنظام الديمقراطي أقدم علي أفعال لم يسبقها إليه أحد من العالمين قتل المعارضين بالآلاف في رابعة وغيرها ، والزج بالآلاف في السجون في ظروف غير إنسانية وفيها أهدار لكرامة الإنسان فمات العشرات في السجون وهو ماضي في غيه ويحلم بالقضاء علي الاخوان المسلمين مستغلا اليات الدولة المصرية من جيش وشرطة وأمن واعلام كذوب ونسي المسكين أن حركة الأخوان المسلمين والتي أسست علي تقوي من الله منذ ما يقارب حوالي مائة عام وقد واجهت خلال مسيرتها المباركة صنوف من الاذي من لدن ملك فاروق مرورا بعبد الناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكري فقد ذهبوا جميعا الي مزبلة التاريخ وبقيت الحركة صامدة تقود مسيرة بناء الأمة ولكن سكرة السلطة وضرورة سداد فواتيرها للارباب (الاستكبار العالمي ) عشعشت في عقل المشير الذي لم يقرأ التاريخ ولم يعتبر بقصص من سبقوه من أمثاله من الطغاة بأنه قادر علي أبادتهم !!... لم يسلم من بطش هذا النظام حتى مشجعي الكورة فقتل العشرات في أحداث مدبرة من النظام وأخيراً تم حل روابط ألترس واعتبارها جماعات إرهابية والمضحك أن ذلك تم بحكم قضائي أيضا.... وبقدر ما تثير هذا الأحكام السخرية والاشمئزاز فأننا مشفقون علي مصر ام الدنيا وموطن العلم ودرة الإسلام يحكمها الأوباش ... لحساب منى يعمل هؤلاء السفهاء الذين لا ألا لهم ولا ذمة !!أيحسب هؤلاء أن مخططاتهم الشيطانية سوف تمر هكذا !! أيحسب هؤلاء ان هذه الأمة والتي كسرت القيود وشبت عن الطوق وقادت الربيع العربي الذي أطاح بالحكام الظلمة والفاسدين غير قادرة في الإطاحة بإذناب الاستكبار العالمي وأعادة مصر إلي مستقرها وحريتها قوية شامخة تحط عنها ما علق بها من شوائب هذا النظام الانقلابي الذي انحدر بمصر إلي السحيق بعد ما كانت في الثريا وسيذهب حتما هذا النظام إلي مزبلة التاريخ تلاحقه اللعنات حتى يصبح نسيا منسيا فمصر تنفث خبثها ، هذا الذي يجري في مصر هو ديدن الأنظمة المستبدة التي لا ظهير لها إلا أعداء الأمة ويتخذونهم أولياء ويحسبون أنهم قادرون علي دعمهم ومساندتهم للاستمرار في سدة الحكم!! هذه الأحكام الأخيرة دفعت دول العالم الحرة إلي التنديد والاستنكار والاستهجان بأشد العبارات ، حتى الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لنظام السيسي أقدمت علي نقد هذه الأحكام التي تفتقر إلي أدني مقومات الحكم العادل وذات الأمر أنسحب علي أوربا ، وحتى بعض دول الخليج التي دعمت الانقلاب بكل ما تملك من مال وإعلام اكتشفت أخيرا ان تقديراتها جانبتها الصواب فهذه دول بدأت تراجع مواقفها من النظام المصري , هذا وقد استنكرت بعض وسائل الإعلام الرسمية لهذه الدول هذه الإحكام الجائرة أما تركيا المارد والتي خلعت عن نفسها لباس رجل أوربا المريض فكان موقفها قويا كعهدنا بها بقيادة الربان الماهر أردغان فمنذ الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب الدكتور مرسي وأعاد مصر إلي عهود التيه والظلام ، أما منظمات المجتمع الدولي فقد صدعت بالحق منددا بهذه الأحكام ومطالبة بإلغائها فوراً وبالمقابل تخلفت بعض الدول عن قول الحق رهبة ورغبة ... ومن هذه الدول والحكومات حكومتنا السنية التي ترفع شعار الإسلام والمشروع الحضاري ، هذه الحكومة ياليتها سكتت والتزمت الصمت ذلك يعني ان في الصمت كلام..... وان صمتها يحتمل عدة اوجه ولكنها الفضيحة فضحها الله....بقولها ان قرار القضاء المصري بإنزال عقوبة الإعدام علي الرئيس المصري المنتخب مرسي ونحو مائة من أعوانه في تنظيم الإخوان المسلمين شأنا داخلياً !! هكذا حتى بدون حياء .... ولا حياة لمن تنادي ، تناست حكومتنا أن لها قيم تدافع عنها العدالة والمساواة ودفع الظلم وهذه القيم أصبحت عالمية تدافع عنها الدول والحكومات ومنظمات وهلمجرا.... ولا يعني الحديث عنها تدخلاً في شأن دخلي.....هل تظن حكومتنا أن الدول التي استنكرت هذه الأحكام لا تعرف معني التدخل في شئون الدول الداخلية ... أم أن لحكومتنا فهم آخر .... ما هي المصالح التي تخشي أن تخسرها لو أنها استخدمت أضعف الأيمان بالاستنكار والاستهجان ؟ إلا تعلم حكومتنا أن هذا الانقلاب لا يزيدنا إلاّ خبالا علي خبال ... أم أنها اتخذت هذا الموقف المخزي خوفاً من النظام المصري! ولما الخوف من نظام فشل في السيطرة علي الإرهاب في بلده !! فضلاً عن فشلها في دفع مصر إلي الأمام تنمية وأزدهارا !! والأعجب من موقف حكومتنا هو موقف ما يسمي بالحركة الإسلامية التي أصابتها الخرس تماماً وفقدت البوصلة فلا هي نددت بهذه الأحكام والظلم البين علي أخوة الدين والوطن والمصير المشترك ولا دفعت حكومتها بذلك ... عجزت هذه الحركة التي تدعي انها تقود هذه البلاد نحو الإسلام وقيمه في قول الحق !! وفي حقيقتها انها ذابت في النظام كفص الملح في الماء فأصبحت تتبع سياسات الحكومة شبرا بشبر وذراعاً بذراع ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. أما التيارات السياسية العلمانية والقومية واليسارية وبعض أحزاب الطائفية والتي وقفت الي جانب الانقلابين في مصر مهللين ومكبرين ومشيدين بالسيسي في أول الأمر .... أما ظناً أن هذا الانقلاب سوف يدعم الديمقراطية ويوسع الحريات بأكثر مما يفعله نظام مرسي وأما نكاية في الأخوان وكراهية لهم والآن وقد انكشف المستور وأسفر النظام الانقلابي عن وجهه القبيح ،فماذا يفعل هؤلاء هل يعودون إلي رشدهم ويراجعون مواقفهم من هذا النظم الذي هو أسوأ من نظام مبارك وجمال عبد الناصر والقذافى الخ.... أم تأخذهم العزة بالأثم فيستمرون في مساندته ويتحملون وزره .... كثيرة هي الوجوه التي تستخدم القناع وتدعي أنها تحب الديمقراطية والحريات ولكن سرعان ما يسقط القناع وتظهر الحقيقة فلا هم ديمقراطيون ولا يعرفون الحريات ولا الإنسانية مجرد أدعاءات كاذبة لا تقف علي ساقين سليمتين , لا وجود لمنطقة وسطي يتحصن بها الناس أما الديمقراطية وأما الديكتاتورية والخيار أما مع الديمقراطية والحريات بغض النظر عن كراهيتك لخصومك السياسيين أو حبك لأنصارك السياسيين , الأمر أمر قيم أما ان تكون مؤمن بها وتعمل لارسائها لتكون قواما بالقسط شهيداً لله ولوعلي نفسك وإلاّ منافق تخدع الأمة وأنت ديكتاتور غشيم .... أن ما يجري في مصر وفي دول أخري في المحيط الإسلامي والعربي لا يعدو إلاّ أن يكون المخاض العسير الذي يسبق ولادة الديمقراطية والحريات وعهد الشعوب الحرة التي تملك أمر نفسها .... أما الجلادون فسوف يسقطون سقوطاً مدويا عما قريب ... يرونه بعيدا ونراه قريباً والأمور بخواتيمها وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب يتقلبون...... ولنا عودة
بارود صندل رجب المحامي
أحدث المقالات
- المصالحة الوطنية في العراق واللعب في الوقت الضائع بقلم حمد جاسم محمد الخزرجى/مركز الفرات للتنمية وال 05-20-15, 10:53 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- (عجباً لأمر المسلمين يتعوذون من فتنة أعور الدجال عقب كل صلاة...وينتصرون لجنده وأتباعه) بقلم:رحاب أ 05-20-15, 10:50 AM, رحاب أسعد بيوض التميمي
- الإسرائيليون ذئابٌ دوماً وعقاربٌ أبداً بقلم د. 05-20-15, 09:52 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- التطرف بدأ خليجيا وسيعود خليجيا بقلم جميل عودة/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية 05-20-15, 09:51 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- ورقة الانتخابات بين عباس وحماس! بقلم د أيوب عثمان-كاتب وأكاديمي فلسطيني -جامعة الأزهر بغزة 05-20-15, 09:49 AM, أيوب عثمان
- السياسة الخليجية وثالوث الصراع بقلم محمد جهاد إسماعيل 05-20-15, 09:46 AM, محمد جهاد إسماعيل
- الوزير راضي شن دخل الهندي!! بقلم كمال الهِدي 05-20-15, 09:33 AM, كمال الهدي
- قافلة الوفاء نهر يجري ونبعٌ لا ينضب بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-20-15, 09:31 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- السودان علي أعتاب مرحلية مفصلية 2 بقلم جمال عنقرة 05-20-15, 09:29 AM, جمال عنقرة
- الحذر الحذر ... بقلم عمر الشريف 05-20-15, 09:26 AM, عمر الشريف
- نتائج انتخابات 2015 (2/6) المشاركة في الانتخابات.. عرض:محمد علي خوجلي 05-20-15, 04:56 AM, محمد علي خوجلي
- فضيحة مكتب والى الخرطوم . قتل الملازم غسان وهل له وجه أخر اشكك في موته 05-20-15, 04:54 AM, محمد القاضى
- رصاصة إسحق في مخيلته وليس في جيبه بقلم نورالدين مدني 05-20-15, 04:52 AM, نور الدين مدني
- أولاد دُفعَتنا فى ذِكرى تخرّجنا 20 مايو1987م (جزء أول) بقلم عبد العزيز سام 05-20-15, 04:50 AM, عبد العزيز عثمان سام
- جديد عاصفة ( الجِزم ) الولائيه ... PART 7 بقلم ياسر قطيه 05-20-15, 04:47 AM, ياسر قطيه
- عفواً يا إسحق Too Late……….. بقلم صلاح الباشا 05-20-15, 04:39 AM, صلاح الباشا
- صحفيو نظام البشير –أنتم جزء أساسي من مشكلة دارفور؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف 05-20-15, 04:37 AM, عبدالغني بريش فيوف
- خطوى ثقال بقلم سهيل احمد الارباب 05-20-15, 04:35 AM, سهيل احمد الارباب
- اللَّهُمَّ عليك بالشِيعَة والشِيُوعيين!! بقلم جمال أحمد الحسن 05-20-15, 04:33 AM, جمال أحمد الحسن
- وقتل النفس!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-20-15, 04:29 AM, صلاح الدين عووضة
- عندما يحفر الفرعون قبره بيده بقلم الطيب مصطفى 05-20-15, 04:21 AM, الطيب مصطفى
- ( ماسورة ) بقلم الطاهر ساتي 05-20-15, 04:19 AM, الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|