|
أحزابنا ، متدنية الوعى السياسى والتنظيم ... هل تُعيد السودان إلى (مجرى!) التاريخ ؟!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لا زلتُ أتميز (غيظاً!) كلما أعيد النظر فى تكوين الأحزاب السودانية ، والتى درجنا ودرج إعلامنا على تسميتها (الأحزاب الكبيرة والتاريخية !) ... يأتى غضبى أساساً ، كلما دققت فى قاموس تلك الأحزاب ، لأجد أن : السيد محمد أحمد محجوب – غفر الله له – لا يأتى بجديد أو قرار إلا بعد أن يباركه (راعى!) الأنصار (السيد عبدالرحمن المهدى ) غفر الله له ... وأن الزعيم (اسماعيل الأزهرى) رغم شطارته السياسية لا يقول ما لم يقله (راعي!) الختمية (السيد على الميرغنى ) رحمهما الله ... تنازل محمد احمد محجوب عن كرسى (الحكم!) للسيد الصادق المهدى وهو كاره ، تأكيداً لما قلناه : إن الأمر أولاً واخيراً من وإلى راعى الأنصار ... لا سبيل الى ماهو معروف دولياً : الرأى والرأى الآخر وبعبارة أُخرى : الشورى فى الإسلام ، والديمقراطية فيما دون ذلك ! . الأحزاب الأُخرى – فى فجر – الأربعينيات والخمسينيات من القرن المنصرم كانت – الى حد ما- تتبع المؤسسية مع جماهيرها خاصة أحزاب جنوب السودان آن ذاك كجزب (سانو) وإلى درجة ما ، إتسم الحزب الشيوعى السودانى ، فى ذلك التاريخ ، بالتنظيم شأنه شأن الحزب الشيوعى الام (الحزب الشيوعى الماركسى ) فى إمبراطورية الإتحاد السوفيتى والتى (اكلها!) الإستبداد وفكرة دكتاتورية العمال (البلوتيريا!) وإلى الأبد! . للحقيقة العلمية والتاريخ نقول : ان تلك الأحزاب الطائفية قد ساعدت السودانيين على نيل الإستقلال ، وهذا يصب فى إنجازاتها الوطنية ، ولكن ، على حساب حرية (المعتقد!) الدينى والسياسى والإجتماعى لجماهير السودان !... فمثلاً، زحم حزب الأمة الأُفق بهذه المقوله : ديننا الإسلام ووطننا السودان ، ليكتشف الجميع أنها مجرد (كيد!) لفكرة الحزب الإتحادى الديمقراطى المنافس له ، فهو يقول : لا مصير (ولا هوية!) للسودان إلا بالإتحاد مع (الشقيقة!) مصر ... وللحقيقة والتاريخ ايضاً نقول: أن تلك الأحزاب (التاريخية!) لم تجد مُتسعاً من الوقت حتى تطرح برامجها وأفكارها فى (قدح!) الشعب السودانى ولربما يكون ما عندها من أفكار وأُطروحات جيدة تريح مواطن السودان من (فقره !) الطويل للتعليم ، الصحة والمعيشة الهنية ... تلك امور لم (يتذوقها!) السودانيون وهم من نظام الى نظام جديد من الحكم والتسلط الى يومنا هذا . قبل ان تنضج (طبخة!) الديمقراطية فى السودان – عقب الإستقلال – جاء الفريق ابراهيم عبود ، وذهب بالاخضر واليابس ! ولما هاج الشعب السودانى فيما عرفناه بثورة إكتوبر من عام 1964م ، تم (طرد!) اول نظام إستبدادى وسلطوى يعرفه السودانيون فى بلدهم المحرر عام 1956م ... جاءت حكومه منتخبه وحكمت السودان ولكن – وبعد – (5) سنوان فقط من حكمها (نط!) المشير نميرى معلناً ميلاد حقبة إستبدادية جديدة لتمتد حتى عام 1985م ، عندما أشعل شعب السودان نيران إنتفاضة ابريل الخالدة ... فقد إنحاز الجيش للشعب ونزع السلطة من المشير نميرى ... عاش شعب السودان فى (أجمل!) فترة للحكم وكان عمرها (سنة واحدة!) عبر ثنائية رائعة : المجلس العسكرى ويرأسه المشير سوار الذهب والمجلس المدنى ويرأسه الدكتور الجزولى دفع الله ... كانت سنة حلوة (شم!) خلالها السودانيون نسيم الحرية ! ... إستطاعت الأحزاب ان تبنى نفسها وتتصل بجماهيرها وقامت إنتخابات نزيهة ، بكل المقايس ولدت حكومة ثنائية يرأسها السيد الصادق المهدى وعلى (رأس الدولة ) اي رئيس الجمهورية ، أحمد الميرغنى ، رحمه الله . لم تنجح حكومة الصادق المهدى فى إدارة البلاد ، سياسياً ، إقتصادياً وامنياً نسبة للتركة الثقيلة التى خلفها نظام (مايو) ، إنفرط العقد وتناثرت حباته فى صحارى السودان ووصلنا (القاع!) . نط (الجبهجية!) فى كرسى الحكم فى يونيو عام 1989م عبر نظام إنقلابى ، ليبددوا حلم السودانيين فى الديمقراطية وسيادة الرأى والرأى الآخر وذلك الى الأن ! وللحقيقة والتاريخ نقول : لم تجد الأحزاب السودانية – يمينها ويسارها – إهانة أكبر مما وجدته من حكومة (الإنقاذ!) إذ سعت الإنقاذ بكل ما أوتيت من قوة فى تفتيت تلك الاحزاب (وذبحها!) بخنجر مسوم ليتناثر دمها فى رمال ووديان وأنهار السودان ... والأن : هاهى الإنقاذ تنادى : هلموا للمساعدة للخروج من هذه الكارثة التى سببناها طيلة (25) عام من حكمنا ! ... هذا (حلو!) وهذا (رائع!) ومصدقاً لقول شاعرنا حينما عاد بعد غربة الى بلده : جيناكى زي وزين هجر الرهيد يوم جف ! قبل ذلك : نأمل أن نرى حزب (امة!) واحد وحزب (إتحادى!) واحد وكل الاحزاب الأخرى متوحدة ومترابطة (وتضع!) فى الإعتبار : غسل تربة الوطن بماء نقى حتى ننسى الماضى – مع مراراته –وليس ذلك على الله بعزيز . وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .. وان لا عدوان إلا على الظلمين . إلى اللقاء ...
|
|
|
|
|
|