|
أحذروا الميرغني و حكومة الإنقاذ
|
إنعقد في الشهر الماضي إجتماعاً للتجمع في أسمرا عاصمة أريتريا. الغرض من ذلك الإجتماع التحضير لإجتماع قد أعلن عقده في القاهرة بين حكومة الجبهة الإسلامية و التجمع الوطني الديمقراطي آنذاك. و قد اعلن موًتمر البجا عن شروطه لحضور إجتماع القاهرة، حينها قال محمد عثمان الميرغني و قد كشر أنيابه " ليس هناك من يمثل الشرق غيرى أنا. أما موًتمر البجا فانهم مجموعات عنصرية بل هي جهوية و لا تمثل الشرق إطلاقاً." علي الفور أقام موًتمر البجا لقاءً صحفياً ندد فيه بحديث الميرغني و أن الموًتمر يمكنه التخلي عن التجمع كليةًً . بل أن المساًلة لم تنتهي عند هذا الحد ، فالميرغني يعلم علم اليقين أن منافسه الشرس علي شرق السودان هو موًتمر البجا الذي يمثل الطبقة الواعية في شرق البلاد ، لذا كان يجب عليه محاربته بكل الوسائل. أحضر الميرغني بعض أبناء البجا الموالين للإتحاد الديمقراطي ليظهر للمجتمعيين بأن أهل شرق السودان تحت عباءته و أنه السلطان الاوحد في شرق البلاد . وفي نفس الوقت أرسل مندوبه إلي الأراضي المحررة للإعتذار لموًتمر البجا.
أما حكومة الإنقاذ فبدأت تغازل موًتمر البجا من علي البعد ، ففي ربيع هذا العام أرسلت حكومة الإنقاذ مشايخ و عمد قبائل البجا إلي القاهرة للإجتماع بممثلي موًتمر البجا، و بالفعل فقد إنتهي الإجتماع علي أن يعقد إجتماعاً آخر في شهر يونيو المنصرم في الأراضي المحررة . و لكن الحكومة رأت أنه لاداعي لإرسال مشايخ و عمد البجا إلي هناك . أما الأن و علي مستوى أرفع و من وراء الكواليس فقد أصبحت حكومة الجبهة تلعب إحدى سيناريوهاتها السيئة ، فهي تريد أن تغري الموًتمر ببعض المناصب في الحكومة لوقت لا يتعدى إلا قليله . و بعد ذلك يكون حال الموًتمر كمن رضي من الغنيمة بالإياب . اما الميرغني و بعد أن يوقع إتفاقيته مع الحكومة ، فسوف يرجع إلي السودان حاملاً بعض الغنائم و التي من ضمنها قبول موًتمر البجا بهذه الإتفاقية والتى لا أعتقد أن بها كثير من مبادئ موًتمر البجا . واقع الأمر ان حكومة الجبهة و الميرغني هما وجهان لعملة واحدة ، و يقيني أنهما إتفقا علي التخلص من موًتمر البجا نهائيًا .
فمنذ الإستقلال و الشرق يعاني من التهميش و سيطرة حكومات الخرطوم المتذبذبة ، الأمر الذي ادي إلي قيام موًتمر البجا عام 1958. حينها أدرك حزب الشعب الديمقراطي (حزب الشعب) أن القضاء علي الموًتمر من اولوياته لتبقي سيطرته علي شرق السودان ، لذا عندما رشح الدكتور عثمان بلية (الموًسس الأول لموًتمر البجا) في الدائرة الوسطى ببورتسودان باسم حزب الشعب آنذاك . عمد حزب الميرغني إلي ترحيل الناخبين (أولاد الختمية) من الدائرة الوسطى إلي دوائر مناطق القنب و عيتباى لأضعاف جماهير دائرة الدكتور بلية ، هكذا إستهدف حزب الشعب موًتمر البجا في شخص الدكتور بلية إذ أسقط الدكتور رغم ترشيح حزب الشعب له .
بعد ذلك عاش موًتمر البجا في وجدان الشعب البجاوي إلي أن ظهر علي سطح السياسة السودانية عام 1994 بجناحه العسكري . الأن و نحن نعلم تمام العلم بأن القصد من تلك المراوغة و الإجتماعات به ماهي إلا لطمس هذا الموًتمر و القضاء عليه كلية .لذا نحن في اعلان فلادليفيا نقدم النصح للوفد المفاوض عن موًتمر البجا بأن يتمسك بما ورد في بيان فلادليفيا والذى من أهم نقاطه:
عدالة تقسيم السطة و الثروة. الحكم بالفيدرالية حق تقرير المصير لأهل الشرق إسوة باخوتهم في جنوب السودان و جبال النوبة و النيل الازرق . و كثيراً من الخطوات الأخري . ليعلم الجميع أن إقليم شرق السودان به مواقع إستراتيجيه بالنسبة للسودان . فميناء بورتسودان و سواكن بل ميناء هوشيري والتي سميت بشاير عنوة ما هي إلا بوابات يطل السودان منها للعالم أجمع . اضف إلي ذلك الجبال الزاخرة بالذهب في أرياف منطقة عيتباى عامة . بالله عليكم كيف يموت الشعب البجاوي جوعاً ؟!! ومنطقتهم مليئة بالذهب و خيرات البحر الأحمر . زيادة علي ذلك نجد الغاز الطبيعي في جنوب سواكن و الحديد في منطقة فودكوان ، بل ينقل النفط السوداني عبر البحر ألاحمر . بهذه المناسبة كنت قد التقيت بإحدي الشخصيات الامريكية المشاركة في الندوات التي اقيمت في أسمرا عن السودان عام 2002 فطرحت عليه سوًالي عن رأيه في السودان بصفة عامة و شرقه بصفة خاصة . فقال لي بالحرف الواحد
"Eastern Sudan is the poorest area which I have ever seen in the world”
هذا هو شرقنا االذي افقرته الطائفية و حكومة الجبهة القومية . فعليكم أيها الوفد المفاوض ان تحملوا معكم شوتالآتكم و سيفوكم كما قال دكتور موسى سيدى و اعلموا أن بقايا إدارة كتشينر لها سياسة خاطئة منذ الإستقلال .
عاش السودان الجديد
عاش موًتمر البجا
اللجنة التمهيدية لفرع أمريكا الشمالية
لجنة الإعلام
هاشم محمد الحسن
[email protected]
|
|
|
|
|
|