الثابت ومنذ قديم الزمان أن العلاقات بين الدول تحكمها المصالح الإقتصادية والسياسية والأمنيه وما يتصل ؛ لكني أجد في السودان واثيوبيا مثال جيد ، ونموذج لدولتين يقودهما الوجدان الواحد قبل كل شئ وانطلاقآ من إحترام متبادل ، وعلى المستويين الرسمي والشعبي أيضآ لا اعتقد أنه – وعلى إمتداد سنوات – قد حدث أي نوع من التراشق الإعلامي ،أو إطلاق التصريحات السلبية العدائية من أحد طرفي العلاقة ( السودان واثيوبيا ) وهذا أمر جيد . وقد يسأل البعض ، وماذا عن أراضي الفشقة والأحاديث التي تُثار حولها ؛ كنت قبلآ أتساءل أيضآ ؛ لكني الآن على يقين أن هنالك حقائق مهمة في الموضوع غير مملكة للرأي العام يتوجب على السلطات السودانية نشرها والتصريح بها حتى لا تكون خميرة عكننة أو أحاديث سياسية للبعض ، وأود تبشيركم أن الذي نما إلى علمنا لا يتعلق بملكية الأراضي ، لكن فقط دعوني هنا أن أشدد على أهمية تمليك الحقائق للرأي العام في مثل هذه الأمور . وما أنا بصدده هنا هو جمال العلاقة ، والفرص الكبيرة المتاحة بين البلدين ، والتي كانت الأساس لكثير من التفاصيل الجميلة فكان التواصل الفني ، والتزاوج ، متوجآ بالعشق الاثيوبي للسوادن – الذي يبادله العشق بالتأكيد - و الممتد عبر الأجيال ، منذ عهد الراحلين سيد خليفة ، ووردي ، وأحمد المصطفى بإعتبارهم أهم سفراء الأغنية والى اليوم لم ينقطع الوصل الفني مع اثيوبيا وعن الجمهور المحب للغناء السوداني هناك ، وأيام هيثم كابو وهارموني قبل سنوات أذكر أنه استضاف الراحل نادر خضر الذي قال :" أن بروف الماحي سليمان أحد الذين يعلمون ، و يَقِرون بأن أصل الموسيقى السودانية إثيوبي " ! .... وهذا برأيي ربما يفسر تفاعلنا مع الغناء والموسيقى الاثيوبية ، وكذلك حب الإخوة الاشقاء في اثيوبيا للغناء السودان قديمه وجديده . قبل فترة كتبت - في سودانيزاونلاين دوت كوم – مقترحآ لقناة النيل الأزرق ، ومنتج أغاني وأغاني بضرورة تجديد البرنامج الناجح ، والذي ظل لسنوات ولم يطرأ أي تغيير بفكرته الأساسية ، بضرورة التوجه لإثيوبيا برفقة المطربين السودانيين المشاركين في البرنامج وتسجيل الحلقات من هناك بمشاركة المطربين الإثيوبيين الذين أجادوا أداء الأغنيات السودانية ، وهذا في حد ذاته تكريم للإخوة الاثيوبيين ، فقائمتهم طويلة ، ودون أدنى شك هم الشعب الوحيد بالعالم الذي يغني فنانوه ويطرب شعبه للغناء والموسيقى السودانية ، ويجب أن نعمل على تقدير هذا من خلال برنامج أغاني وأغاني على سبيل المثال ، وهو شعب عظيم تاريخه ملهم ، ومن الأهمية التوقف عند هذه الحقيقة. ونتوقع في المستقبل القريب أن تحقق الجارة اثيوبيا الريادة في العديد من المجالات ، وأن بوادره قد لاحت الآن في مشروعات البنى التحتية ، والمشروعات الاقتصادية العملاقه ، وقطاع المواصلات الوطني ، وكذلك قوانين الاستثمار الجاذبة ، والتي يجد السودانيين فيها معاملة خاصة ، وتظهر طفرتها في عناوين النشرات الاقتصاديه . وقبلآ أيضآ ناقشت أننا واثيوبيا أكثر دولتي تكامل ، وفقط بتنظيم العلاقة وتطويرها بإمكاننا تحقيق كل المكاسب المرجوة ، وعلى كل المستويات خاصة واننا يمكن أن نجعل من اثيوبيا دولة تعتمد على الموانئ السودانية وهذا مكسب كبير للبلدين وهو مجرد مثال فقط . هذا غير الثقل السياسي ، ودورها في الشأن السوداني منذ وقت طويل ( في مختلف الحِقب ) . المهم الآن هو الاستفادة من الفرص المتاحة بيننا واثيوبيا ، فهذا أفضل لنا من أن نستمر كحديقة خلفية لغيرها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة