|
أثرياء الحرب في دارفور! بقلم الطيب مصطفى
|
02:36 PM Apr, 18 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لستُ أدري ما إذا كانت الحكومة قد اطلعت على التقرير المخدوم الذي أعده الأستاذ محمد حمدان ونشره في (السوداني) من عدة حلقات فقد والله كشف عن بعض جوانب الشر التي يعربد فيها الشيطان الذي وجد له مناخاً ملائماً في دارفور لا أظنه سيطوى أو ينتهي بعد أن تحولت أرض القرآن إلى أرض يرتع فيها الشيطان ليذيق أهلها بل والسودان بأكمله صنوفاً من العذاب. إذا كنا قد تحدثنا مراراً عن أمراء الحرب الذين يديرونها من بعيد بينما هم يتنقلون بأوداجهم المنتفخة من مال السحت بين باريس ولندن وكمبالا وتل أبيب فإن هناك أثرياء حرب يعيشون داخل معسكرات الإغاثة بعد أن نصبوا أنفسهم شيوخاً لتلك المعسكرات التي جعلت منهم أصحاب أموال وعقارات وعمارات وعربات دفع رباعي من خلال تلاعبهم بالإغاثة التي تأتي بها المنظمات من خارج الحدود. نعم فإن تقرير محمد حمدان يتحدث نقلاً عن بعض موظفي مفوضية العودة الطوعية وإعادة التوطين ممن يرفضون ذكر أسمائهم خوفاً من العقاب أو نقلاً عن بعض موظفي الإغاثة.. يتحدث عن شيوخ معسكرات النازحين الذين امتلكوا العمارات السوامق والمحلات التجارية والسيارات الفخمة من مواد الإغاثة والتموين التي تقدمها المنظمات حيث يمسك شيوخ المعسكرات بدفاتر الإغاثة وكشوف النازحين غير المطابقة للواقع الفعلي!. إمبراطوريات تكونت بفعل التلاعب في كروت الإغاثة من خلال وسائل كثيرة أهمها ما سماه بـ (الدوبليكشن) فقد وجدوا أن البعض يصرف 42 مرة بأكثر من اسم ومن أكثر من منظمة وآخر يصرف 79 مرة بل إن (كل الحافلات التي تعمل بخط نيالا السوق – معسكر كلمة) مملوكة للنازحين (واضطررنا لاستئجارها منهم في أحد المناشط بشرط مشاركتهم) كما يؤكد أحد موظفي الإغاثة!. من العجائب التي تحدث عنها التقرير أن المفوضية تتحدث عن عودة 176 قرية من مختلف ولايات دارفور ولكن المنظمات تقول إن دفاترها لم تشهد أي تناقص في أعداد النازحين بالمعسكرات والسبب يكمن في أن كروت الإغاثة لم تنقص فقد حل آخرون عبر البيع والاتفاق وغير ذلك من الوسائل مثل (الدبلوكيشن) وهناك اتفاق بين بعض الشيوخ وموظفي المنظمات وما خفي أعظم وأجل!. استفاض التقرير في كشف حقيقة أن شيوخ المعسكرات إلا من رحم ربي يستفيدون من استمرار المشكلة ولا يرغبون البتة في الحل أو في عودة النازحين ويقاومون أي محاولة لتفكيك تلك المعسكرات. توزيع الإغاثة من خلال الكروت الوهمية كثيراً ما يتم بالتنسيق بين موظفي المنظمات والشيوخ الذين يقومون بعد فراغ المنظمات من تسليم الإغاثة بتوزيع بعض الحصص على النازحين وإرجاع 40% من المواد إلى السوق ويتم تقسيم العائد مناصفة بين الشيوخ والموظفين فالمواد التي تنقل الى المعسكرات بالعربة، تعود إلى السوق بعربات الكارو!. يقول التقرير إن المعسكرات يبلغ عددها أكثر من 105 معسكرًا تتمركز بشكل رئيسي في عواصم الولايات والمدن الكبرى وتقول الأمم المتحدة إن 1.4 مليون دارفوري يعيشون في معسكرات النزوح ويشكل شيوخ المعسكرات مفاتيح مجتمعاتها ويتصدون لقضايا النازحين ومشكلاتهم وهم أصحاب القرار ولا تستطيع الحكومة أو المنظمات الدخول إلى المعسكرات إلا بإذنهم ويشبهون في وضعيتهم الإدارة الأهلية حيث يتدرج السلم الإداري من الشيخ حتى شيخ الشيوخ وتجمعهم مؤسسة إدارية هي مجلس الشيوخ داخل المعسكر وهؤلاء يعقدون الاجتماعات مع المنظمات ويقدمون قائمة الاحتياجات لها وكثيراً ما يضخمون الاحتياجات. هذه محاولة لتلخيص جانب من ذلك التقرير الضافي، فهل بربكم من مشكلة أعمق من مشكلة دارفور التي أنتج استمرارها شبكات من المصالح فبينما هناك من يشنون الحرب بعد أن ارتبطت مصالحهم باستمرارها فإن هناك أثرياء حرب آخرين من الشيوخ ارتبطت مصالحهم كذلك باستمرار النزوح وربما كانت هناك مصالح أخرى نسجها ذلك الشيطان الذي اتخذ له مقرًا دائماً في دارفور لم تكشف بعد تسهم جميعها في تعميق تلك المشكلة سيما وأن بعض المعسكرات يوجد خارج السودان ولا سبيل إلى وصول سلطان الدولة إليها. إن دارفور في حدقات عيوننا وهي من أكبر مصادر القوة والنهضة في السودان، إن استطعنا إخراج ذلك الشيطان الرجيم الذي استوطن في أحشائها فهلا تداعى أهلها وأهل السودان جميعاً في سبيل إخراجها من كبوتها وإيقاف الحرب الممسكة بخناقها والتي أنهكتها وشردت أهلها وعطلت مسيرتها ومسيرة السودان؟. بين الشهيدين محمد بديع والرنتيسي د. محمد بديع زعيم الإخوان بالشقيقة مصر صدر حكم الإعدام في حقه وينتظر التنفيذ ولكن الرجل الذي مر على سجون عبد الناصر والسادات ومبارك والسيسي يشرئب بعنقه إلى السماء ويقول في انتظار حبل المشنقة الأبيات التالية مستبشرًا بالموت في سبيل الله. من عجائب الزمان أن العالم يشهد ويبارك أفعال الانقلابيين في مصر والذين يسجنون الرئيس المنتخب محمد مرسي ويبرئون مبارك وأعمدة حكمه!. الحكم بإعدام بديع يتزامن مع الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد بطل حركة حماس وأحد مؤسسيها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.. إنه الصمود والثبات على المبادئ فهنيئاً للرنتيسي الشهادة وهنيئاً لبديع، إن نفذوا فيه حكم الإعدام، الشهادة التي مضى في طريقها عظماء هذا الزمان من لدن حسن البنا وسيد قطب وأحمد يس والرنتيسي وعلي عبد الفتاح وعبد المنعم الطاهر فإلى قصيدة بديع:
اشنقوني ألف مرة لن تزيدوني مضرة إنني لله كلي ماضياً صوب المسرة مؤمناً بالله ربا والقضا خيره وشره ثم قاضيكم يوما سوف تغشاه معرة حسبنا نمضي رجالا نبتغي في الناس ثورة فاذكرينا يا بلادي وستبقى مصر حرة assayha.net/play.php?catsmktba=4247
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
الحرب في دارفور
- ثم ماذا بعد الانتخابات؟ بقلم الطيب مصطفى 04-16-15, 01:33 PM, الطيب مصطفى
- غازي صلاح الدين وقيمة العفو بقلم الطيب مصطفى 04-13-15, 01:43 PM, الطيب مصطفى
- الزراعة بين المحنة والمنحة بقلم الطيب مصطفى 04-12-15, 01:26 PM, الطيب مصطفى
- أسامة حسون.. آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! بقلم الطيب مصطفى 04-11-15, 01:34 PM, الطيب مصطفى
- أغاني الراب وإصلاح الاتحادي الأصل بقلم الطيب مصطفى 04-09-15, 03:48 PM, الطيب مصطفى
- وزراء أخشى أن يغادروا بقلم الطيب مصطفى 04-07-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- عندما استبدل الجنوب سيداً بسيد!! بقلم الطيب مصطفى 04-06-15, 01:53 PM, الطيب مصطفى
- حسين الحوثي وعارف الركابي بقلم الطيب مصطفى 04-04-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- صحة المواطن وحماية المستهلك بقلم الطيب مصطفى 04-02-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- يا ويل السودان من كتالين الكتلا! 2-2 بقلم الطيب مصطفى 04-01-15, 02:20 PM, الطيب مصطفى
- لنازحون والخطر الداهم يا وزير الداخلية بقلم الطيب مصطفى 03-26-15, 01:50 PM, الطيب مصطفى
- مبروك للبشير إعلان سد النهضة بقلم الطيب مصطفى 03-25-15, 02:19 PM, الطيب مصطفى
- الميرغني واعتزال السياسة بقلم الطيب مصطفى 03-24-15, 01:57 PM, الطيب مصطفى
- بين الترابي والكادوك! بقلم الطيب مصطفى 03-23-15, 01:48 PM, الطيب مصطفى
- عقدة الدونية وسودانية أوباما وزوجة نوح..! بقلم الطيب مصطفى 03-22-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- نبتة التمباك هل هي شجرة الزقوم؟! بقلم الطيب مصطفى 03-21-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين نداء السودان والهجوم على كلوقي بقلم الطيب مصطفى 03-18-15, 02:13 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (3-3) بقلم الطيب مصطفى 03-17-15, 01:24 PM, الطيب مصطفى
- أكل لحوم الموتى بجنوب السودان (2-3) بقلم الطيب مصطفى 03-16-15, 02:08 PM, الطيب مصطفى
- (الصيحة) في عامها الثاني بقلم الطيب مصطفى 03-15-15, 01:10 PM, الطيب مصطفى
- بين حسن عبد الوهاب وإهدار المال العام بقلم الطيب مصطفى 03-14-15, 02:07 PM, الطيب مصطفى
- يتامى المسلمين؟ بقلم الطيب مصطفى 03-13-15, 01:55 PM, الطيب مصطفى
- لماذا يا لطيف؟! بقلم الطيب مصطفى 03-12-15, 12:58 PM, الطيب مصطفى
- بين مصطفى عثمان وياسر يوسف بقلم الطيب مصطفى 03-11-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- المؤتمر الشعبي ولعبة السياسة القذرة! بقلم الطيب مصطفى 03-10-15, 02:44 PM, الطيب مصطفى
- اللهم لا شماتة! بقلم الطيب مصطفى 03-09-15, 01:32 PM, الطيب مصطفى
- مجزرة الاتحادي الأصل! بقلم الطيب مصطفى 03-08-15, 02:14 PM, الطيب مصطفى
- أخطار الصعوط أو التمباك.. اقرأ لتتقيأ! بقلم الطيب مصطفى 03-07-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- مصدر الاعتقاد الحق بقلم الطيب مصطفى 03-06-15, 02:00 PM, الطيب مصطفى
- الضربة الاستباقية .. اقراوا جيدا وسوف تفهمون بقلم الطيب مصطفى 03-05-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
- بين القضاء والصحافة بقلم الطيب مصطفى 03-04-15, 01:59 PM, الطيب مصطفى
- من يقنع الباز؟! بقلم عثمان الطيب مصطفى 03-03-15, 01:42 PM, الطيب مصطفى
- المساواة ثابتة في القرآن بقلم الطيب مصطفى 02-27-15, 01:45 PM, الطيب مصطفى
- المطلوب من الوطني والصادق المهدي بقلم الطيب مصطفى 02-26-15, 01:25 PM, الطيب مصطفى
- دمعات على قبر الزهاوي إبراهيم مالك بقلم الطيب مصطفى 02-24-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- حركات دارفور ودورها في الحروب الأفريقية! بقلم الطيب مصطفى 02-23-15, 01:39 PM, الطيب مصطفى
- بين أردوغان وأعداء الإسلام السياسي بقلم الطيب مصطفى 02-22-15, 01:20 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-21-15, 02:01 PM, الطيب مصطفى
- خطيئة الأصدقاء الجهلة بقلم الطيب مصطفى 02-20-15, 01:31 PM, الطيب مصطفى
- بين سجن دبك وغابة السنط والمأساة المنسية بقلم الطيب مصطفى 02-19-15, 01:14 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني وتصحيح المسار بقلم الطيب مصطفى 02-17-15, 02:53 PM, الطيب مصطفى
- هل يفعلها عصام البشير؟ بقلم الطيب مصطفى 02-15-15, 02:05 PM, الطيب مصطفى
- حزب الميرغني والمسار الديمقراطي بقلم الطيب مصطفى 02-14-15, 03:27 PM, الطيب مصطفى
- حسّنوا صورة المرأة المسلمة بقلم الطيب مصطفى 02-13-15, 01:28 PM, الطيب مصطفى
- هلا أوقفنا إهدار المال العام؟ بقلم الطيب مصطفى 02-11-15, 01:47 PM, الطيب مصطفى
- حدود الحلال والحرام الوطني بقلم الطيب مصطفى 02-10-15, 01:38 PM, الطيب مصطفى
- الترابى واقتراب الاجل بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 05:31 PM, الطيب مصطفى
- عندما عضَّ الرجلُ كلباً! بقلم الطيب مصطفى 02-09-15, 01:29 PM, الطيب مصطفى
- رهينة المحبسين: الجهل والفقر بقلم الطيب مصطفى 02-08-15, 02:36 PM, الطيب مصطفى
- وعادت الإنتباهة بقلم الطيب مصطفى 02-07-15, 06:48 PM, الطيب مصطفى
- رفع الدعم والمعالجات المجنونة!!..الطيب مصطفى 09-18-13, 06:29 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|