قبل سنوات فكر الفريق عبدالرحمن سرالختم في خوض انتخابات اللجنة الأولمبية السودانية .. وقتها كان الرجل يزين كتفه بنجوم العسكرية وصدره بالنياشين والأوسمة باعتباره وزيراً للدفاع ..في الجانب الآخر كان يتأهب لمنازلته اللواء كمال خيرالله وهو جنرال متقاعد ومخلص للرياضة..أهلية الرياضة لم تكن تضع وزناً للتراتبية العسكرية، ولا ثقلاً للأوزان الحكومية..خاب مسعى وزير الدفاع وخسر معركته ضد أحد جنوده.. ومن قبل صرع كمال شداد أستاذ الفلسفة اللواء إبراهيم نايل إيدام أحد قادة مجلس قادة الإنقاذ العسكري في معركة رياضية..بعدها مضى إيدام إلى الأرشيف الحكومي فيما احتفظ شداد بنجوميته. منذ أشهر أتابع عن كثب معركة الاتحاد العام للكرة السودانية ..لم أكن أبداً متعاطفاً مع الدكتور معتصم جعفر الذي قضى سنوات طويلة في منصب رئيس الاتحاد.. موقفي يتسق برفضي لمبدأ (الكنكشة) في كل الميادين..كما أن الخيار الآخر المدعوم من الحكومة يمثل عندي أحد أوجه الفشل السياسي والدبلوماسي..عبدالرحمن سرالختم كان دائماً ابن الإنقاذ المدلل..تمت إحالته للتقاعد في أول كشوفات الانقلاب لكنه عاد متسللاً للأضواء عبر وكالة اللاجئين.. ثم لاحقاً تمت إعادته للخدمة وترقى إلى أن وصل منصب وزير الدفاع ..بعد نهاية مشواره العسكري انتقل بقرار رئاسي ليعمل سفيراً في مصر ..بعد أن انتهت سنواته تم نقله استثناءً إلى أديس أبابا دون المرور بالخرطوم. تلك المقدمة تجعلني في الحياد في الصراع الدائر في اتحاد كرة القدم السوداني ..لكن التطورات السريعة تحتم علينا أن نقف مع مصلحة المواطن السوداني ..استرعى انتباهي ضعف التكتيك في مجموعة الفريق عبدالرحمن سرالختم..حيث تمكنت المجموعة الأخرى أن تقودها إلى ميدان معركة تعرفه وتحدد آجاله مسبقاً..وبما أن كرة القدم فقدت منذ زمن مبدأ السيادة الوطنية، وباتت محكومة بمنظومة عالمية ركزت، مجموعة جعفر على هذه الزاوية..جاء الإنذار الأول بالتمديد لاتحاد معتصم جعفر حتى نهاية أكتوبر الجاري..انقسمت لجنة الانتخابات على نفسها..لكن التيار الحكومي أصر على استمرار العملية الانتخابية ضارباً بعرض الحائط مستقبل الكرة السودانية. بالأمس لاح شبح تجميد النشاط الرياضي بسبب طريقة الفريق عبدالرحمن في إدارة المعركة..الوزير السابق اتكأ على الحكومة في احتلال مكاتب الاتحاد العام ..وبما أنه لم يكتسب شرعية من الاتحاد الدولي لكرة القدم عد الأمر تدخلاً حكومياً وفق رسالة الفيفا المؤرخة بتاريخ ٧ مايو والتي تمهل وزارة العدل مهلة ثلاث ليال بلحس قرارها، وإلا سنكون عرضة للتجميد الذي يتخذه المجلس التنفيذي للفيفا في أقرب اجتماع..المعركة الآن ببؤس تخطيط الفريق باتت مواجهة بين الفيفا وحكومة السودان التي لديها ما يكفيها من مواجهات مع المجتمع الدولي. في تقديري..ليس من المفيد أن تدفن الحكومة رقبتها في الرمال..بات واضحاً هنالك رغبة حكومية في التدخل في ميدان اتحاد الكرة ..فقد حملت الصحف أمس خبراً يفيد بأن أمين مال الاتحاد في طريقه إلى محكمة المال العام..إن حدثت تلك الإدانة سيكون النائب البرلماني أسامة عطا المنان أول مسؤول حكومي تتم محاكمته على الملأ في تاريخ الإنقاذ الطويل والمليء بفقه السترة..تلك الشواهد تتطلب من الحكومة أن تنحاز في هذه المعركة للمواطن البسيط الذي زهد في كل شيء باستثناء حبه لكرة القدم. بصراحة ..مطلوب من رئيس الوزراء الفريق بكري حسن صالح أن يعالج هذه الأزمة بالقدر الذي يمنع حدوث أذي جسيم في مسيرتنا الكروية..العلاج يبدأ بانسحاب الحكومة إلى مربع الحياد، وممارسة الضغط على أولادها في المعسكرين. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة