|
أترفضون رقص الشباب وتسمحون للشيخ السبعيني بالرقص صباح مساء ؟ عبدالغني بريش فيوف
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أترفضون رقص الشباب وتسمحون للشيخ السبعيني بالرقص صباح مساء ؟
عبدالغني بريش فيوف...
من الأمور الشائعة جدا بين الناس ، هي أن ينهى شخصٍ ما عن فعل وعمل ما ، ثم يأتي هو بمثله ، وهذا الشيء نبهنا إليه الشاعر الفارسي أبو الأسود الدؤلي في شعره :
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم..
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم..
فقد قدمت إلى السودان مؤخراً فرقة أمريكية بإذن من وزارة الثقافة السودانية لتقديم دروس في الغناء والرقص بحركات أمريكية. إلآ أن البرلماني " دفع الله حسب الرسول " ، انتقد وزارة الثقافة ، وقال: إن الأمريكان رقصوا مع بناتنا بإذن من وزارة الثقافة ، وهذا لا يشبه البرنامج الإسلامي . مضيفاً " ما دايرين سفاراتنا تتحول لمراقص " ...( بناتنا قال !! هو في أمريكي برقص مع بناتكم يا زول !!؟.
ووصف حسب الرسول من يروجون لهذه البرامج بأنهم (حيوانات) ، ونعت الذين يحضرون الحفلات بعديمي الفائدة ، واتهن بعض المسؤولين الحكوميين بتدمير السودان عبر لهثهم وراء الدولارات .
سبحان الله العظيم !! ..هذا البرلماني الإنقاذي -أيها القُراء الأفاضل يتحدث وكأنه ليس جزءاً من النظام الذي يرأسه عمر البشير الذي يعرض مهاراته الرقصية ليل مساء ، ليس في الصالات المغلقة أو في المنازل والبيوتات " للزوم احترام موقعه وكدا كرئيس دولة!! ، إنما يعرض هذه المهارات أمام التجمعات الرسمية والشعبية في بلاده وخارجه .
ما هذا ؟
ايأمرون الناس بالبر والإحسان وينسون أنفسهم ؟
ما هذا؟
أحلال عليهم وحرام على الآخرين ؟
ما هذا؟
ولعل من أكبر المفارقات التي يقع فيها شيوخ الإسلام اليوم وهم يتكلمون عن الأخلاق وقيم الإسلام وغيرها ، أنهم أصبحوا يعيشون تناقضات في داخلهم ، فكيف نفسر حديث الشيخ دفع الله حسب الرسول عن الفرقة الأمريكية للرقص والغناء ، ولا يجد غضاضة في السكوت عن رقص رئيسه ، بل إنه على استعداد لتحريف القرآن وتزوير معانييه لتبرير رقصاته أمام مرآى الجميع !! .
وكيف نفسر أيضا الحفلات الغنائية والرقصاتية التي ينظمها وزراء النظام ومسؤوليه في العاصمة السودانية الخرطوم من وقت لآخر ، ولا يكاد يتحدث من نصبوا أنفسهم ممثلين " لله سبحانه " في الأرض عنها ؟. أليست من تعاليم الدين الإسلامي أن يبدأ المسلم بنظافة بيته قبل مطالبة الآخرين بنظافة بيوتهم ؟ .
المشكلة التي يعاني منها السودان والسودانيون في عهد الإنقاذ ، تكمن في هذه المواقف المرتبكة التي تلتمس " الحلال" للبعض في أمور ، وتحرمها على البعض الآخر في تناقض صارخ ومعيب للدين الإسلامي وقيمه . وفي هذه الإزدواجية الإسلاماتية – ((( افادت صحيفة هافينغتون بوست الاربعاء 11/27/2013 نقلا عن وثيقة سربها ادوارد سنودن ان وكالة الامن القومي الاميركية (ان اس ايه) تجسست الكترونيا على اسلاميين متشددين يدخلون باستمرار الى مواقع الكترونية اباحية ، وذلك بهدف فضحهم وكشف نفاقهم.
وبحسب الصحيفة فان وكالة الامن القومي ترغب بكشف "نفاق" ستة اسلاميين متشددين تجسست عليهم وتبين لها انهم يدعون في العلن الى الجهاد والالتزام الديني في حين انهم في السر يواظبون على دخول المواقع الاباحية .
وورد في الوثيقة التي حصلت عليها الصحيفة ان وكالة الامن القومي خلصت الى ان "سلطة هؤلاء الافراد المتشددين تصبح على ما يبدو اكثر هشاشة عندما لا تعود سلوكياتهم الخاصة والعامة متجانسة.
واضافت الوثيقة، وهي خلاصة تقييم اجرته الوكالة لاختبارات سابقة، ان "بعض مواضع الضعف هذه، في حال تم كشفها، تطعن في مدى التزام هؤلاء الاشخاص المتشددين بقضية الجهاد مما يؤدي الى تقليص او حتى زوال سلطتهم بالكامل .
وتابعت ان من بين الادلة التي جمعتها الوكالة مشاهد تظهر متشددا اسلاميا وهو "يشاهد محتوى اباحي فاضح على الانترنت او يستخدم كلاما جنسيا فاضحا مع فتيات صغيرة يفتقرن الى الخبرة" الجنسية"))) .
إن خبر الصحيفة الأمريكية يبين بوضوح المعايير المزدوجة الممارسة عند الإسلاماويين بصفة عامة ، وإنه من المؤسف حقاً أن يملأ شيوخ المشروع الحضاري في السودان الدنيا ضجيجاً وصراخاً بشأن إقامة حفل " رقص وغناء" أمريكي ، ثم يسهبون في سرد الأعذار والمبررات لرئيسهم عمر البشير الذي يرقص رقصات يصحبها كثير من العبث الذي يترفع عنه حتى الأمريكان .
وفي الختام –نقول لشيوخ الإنقاذ ولدعاة العفة والشرف ووووووووووووو.
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم..
أما إذا لم تستحوا من أفعالكم وأعمالكم المشينة المخجلة ، فأصنعوا ما تشاؤون .
والسلام عليكم...
عبدالغني بريش فيوف
|
|
|
|
|
|