|
آلية (7+7+2)..!!....حديث المدينة/عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الثلاثاء 19أغسطس 2014 لدىَّ اقتراح مهم للغاية يمكن أن يساهم في تطوير فكرة مشروع الحوار الوطني. اللجنة التي تشرف على هذا الحوار أطلق عليها اسم (7+7) وهي إشارة إلى جانبين متقابلين بتمثيل متساوٍ سبعة أعضاء لكل جانب.. الجانب الأول هو حزب المؤتمر الوطني والأحزاب المتحالفة معه في الحكومة والجانب الثاني هو المعارضة بكافة أحزابها التي قبلت بالانخراط في الحوار الوطني، لماذا لا نطور هذه اللجنة لتصبح (7+7+2).. أي إضافة طرف ثالث مكون من عضوين ممثلان (إعلان باريس). (إعلان باريس) نشأ من تفاهم ثنائي بين تحالف فصائل مسلحة منضوية تحت (الجبهة الثورية) من طرف وحزب الأمة القومي من طرف آخر وبغض النظر عن رأي الحكومة في هذا الاتفاق, فإنه قد يوفر حلا انتقاليا لمشكلة انخراط الفصائل المسلحة في الحوار الوطني.. حيث إنها عملياً لا تستطيع الحضور للخرطوم لانعدام الثقة في ضمانات الحكومة، فمن الممكن افتراض أن حزب الأمة القومي ُمُفوض بموجب (إعلان باريس) بتكوين واجهة سياسية تمثل هذه الحوارات في مائدة الحوار الوطني.. بالتأكيد لن يستطيع حزب الأمة تمثيل هذه الحركات إلى آخر المطاف لأن تفويضها لن يكون مفتوحاً (شيك على بياض) لكن في المراحل الأولى من الحوار والتي تتعلق بالمبادئ والخطوط الإطارية، يمكن بكل سهولة لحزب الأمة تمثيل الجبهة الثورية إلى المدى الذي يجعل بعد ذلك متاحاً أن تنتقل إلى التمثيل المباشر بممثل يحضر إلى الخرطوم ويشارك من داخل قاعة الحوار الوطني أصالة عن الجبهة الثورية. هذه الطريقة توفر مخرجاً عملياً (براجمتيا) يتخطى شكليات الخلاف حول (إعلان باريس) ويصوب نحو الغايات الإستراتيجية في الوصول إلى تفاهمات وطنية تحقق أول ما تحقق إطفاء نار الحرب في الأقاليم الثلاثة، ثم تمهد منصة توافق وطني (لم اقل اتفاق) فالتوافق يحفظ خطوط الاختلاف في إطار منهجي يمنع أن يتحول الخلاف دائماً إلى حالة تخاصم وتفاصل وتقاتل. فالتوافق الوطني هو اتفاق على أدب الخلاف الرشيد. في تقديري هذه الفكرة صالحة تماماً إذا توفرت النوايا السليمة والبصيرة السديدة التي تنظر إلى المستقبل دون أن تثقل صدورها إحن الماضي والمرارات الشخصية التي تراكمت مع سنوات الاحتراب السياسي الطويلة ولحسن الحظ المسافات الفاصلة بين مكونات المجتمع السياسي السوداني ليست عسيرة على العبور فالتمايز والتباعد الفكري والسياسي بين الأحزاب السودانية ليس عميقاً لكنه مشحون بالتغابن والمرارات الشخصية. الفكرة في رأيي سهلة فهل تجد طريقها في التنفيذ؟.
|
|
|
|
|
|