باختصار شديد .. وبدون لف او دوران او تحليل منمق كثلما كنا نكتب كثيرا ونسكب الكثير من المداد .. فإننا في هذه المرة وبجلاء تام ، نري ان المستقبل السياسي في الحكم سينحصر بين المؤتمر الوطني والجبهة الثورية من حيث توافر الزخم الجماهيري الحالي لكل منهما .. فضلا علي توافر السلاح لدي الطرفين والمقرون باستلامهم للعديد من مفاتيح حل المشكلة السودانية كواقع لايمكن تفاديه .افحزب الامة الأمة كثال وكحزب لايزال ينبض بالحياة ، سيكون في صف الثورية حيث وقع معها مبكرا نداء السودان بباريس..والشعبي حسب الدلائل والتطورات الاخيرة وحراكه في الحوار الجاري ، سيقف لاحقا في صف الوطني وربما تاتي معهم العدل والمساواة بسبب ميولها للشعبي.اما الاتحادي القديم فقد اصبح حزب فكة .فالحزب الاتحادي الاصل قد تشظي الي تلاتة فصائل جديدة .. والاتحاديين المسجلين مسبقا كاحزاب في الساحة عددهم تلاتة ايضا. . فضلا علي الجفاف المادي لدي الست فصائل اتحادية... عدا حزب الدقير الذي شارك مبكرا وله مكوناته المادية التي ربما يصمد بهاإن عادت الديمقراطية المفتوحة بغض النظر عن توقعات كسبه فيها .ويمكن القول بانه قد تم اسدال الستار علي الاتحادي القديم بكافة فصائله الا ان تتوحد .. وهذه جميلة ومستحيلة مثلما نري الان في مشهده السياسي ، او تتحالف فصائل الاتحادي مع الوطني.. شانها شان احزاب الفكة التي انشطرت من الامة القومي.اصلا ثقافة التفتيت هذه ، هي خطة الترابي منذ بدايات استلامه للسلطة في 30 يونيو 1989م . وقد نجح في خطة التفتيت تماما وبتقدير ممتاز .. لكنه لم يستثمر مخرجات التفتيت مطلقا .. ولعل حال الوطن قد ازداد تعقيدا بضخامة اكبر من عام 1989م .ومن يقل بغير ذلك فهو محض مكابر لا يعتد برأيه في الميدان السياسي .اما عن مقررات جماعة الاصل في اجتماع ام دوم او الاصل في ام بدة .. ستبقي مجرد محاولات لتاسيس شيء من العدم .فمولانا الميرغني الكبير قد اغلق بوابات حزبه وسافر دون وضع بدائل لتسيير الحزب . ولن يعود اطلاقا بسبب ظروفه الصحية التي تتاقلتها الوسائط همسا ثم جهرا .. ما ادي الي ان يصاب حزبه باليتم المبكر.وابناء الميرغني لم يعرف عنهم خوضهم لغمار السياسة ومتاهاتها لبعدهم عن الوطن اجمعين. .. وليس لديهم الطموح والتصدي والسعي للحكم بسبب التواجد خارج الوطن ولن يلزمهم احد علي هذا التصدي المرهق في السودان.لقد اسدل الستار الان علي اعرق حزب.. وهو حزب الحركة الوطنية الذي كان فارس السباق بصندوق الانتخابات في زمان مضي . . لقد اصابه الاضمحلال .. شأنه شأن حزب الوفد المصري الذي غادرته الجماهير القديمة بعد ان كان يحكم مصر منفردا قبل ثورة 23 يوليو 1952م في مصر .أخيرا نقول ... مبروك الحكم القادم بين الوطني وقطاع الشمالولعلهم يستفيدون من دروس الماضي ويحققوا شيئا لشعبنا بعد الدمار الذي لا يشعر به الا من اكتوي بناره الحارقة في كل شيء.وابدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا .أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة