مبارك الفاضِل المهدي، طارِح نفسو زول أمريكا، وقاعِد (يضرّي ساكت) في هبوب الله.. تارةً يتحدّث بلسان الحكومة، ومرةً يستلِف لسان الحركة الشعبية، ويمكنه أن يخطِف لسان إبن عمّه، وقد يأتي أحياناً بالمفيد بأن لواشنطون الكثير مما تفعل، في ميدان السودان. المُبارك يتحدث باسم الجميع، و لا أحد يقبل منه عطفات اللسان. فالحركة الشعبية التي يناضل معها، أرسلت له تحذيرات مُبطّنة، حتى لا ينجرِف فيكون ناطقاً رسمياً باسم الحكومة، اللّهُم إلا إذا ثبت شرعاً، أنه سيأتي رئيساً للوزراء.. والقصّة دي ما بعيدة، إن كان هؤلاء الـ .... قد استخدموه لدى الامريكان، وهذا على كل حال، ما يبدو واضِحاً للعيان. ورغم خلافهما، فإن الرجل يُصِر على الترويج لغريمه، فيقول أن الصادق المهدي طلبَ مقعد مراقِب، في المؤتمر الختامي للحوار الوطني، و لكن الحكومة رفضت. ويقول أيضاً، أن الصادق قدّم مقترحاً للحكومة بتأجيل التشكيل الوزراي لست شهور، لكن ناس الحكومة ــ برضو ــ رفضو ذلك الاقتراح.. أي بمعنى إن الصادِق عاوِز يشارِك في الحكومة، وما لاقي طريقة.. لكن إنت (الحارِق رُزّك شنو) في الموضوع دا؟ مبارك هو صناعة الصادِق، وهو نموذج إبن الطائفة الذين لم يجد الإمام غيره ليتقدم الصفوف عندما كان رجال الانتفاضة يسدون عين الشمس.. الصادق لم يعجبه إلا هذا، فعيّنه وزيراً للتجارة، للصناعة، للداخلية، إلخ إلخ، تعرفوا ليه..؟ لأنه مُتعهِّد شتيمة الديمقراطيين، وبسيولة يحسده عليها السلف! ورغم ذلك، احتضنه التجمُّع، ونصّبه الشيوعيون أميناً عاماً. من يريد معرفة السبب عليه أن يُسائل الشفيع خضر، الله يطراهو بالخير! والمهم، الزول ما صبر كتير، على عبء النضال، فدلف نحو الحكومة كمستشار.. خرج من الخندق وقبع في القصر.. لمّا لِقى نفسو قاعِد في كرسي وتربيزة، قال أحسن يمرُق، واللّيلة الليلة: عاوِز يدخل تاني! هو صناعة الصادق، وقاسِم حزبه إلى نِصفين عندما نزع بمجموعة من شباب الأنصار المتضجِر من سياسة تحجيم الحزب تحت قناع البيت.. هذا الشباب نفسه انقشع عن مبارك، لأنه سعى إلى تكرار ما نَهى عنه، بذلك تشظّى الحزب كأبدع ما يكون، متفرقا بين مسار، ونهار، والصادق الآخر، وجميعهم جلَسَ حيث تريده «سِت البنات»! الحِين، يتداعي مبارك من أجل العودة للقصر، مُسابقًاً خيول الريح و بعشمٍ لا ينقطع في (قومٌ اذا استبح الأضياف كلبهم، قالوا لأُمِهم.... ذاك الكلام العجيب! مبارك، الذي يطرح نفسه كمُتحصِّل معلومات، هو مَن أخفى المعلومات وضلل النّاس، حتى وقع ما وقع، من بلاء الجبهة على السودان. اليوم يحاول ان يكون بوقاً للجميع، حكومة ومعارضة.. مبارك يطرح نفسه بتاع كلّو، وكل الاطراف كذّبت ما ذهبَ إليه، إذ لم يعُد دقيقاً حتى في النقل.. الحكومة كذّبت قوله بأنها وافقت على مقترح عبور الاغاثة عبر أصوصا، و الحركة أكدت أنها لم تتفق مع الحكومة على شيئ مما جرى على لسانه.. لكن سيادته يطرح نفسه كمبعوث أمريكي في المنطقة، وأن دونالد ترامب ــ خلاص يعني ــ حيسمع كلامو! وبعدين يا مولانا، ألا ترى أن هؤلاء الـ.... أفضل لأهل هذه البلاد، من الاحتباس الحراري، ومِن سفر الخريف؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة