في دارفور، الغُباشة هي شراب المسلمين. وعند أهل المِحاية، فأن الفكي الحار “يشربْ حَار، ويكتبْ حَار”. وقد كانَ للمعوكابي غِناءه: صَلاة نصلّو، والصيام نَصُومو، وأُم بَليلي ما نخلّو. ودْ أب قمصان، قال لي ولدو بُشري، والذي كان زول طشمة: يا ولدي إنت بقيت زول كبير، وعندك نَسَابة، ليه ما تعقل شوية، وتخلي الشّغلة الخرقا، البتسوي فيها دي؟ رد عليهو بُشرى: شَغَلة خرقا كيف يا أبوي، إذا كان عبّارين بس منّها، يخلو الدنيا دي كلها تبقى حقتك؟ قبل الأديان،عرِفت الإنسانية، البُقانة والكوشيب... عرِفتها وهادنتها، ولم تقطع معها صِلات الأرحام.. الغُباشة، زرِعْ بِلادنا، وطَحين أُخواتنا.. أها، الحُرمة جَاتا من وين؟ أكان ما الفُقرا شُغلهم بلباص، هي حلال، من زمن الوُرّاث.. والبقارة قالوا: “الشاي دا، ياهو مريستنا مع الرجال”! ودمَعوك، على العليهو، بطنو كركبت من الجوع. خطف ليهو ديك مِن قوقة الجيران، ضبحو، ونجّضو، واتعشى بيهو. في الصباح، لقى أهل الدّيك، معاهم البواليس واقفين ليهو فوق كرّاب العنقريب.. قال: آآناس، ما تخافوا الله،، البعَشوم كل يوم شايل منكم جَدادِي، ما جبتوا ليهو البوليس. أنا المسيكين، عشان حلّة ليلية، تسوقوا الحكومة كلها تجيبوها لي؟ ودْ مَعوك، عندما تم ضبطه ملتبساً بجردل ملئ بما لذ وطاب من التّمبارة، إبان شريعة النميري، جُلدَ كذا جلدة معتبرة. بعد فراغ العساكِر من وظيفتهم، قال للقاضي الذي قرّعه على فعل المنكر: إيّاهو لبناً ما بْنخلّيهو. والتّمبارة بِتّْ “أُم كِسرة “ تُصنع من بقايا العُواسة وتوضَع في الزِّيرْ، وتضاف إليها الزريعة، ولا يُضيفنَ بها إلا الحبيب الأريب كاتم الأسرار... “تعال لاجُوّا، أشرب ليك حبة تمبارة، ولابِسوِّى شيء”،، فى إشارة لطيفة إلى مشروعية شرابها أولاً، وإلى خلوها من الآثار الجّانِبية. وفي نواحي بليلة يقولون:”تاركة مصفاي، ما عندها جُوداي”.يعني المرا التي تترك مصافِيها ، مافي زول بيجي يكون ليها جودية، إذا وقعَتْ في مُشكِلة. ناس الحِلّة هِناك، شافوا ليهم زول من بعيد ماشي على محل الغُباشة. إتغالطوا فيهو، هل هو قريب واللّا غريب. أخيراً اتضح إنّو الزّول خواجة، فقالوا: سبحان الله، الخواجة دا، متين دخل الإسلام؟ البقنية هي الغبْشا، لبن “فِري”. يقول الهبّانية: الغبْشا لبن الفيل، حلّابَتا عَوين. أُختها من الرِّضاعة، “قُوم زووتْ”، وأُختها بِنْت السِّمسِم تُسمى “كونجومورو”. البَقَنية، فرزها الأوّل،”شايِب دَقَشا شوك”، وفرزها التّاني، “فكِي نِسَى إبريقا”! في ضُنقلة العجوز، أول معقل للإسلام في السودان، قيل في شأنها: غُباشة خدرا ضَهَرْ كديس، تَخِيني، يَجْرِي فوقا السِّوْسِيوْ.غُباشة أُم فندوك، ترمي في الشوك. إنْ مَات فكِي غيرو فِي. وإن مَات مَدّاح، بلا وزاح. وإن مَات مرّاسي، فرْقو علينا قاسي.. قِيلَ، أن عجوزاً نوبياً سألَ صِحابه، وهم يادوبك “دَوَّرَو”، أو بدأوا في اعتماد أوراقهم الرّسمية: إنت يا هاج ساتي.. مرة مرة كِدا، باقة صغيِّرْ بيكفّينا، ومرات باقة حجم عائلي، مايعمل لينا حاجة؟ الحِكاية شنو بالضّبط كِدا؟ رد حاج ساتي قائِلاً: الحِكاية دا، إظِنو، توفيق مِن ربُّنا! akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة