|
... رشاد النميرى فاجعة الرحيل المر ياسرقطيه
|
*** ورحل فرانكو كاسبارى السودان ، رحل رشاد أوسم شباب إفريقيا .... رحل الرجل الذى عبر مشوار الحياة كالطيف ، رحلة حياته العابره كالنسيم كانت قصيره بمقياس السنون وطويله طويله كعمود من الدخان يصعد ويصعد ليعانق المجد فى السماء مات صغيراً بحساب العمر والسنين لكنه كبيراً بما خلفه من جمال وما سطره من روائع بمداد القلب وعمق الخواطر ، رحل رجل المواقف ، همدت حركة الجسد المثخن بالجراح فكم من بروتس كان يحتضن وكم من بروتس كان يلتف من حوله كالأناكوندا عصروه بالألم ، أدموا فؤاده ومع ذلك لم يثر لم يشأ اللوم والتقريظ ، رشاد كان شفافاً كان جميلاً بجمال الطله والمحيا وزاده من الجمال الخصال والأفعال . رشاد رحل عنا وهو باق فينا الى ألأبد ، عبر ، عد ، مرق سريعاً وفات ، عاش للأخرين ولم يعش لنفسه أبداً . ومنذ صغره كان هكذا ، كان رجلاً وكان شهماً وكان كريماً وأصيلاً رشاد الفنان ، رشاد الأمير ، المبدع الموهوب ورشاد المتيم والوله والعاشق لهذا التراب ولهذا الشعب وهذا الوطن . قِله هم أولئك الذين يعشقون ترابهم حد الوله . وقِله هم أولئك الذين يقبلون جباه هذا الشعب ، كل الشعب ، لم أرى رجلاً مسكوناً بحب الأخرين كرشاد . خمسة عشر عاماً قضاها مرتحلاً فى سوح هذا العالم العريض ، خمسة عشر سنةً مكثها البرنس المتوج على عرش القلوب و قضاها فى ام الكره الأرضيه وعاشها خمسة عشره حولاً مع ذويه وأهله فى بلاد العم سام .. ذهب الى بلاد لينكولن بلاد إلكس هيلى ولم ينسى ابداً لا المنبت لا الجذور قدره كان هكذا وهناك تتلمذ وتلقى علومه وهناك درس وتخرج وهناك عاش رشاد وعاصر الحلم الأمريكى . فى أميركا التى نال إعجابها منحوه الهويه أكرموا وفادته ووفادة ذويه فأخلص رشاد لمجتمعه الجديد الذى شب وترعرع فيه فمنحته الدوله هناك شهادة الشرف والأمانه والوفاء والإستقامه وجعلوه مواطنهم فقد أضاف الرجل لبلاد شواطئ الأطلسى بعداً رائعاً وطار لها سفيراً هكذا كرمته أميركا وأميركا لا تكرم إلا الأصلاء والصادقين الرائعين والموهوبين . خمستاشر سنه والحياة فى الغرب مفتوحه على مصرعيها والغرب يقدم لك شئ على طبق من ذهب ، يرعاك ، يمحميك ، يذود عنك ويفتديك ، يهبك كل شئ ويحتويك ليشربك حتى الثماله لكى تؤدى تحية الوطن وتحية العلم لكى تعشق لحن إنشودة ( الرايه المرصعه بالنجوم ) ... رشاد ولأن الله خلقه ليحب ولا يكره لذلك ألقى عليه محبةً من عنده فإنداح الأمير الراحل حباً مدمجاً فى حب . رشاد أحب إثنتين أحب بلاده أمريكا وأحب وطنه السودان . لذلك عاد ، عاد ولم يعاوده الحنين ، كيف يعاود الحنين من كان قلبه يتدقف وينضح ويعمر ممتلاً بالحنين ... الحنين الى هذا التراب لم يفارق أميرنا الراحل ليعاوده كان هذا الحنين ساكناً فيه ... ترك نزار الحياة من وراء ظهره ويمم وجهه الملائكى الصبوح شطر وطنه الأصلى ووطنه المنبت وجاء إليه ليعيش ... ففى هذى البلاد المرء لا يحيا بل المرء هنا يعلف ليبقى وليعيش على حافة الحياة . رشاد شارك شعبه وشارك بنى وطنه الأم ، شاركهم الأفراح والأتراح . عاد أصيلاً كالأرض التى أنجبته وعاد أصيلاً شامخاً ونبيلاً للأرض التى ولدته . ومن بعده هذى الأرض عقرت فرشاد رجل لا يولد مرتين . رشاد واحد وهذا الواحد أفل . رحل رشاد والشمس لن تشرق مره أخرى . لمن تشرق الشمس ؟ الشمس لن تشرق ههنا . لن تشرق فقد غاب القمر . ... . الشمس ستشرق هناك . الشمس ستشرق حيث رشاد . وداعاً رشاد لكننا سنلتقى . حتماً سنلتقى فى عالم اخر فى حياة أخرى حياة بعد الموت . There is life another life my friend life after death إذن لن نقول وداعاً بل نقول الى اللقاء ، الى اللقاء يا رشاد فأنتم السابقون ونحن اللاحقون وفى أمان الله ... ( يا أيتها النفس المطمئنه أرجعى الى ربك راضيةً مرضيه فأدخلى فى عبادى وأدخلى جنتى . ) [email protected]
|
|
|
|
|
|