*الصعود الى الهاويه ياسر قطيه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 03:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2014, 06:42 AM

ياسر قطيه
<aياسر قطيه
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
*الصعود الى الهاويه ياسر قطيه

    .........
    ديسمبر قبل الماضى ، درجات الحراره تواصل إنخفاضها بشكل بدأ اكثر مما هو متوقع ، ومع تقدم ساعات الليل بدت شوارع المدينه خاليه تماماً من الماره ومن حركة السيارات . لا أثر لبشر ، لا بشر على الإطلاق فى تلك الليله شديدة البروده ، وعلى إمتداد الشارع العريض الذى يبدأ بالتحديد من عمارة عبدالظاهر وينتهى عند الإشاره الضوئيه التى تقع الى الجنوب الشرقى من بقالة البُلك كان صفير الرياح وهبوبها هو سيد الموقف ، الساعه لم تتجاوز الحاديه عشر مساء والطرقات تبدوا مقفره مهجوره من كل شئ إلا من صفير الرياح . مدينة الأبيض فى تلك الليله القارسة البروده بدت كمدينة أشباح حقيقيه ، لا أثر لأي لشى ، حتى دورية الشرطه التى كانت كثيراً ما ترابط فى هذه الأنحاء إختفت اليوم ، حاولت الإحتماء بجدار منزل متهالك يقع فى منتصف المسافه مابين الشارتين الضوءيتين فوجدت نفسى أقف تحت ( صفايه ) وغربال حقيقى يفلتر الهواء الأشد بروده ويدفع به الى مفاصلى التى بدأت تصطك ، أسرعت الخطى وثمة ضوء بدأ لسياره قادمه من بعيد ترقبتها بلهفه إلا أنه سريعاً ما تلاشى وغاب فى غياهب الليل الحالك السواد وإن بدأ صوت محرك العربه الذى تخيلت دفئه فى تلك اللحظات يأتينى متقطعاً ويبدأ فى الخوت رويداً رويداً الى أن تلاشى وقعه الدافئ من أذنى تماماً . تجاوزت الشاره الضوئيه التى وصفتها لك وهى الواقعه الى الجنوب الشرقى من بقالة البلك ، أنا الأن بمحاذاة عنبر حوادث الأطفال ، أتجاوزه ولا أثر لأي شئ حتى بكاء الأطفال وإنين أمهاتهم الذى كان يفطر القلب كلما مررت من هنا إختفى فى هذه الليلة شديدة البروده ، بدأ الصمت المطبق يخيفنى ، أشعلت لفافه ومن ثم إنحرفت يميناً بزاويه حاده فى نهاية المدخل الرئيسى لكلية الطب ، هنا يمكننى وفى هذا الظلام الحالك أن أصف إليك المكان فقبالة وجهى تماماً كان موقف السيارات التى تقل طلبة الجامعه الى قرية طقت حيث كلية الهندسه وعلى بعد أقل من ثلاثه أمتار كانت تنتظرنى إنعطافه حاده أخرى هذه الإنعطافه كانت ستضع نادى السكة الحديد والبعض من مقاهى النارجيله ( الشيشه ) المبعثره هنا وهناك أمام مرمى ناظرى ، راودتنى لحظتها بعض أحلام اليقظه اللذيذه التى قصدت منها التدفئه ذاتياً أي عن طريق بث مثل هذه الذبذبات المتفائله التى تدفئ القلب بقصد أن أطرد ( ذهنياً ) هذا البرد الذى يلم بأطرافى ، قرأت ذلك فى كتاب ذات مره لم أعد أذكر تفاصيله تماماً ولكن بقيت منه هذه الفقره بالتحديد أو لربما إستحضرتها تواً جراء هذا البرد الذى وصل الأن الى ذروته ، ثله من خيرة أصدقائى يرتادون هذه المقاهى أحياناً ، أصدقاء جمعت بينهم عدة قواسم مشتركه على رأسها الفهم العالى وحجم الثقافه الهائل الذى يمتازون به وتحتويه اذهانهم ، زاد من أواصر تلك الصداقه المهنه التى تجمعهم ، جلهم من المهندسين الشباب أو لنقل معظهم بوجود الصديق ( ياسر ابوضمير ) ياسر ليس مهندساً وإن كان عمله الرئيس فى هذا المجال ، المهندس ( نزار الصادق كرنكه ) الرجل الذى لا يفارقه المرء إلا ويتعاظم شوقه للجلوس إليه والإستماع إليه ، مثقف للغايه صديقى كرنكه ، المهندس ( إبراهيم موسى ) مهندس معمارى من طراز فريد بدأ ينقرض الأن ، المهندس ( عاصم أدم محمدين ) خبره فى العمل النقابى وهندسة المياه ، المهندس أدروب ، المهندس محمد على محمد يعقوب ، المهندس الأتاسى عيسى ، المهندس عبدالعظيم معمارى من طينة إبراهيم موسى ، وغيرهم وغيرهم من شباب هذا الوطن الجميل المزدان بهم والناهض إلا قليلا بسواعدهم الفتيه . هذا الإستعراض الذى تراه طويلاً ومخلاً لم يستغرق عبوره فى مخيلتى مقدار كوتة برد ، هذا إن حجم البرد يقاس بالكوته ومع تلاشى أخر خيط من الدفء سكن جسدى قليلاً جراء حرارة هذه الذكرى وقبيل بلوغى أول ( راكوبه ) مشيده على يدك اليسار وأنت منعطف من الإتجاه الذى ذكرته لك قبل قليل وفى ذروة ذلك الصمت والبرد والليل البهيم لامست أقدامى كومة سوداء حسبتها شيئاً ما وفى لحظة تخطى هذه الكومه التى لم تستغرق ملامستها بخفه لقدماي كسر من الثانيه أحسست بهذا الشئ المتكور والملتحف السواد يصدر إنيناً خافتاً ثم يرتعش فتتجمت من الرعب ومن الذهول فى مكانى !! غريزة الدفاع عن النفس تنشط وتستيقظ ذاتياً فى مثل هذه الحالات وبسرعه خرافيه تتجاوز ميكروثانيه أحمد زويل بكثير والميكروثانيه تساوى 1على ألف جزء من الثانيه وهذا إكتشاف قلب مفهوم الفيزياء الفلكيه فى العالم سنأتى لتفاصيله فى مبحث أخر ، فى هذا الجزء والكسرثانيه كانت يدى اليمنى تثبت تلك الكتله التى أصدرت إنيناً على وضعها الجالس قرفصاء ويدى اليسرى تستل مصباحاً بكشاف مبهر سلطته بقوه تجاه تلك الكتله التى غمرها الضياء . مره أخرى أرتعدت أطرافى ليس من البرد الذى لا أدرى كيف تلاشى من جسدى بل لهول ما رأيت . خمن عزيزى القارئ ماذا رأيت ؟
    *الذى رأيته شئ أعجز عن وصفه وعلى الرغم من مرور زهاء العام ونيف من تاريخ تلك الحادثه ، وعلى الرغم من وقوع بصرى فيما بعد على العديد من الوجوه والنساء فائقات الجمال بيد إن عيناي لم تقعا على وجه فارط الحسن والبهاء يفوق القمر جمالاً والشمس سطوعاً وإشراقاً ، كان ذلك هو أجمل وجه لحسناء رأيته فى حياتى ! تمعنتها بعنف ذلك الذى نجم عن المفاجأه ، أدارت فى وجهى عينين كبيرتين جميلتين ناعستين نجلاوتين رغم إنهما كانتا مخضبتان بالدموع . كانت الفتاة تبكى ، خففت من قبضة يدى اليمنى على كاهلها جلست القرفصاء قبالتها ولم أقل شيئاً . لوهله خمنت شيئاً وعرفت شئ ، فيما بعد عرفت كل شئ . كل شئ كل التفاصيل المأسويه لرحلة ربيع هى سني وعمر الفتاة الفائقه الجمال . ويا للدهر حينما يتنكبك ، يا لفداحة الزمن ويا لتعاسة الأيام ويا للدنيا حينما توليك ظهرها ، فتاة وعائله مات عائلها فأناخ عليها الدهر . أناخ عليها الدهر وناء بكلكلِ .
    أمسكت بيدها ، وقفت ، جذبتها لأساعدها على الوقوف نجحت فى ذلك بعد لأي . كانت منهكه ، متعبه ، جائعه ، مريضه ، خائرة العزم والقوه وبإعتدال قامتها تبدى لى جمالها المذهل الأسطورى فإستعذت من الشيطان كثيراً وقلت رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علي وعلى والدى وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين .
    عقب هذه الأيات البينات وهذا الدعاء الصالح وجدت نفسى قوياً ، الساعه شارفت منتصف الليل ، بالنسبه لى لا برد ، الحسناء ضحية العهر والظروف كانت ترتجف ، أسندت قامتها الفارعه الممشوقه الى كتفى ، لم أتوانى على الإطلاق فى دس يدى تحت العباءة الفضفاضة السوداء والإطباق على خصرها النحيل ويدها اليسرى ألقت بها على كتفى وخطوه خطوه ، خطوه وراء أخرى ولجنا الى مقر ملائكة الرحمه فى حوداث مستشفى الأبيض فى تلك الليله قارسة البروده حالكة الظلام وشديدة المفاجأة . قبيل الفجر كان الأمور تمضى على ما يرام ، الجسد المتهالك بدت تدب فيه أوصال الحياة ، بُعيد الفجر أسلمت السندريلا عيناها الكرى ، نامت كما لم تنم قبل ، بعد الظهيره وعندما أفاقت وجدتنى قد قفلت رجوعاً من منزلى وأجلس على حافة سريرها الأبيض ، حسبتها قد أفاقت للتو ، ومع تحيتى الباسمه لها وبشئ من الدعابه والمرح ( صح النوم ايها الملاك النائم ) ترد المزحه بأروع منها ما ينم عن بيئه رائعه واثقه مستقره نبت فيها غرس هذه الفاتنه الحسناء كل ذلك والحزن والأسى والألم الدفين تحسه مستقراً فى أعماق هذه العيون السود .
    لن أطيل عليك ولن أسهب لك فى التفاصيل ولكننى أختزل لك المأساة فى بضع كلمات وتلفت من حولك سوف تجد عدد لا يحصى من الضحايا أمثال ( رزان ) ... رزان الطالبه الجامعيه التى وفدت للعلم فوقعت بين براثن الضياع . سوق العهر الذى يأمه نخاسة السياسه والفاقد المجتمعى والأخلاقى أودى بالألوف من أمثال رزان ، وفى البدء كانت الخديعه ، بسط النفوذ ، فرض الهينه ، المساومه ، الترهيب ، الترغيب ، ثم السقوط . السقوط فى براذن الرذيله .
    رزان حاله لحالات لا تحصى ولا تعد ، ورزان حاله مشت فى درب اللاعوده ، وهذا الدرب طريق لإتجاه واحد وهو بمثابة صعود ولكنه الصعود الى الهاويه . ونحن الأن على وقع خطى الختام بقى لك دين فى عنقى عزيزى القارئ وهذا الدين الذى سأسديه لك الأن وتواً هو معرفة من هو ذا الذى إستباح رزان ؟ من هو ذلك الوغد الإنسان رخيص الذى عهر برزان وصويحباتها من اللائى دفعت بهن الظروف الى خارج خدورهن بغية طلب العلم والتمهيد للحياة والرفعة والسمو ؟ تسألنى عن ذلك العاهر الأشر أقول لك هو ذاك المختلس ! أي نعم ذاك الذى وجد نفسه بين عشية وضحاها أمام ثروه ليس لها حسيب ولا عليها رقيب فعبأ منها ما يشاء ولما قضى من السرقة وطراً وتدفق المال الحرام وجرى بين يديه بدأ فى هتك عرض المجتمع . رزان هى المجتمع ، رزان أنتهك عرضها وأستبيح بأموالها التى لها فيها نصيب ، حرمت منها وسُرقت وأُختلست ومن ثم وُضعت لها تحت الوساده كثمن لعرضها الذى أُنتهك ، ومال الحرام يفعل هذا وكل مختلس غير سوى لذلك تجد إن كل اللصوص يتشابهون . إنهم يمدون أياديهم ومخالبهم الأثمه الى أموالنا ليعودوا وينتهكوا بها أعراض حرائرنا لذلك أقضوا على كل اللصوص وأقضوا على كل مختلسٍ وهو بالضرورة فاجرِ لئيم . وفضيحة مكتب والى الخرطوم سوف لن تمر بلا كوارث ، الكارثه أتيه فى الطريق ، الطامة الكبرى قادمه لا محاله ، غن الله يمهل ولا يهمل يا ايها الناس والسودان كله يرتعش الأن ، السودان يهتز ويرتعش وينتفض من الغضب الذى سكن الدواخل والنفوس ، فضيحه أخرى تلى هذه هى عود الثقاب الذى سيشعل نيران هذا البلد وملعون أبوكى بلد ، بلد إذا سرق فيه ( الوجيه ) فهؤلاء لا شرف لهم تركوه وإذا سرق فيه الضعيف اقاموا عليه الحد . ولأولئك الذين أفتوا لهم بالتحلل والتحليل ويل لهم . فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )
    الله فى . .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de