:: ومن المحن بعد أن كان سجالهم البيزنطي حول القًباب وطول الجلباب، يسعى النهج غير التربوي وغير التعليمي لوزارة التربية والتعليم إلى تطوير سجال شيوخ الطرق الصوفية وأنصار السنة بحيث يكون حول مناهج التربية والتعليم المراد بها رسم خارطة الطريق لمستقبل أطفالنا.. فالوزارة اعتمدت الكتب التي أعدتها لجانها وطبعتها و وزعتها في المدارس ..وبعد سنوات من التدريس، تفاجأت بدروس لا تصلح للتدريس و أمرت المدارس بعدم التدريس..!! :: والدروس التي لم تعد تصلح للتدريس ليست الجغرافيا ومساحة السودان التي كانت (مليون ميلاً).. ولا قصيدة منقو قل لا عاش من يفصلنا، وغيرها من أحلام الأجيال التي طمستها سياسات الساسة وأحالتها إلى (ركام)..ولو كانت تلك الدروس هي المستهدفة بالحذف من قبل وزارة التربية والتعليم، لوجدنا لها العذر، ولأشدنا بمواكبتها لجغرافية وتاريخ وأشعار وحقائق ما بعد انفصال الجنوب .. ولكن للأسف، الدروس التي يتساجل حولها الشيوخ، والتي حذفتها وزارة التربية، هي بعض دروس التربية الاسلامية ..!! :: ما الذي تغير في دين الله الحنيف، بحيث تحذف الوزارة درساً أو تضيف درساً، وتخلق كل هذا الصخب ؟.. لم يتغير الدين الحنيف، ولكن - للأسف - تغير النهج التربوي والتعليمي في وزارة التربية والتعليم بحيث يصبح حتى دين الله الحنيف سلعة يوزعها الشيوخ في المدارس أيضاً، أي كما يفعلون في الشوارع و سوح السياسة.. ومؤسف للغاية، أن السجال حول هذه الدروس - المستهدف بها صغارنا - ليس بين خبراء التربية وعلماء التعليم، بل بين جماعات إسلامية ..!! :: لو كان النهج التربوي بالوزارة (قويماً)، وكان النهج التعليمي (سوياً)، لما تسربت أجندة الطرق الصوفية وأنصار السنة إلى المناهج التعليمية بكل هذا الوضوح، ولما شهدت البلاد هذا الصراع الغريب والأول في تاريخ التعليم بالسودان .. نعم منذ استقلانا بلادنا، والى يوم هذا الصراع، لم تتجرأ جماعة أو حزب أو حركة على فرض أجندتها في المناهج التعليمية.. ولكنها سياسة القبح التي أفسدت كل مناحي الحياة في بلادنا، لحد توغل أجندة الجماعات والأحزاب في المناهج ..!! :: ثم الأدهى والأمر، ما يلي : ( دعا برلمانيون لاستجواب وزيرة التربية والتعليم فيما يخص سحب دروس مقررة في المنهج التعليمي (الإسلام دين التوحيد) ضمن مقررات الصف الثالث ثانوي ومقرر ( اهتمام الإسلام تنقية العقيدة من الخرافات) ضمن مقرر الصف السادس أساس)، بصحف الأمس، وهذا بعض جماعة أنصار السنة ..ويبدو أن الوزارة توجست من هذا التأثير، ولذلك شكل مدير المركز القومي للمناهج لجنة لدراسة قرار الحذف، مرجحاً أن تكون نتائج اللجنة هي إعادة ما تم حذفها .. !! :: وهكذا، فان الوزارة - بنهجها غير التربوي وغير التعليمي - لم تضع نفسها فقط بين مطرقة الطرق الصوفية وسندان أنصار السنة، بل وضعت أيضاً خارطة طريق أطفالنا وأجيالنا القادمة ما بين تلك المطرقة وذاك السندان.. وعليه، لو تم حذف تلك الدروس فانها حذفت بأمر شيوخ الطرق الصوفية، ولو أعيدت فانها عادت بأمرشيوخ أنصار السنة.. ولأنهم في وادي التهميش، فان خبراء التربية والتعليم آخر من يعلمون بالحذف أو بالإعادة .. وبعد هؤلاء الشيوخ، لماذا لايطالب النُظار والعًمد بتدريس تاريخ قبائلهم بدلاُ عن تاريخ السودان؟.. طالبوا، فالمناخ مناسب للمزيد من الفوضى وإعدام التربية والتعليم ..!! fb
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة