:: السفارة في العمارة، أروع أفلام عادل إمام، يكشف للمتلقي بأن إدارة القضية ( فن )، و مالم تتقن فن الإدارة فإنك تخسر قضيتك ولو كانت عادلة.. وقضية شريف خيري - بطل الفيلم - في غاية التواضع، حيث يعود من الإمارات ويتفاجأ بالسفارة الإسرائيلية قد إستأجرت الشقة التي تجاور شقته في ذات العمارة، فيستاء ويبحث عن حل يبعده عن هذا الجار المنبوذ.. وهنا تظهر عدة جهات لتدير ملف قضيته، كما تهواها وليس كما يريدها شريف خيري .. !! :: صديقه المحامي المغمور يرفع دعوى قضائية تطالب بترحيل السفارة، ليشتهر في سوق المحاماة، وليس ليكسب قضية موكله.. ثم صديقه الصحفي المغمور يستغل الحدث، ويجعل شريف خيري بطلا ورمزا للصمود عبر صحيفته، لا لتنوير الرأي العام بالقضية ولكن ليشتهر قلمه..ثم يتدخل الحزب الشيوعي ويحشد عضويته لتهتف لشريف خيري الكادرالمناضل ورمز الصمود، وهو الذي لم يسمع بماركس ولينين من قبل..!! :: ثم تخطفه جماعة إسلامية ويلقنه أميرها الشهادتين ويطمئن بأن قلبه عامر بالإيمان، ثم يحزمه بحزام ناسف لينسف العمارة - بما فيها شقته - ويستشهد لإرضاء الله إنابة عن الجماعة وأميرها المتنطع..هكذا أدارت عدة جهات ملف قضية المواطن شريف خيري..أدارتها بمنتهى الأنانية والإنتهازية.. ثم فجأة، إبتزته السفارة بعد تصويره في وضع مخل مع إحدى المومسات، فتنازل شريف خيري عن الدعوى القضائية، وتحول من (رمز الصمود) إلى ( خائن عميل).. وكان طبيعيا أن لا يجد لقضيته حلا حتى نهاية الفيلم..!! :: وهكذا لسان حال الفريق أبوشنب، معتمد الخرطوم .. قبل أسابيع، طرح الفريق أبوشنب - للرأي العام - قضية دكاكين اليسع أبو القاسم ..وهي قضية (عادلة جداً)، بحيث فيها ما فيها من شبهات وتجاوزات .. ولكن للأسف، ربما لسوء إستغلال القضية من عدة جهات، لم يُحسن الفريق أبوشنب إدارة ملف القضية (كما يجب)، ولذلك أفسد القضية (العادلة جدا).. وبعد أن كان بطلاً وشجاعاً ورمزاً للإصلاح في صحف الأسابيع الفائتة، تحول الفريق أبوشنب - إعتباراً من صحف الأمس - إلى ( ظالم) ..!! :: فالخبر الرئيسي - بالرأي العام - يقول نصاً : ( طالب صغار التجار بأسواق نمر المجلس التشريعي بالولاية بالتدخل لمعالجة أزمتهم التي تسبب فيها المعتمد الذي وعدهم بالمعالجة ولم يف بوعده، وقال التجار المتضررون في مذكرتهم - سلموها للمجلس التشريعي - بأن الديون تحاصرهم و تلاحقهم البنوك التي مولتهم لتوقفهم عن السداد بعد تدمير وإزالة دكاكينهم وطباليهم ).. هكذا الواقع المؤلم حالياً..لقد ذهب اليسع بما كسب، تاركاً هؤلاء البسطاء في بحر الديون والحرمان، لأن معتمد الخرطوم قام بتحرير أسواق نمر بذات طريقة تحريره السابق لبعض مواقع التمرد في جنوب السودان.. !! :: ( إكسح، إمسح)، أو هكذا أدار ملف القضية.. وما حدث لم يكن إصلاحاً، بل كان تدميرا وإزالة (فقط لا غير)، رغم أنف العقود القانونية الموقع عليها (هؤلاء البسطاء)، ورغم أنف الإنسانية التي كان يجب أن تتحسب لبؤس حالهم قبل (غزوة ذات اليسع)..ولو كان في سدة المحلية إصلاحياً يعترف بالدستور و يؤمن بحكم القانون، لأمر بتحويل عقود هذه الأسواق إلى (وزارة العدل).. وبالقانون، لذهب اليسع أبو القاسم إلى المحاكم (متهماً)، ولبقى هؤلاء البسطاء في مواقعهم بعد توقيع عقودهم (مع المحلية) ..فالإدارة فن وذوق وقانون، وليس ( نحن من هنا ماشين نكسر شارع النيل)، ليهتف البعض الساذج و يتشرد الضحايا..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة