:: بأحداث صحف الأمس، حكمت المحكمة على شاب بالسجن (عاماً) والجلد (أربيعناً)، بعد أدانته في سرقة جوال و أنبوبة غاز .. وفي ذات الصحف، يتوعد الأمين العام لمجلس الأدوية بملاحقة الشركات التي زورت و إستولت على ميزانية الأدوية من البنوك إلى وزارة العدل .. فالشاب سرق الجوال والأنبوبة بعد ثلاثة أشهر من سرقة تلك الشركات لدولارات الأدوية، ومع ذلك لقى الشاب عقابه - سجناً وجلداً - قبل أصحاب الشركات الذين في (مرحلة يتوعد )..لقد أخطأ هذا الشاب، فبدلاً عن إهدار الجهد في سرقة الجوال والأنبوبة، كان عليه تأسيس شركة متخصصة في نهب المال العام، ثم يترشح لمنصب (نقابي أو تنفيذي)..!! :: وكأن الأفعال لاتكفي، فان الأقوال أيضاً تصيبك بالدوار .. فالصندوق القومي للإمدادات الطبية يُعلن عن ترتيبات لإفتتاح (70 صيدلية)، بولايات السودان، لبيع الأدوية للمرضى بأسعار مناسبة، أو هكذا يجتهد الصندوق في تضليل العقول، وليمتص الغضب العام .. ورحم الله زمان الإنجليز، فانهم حين أسسوا الإمدادات الطبية في العام (1935)، لم تكن التجارة من أهدافها.. بل أسسوها لتكون بمثابة مخزون إستراتيجي للأمصال والأدوية المنقذة للحياة، وهي الأدوية التي تستخدم مجاناً في أقسام الطوارئ والحوادث..!! :: تلك كانت أهداف الإمدادات الطبية منذ زمان الانجليز وطوال العهود الوطنية السابقة، أي قبل أن تفسدها هذه الحكومة بتحويها إلى (هيئة تجارية)، لتشتري وتبيع وتربح وتنافس مثل أي (شركة خاصة) .. واليوم بعد رفع الدعم عن الأدوية، فان الإمدادات الطبية أيضاً لجأت إلى الدولار غير المدعوم مثل كل الشركات .. وكان طبيعياً أن ترتفع أسعار أدوية الإمدادات الطبية إلى الضعف والثلاثة أضعاف، فما جدوى صيدلياتها، سبعيناً كانت أو سبعمائة؟.. فالحديث عن أسعار الأدوية غير المنطقية، وعن مخاطر هذه الأسعار على الفقراء وهم السواد الأعظم ، وليست عن الجهات البائعة وصيدلياتها..فلماذا تخدعون الناس ..؟؟ :: وعلى سبيل المثال، بعد إعلان الإمدادات الطبية عن صيدلياتها المرتقبة ( 70 صيدلية)، قصدت بعض الصيدليات وسألت عن أسعار أدوية الإمدادات الطبية قبل وبعد رفع الدعم، وكانت النماذج كالآتي : (حقن هيبارين)، وهي تستخدم لمنع التجلط، كان سعرها قبل رفع الدعم (24 جنيهاً)، وسعرها اليوم (48 جنيهاُ)..(حقن هيومان البومين)، وهي تستخدم في العناية المكثقة، كان سعرها قبل رفع الدعم (300 جنيه)، وسعرها اليوم (600 جنيه).. (أنتي دي)، وتستخدمها الحوامل، وكان سعرها قبل رفع الدعم (270 جنيهاً)، وسعرها اليوم ( 590 جنيهاً) .. (بلازيكس)، يستخدمها مرضى القلب، كان سعرها قبل رفع الدعم (235 جنيهاً)، وسعرها اليوم ( 504 جنيهاً).. !! :: وللمزيد من المواجع، لكي لا يخدعكم الإعلان، فأن سعر المحاليل الوريدية كان قبل رفع الدعم ( 7 جنيهات)، صار سعرها اليوم ( 12 جنيهاً)..(بخاخ الأزمة)، ارتفع سعره من (107 جنيهاً) الى ( 216 جنيهاً).. (ثايكلوسبورين)، تستخدم في زراعة الكلى، ارتفع سعرها (93 جنيهاً) الى( 223 جنيهاً)..وحقن النزيف المئوي، كان سعرها (150 جنيهاً)، فارتفع إلى ( 472 جنيهاً)..هذه نماذج عشوائية لأسعار أدوية الإمدادات الطبية، قبل وبعد رفع الدعم عنها..علماً بان كل أدوية الامدادات الطبية ارتفعت أسعارها بنسبة (100%)، أو أكثر..وعليه، ناهيكم عن إفتتاح سبعين صيدلية بولايات السودان ، بل لو إفتتح صندوق الإمدادات (صيدلية في كل بيت)، فلن يغير في الضنك شيئاً.. لا تقتلوا الفقراء بأقوالكم، فالأفعال تكفي ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة